اقترب عيد الفطر والدخول المدرسي واكتست الأسواق حلتهما المميزة، وككل موسم تتملك الناس رغبة في التغيير والتجديد سواء في ديكورات المنزل أو الأثاث أو الملابس لإضفاء طلة مميزة، ونتيجة لذلك اكتظت الأسواق بالمستهلكين إلى حد أن البعض يشكو هذه الأيام من عدم التمكن من دخول الأسواق لاقتناء مستلزمات المناسبتين من شدة الزحمة وكثرة الطوابير. شهر أوله زحمة وأوسطه زحمة وآخره زحمة.. هذا هو الانطباع الذي أصبح يتبادر إلى الأذهان بالنظر إلى حمى التسوق التي انتشرت بين عدة فئات أبرزها النسوة بشهادة بعض الباعة، دون أن يكون الهدف ممثلا في التبضع بالضرورة.. إنما للتخلص من الكبت وتغيير الجو.! .. صحيح أن متطلبات العيد والدخول المدرسي تتطلب التسوق، لكن ظاهرة الزحام لم تقتصر على الأيام الأخيرة من الشهر، إنما بدأت أياما قبله وكأن قوة مغناطيسية تجذب تلك الحشود لتقحمهم في المراكز التجارية والأسواق، وهنا تصح الوقفة للتأمل في ظاهرة التسوق التي أصبحت بمثابة هوس لدى البعض بل وأسلوب حياة يجب معالجته، لأن المثل يقول إذا زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده.. ونحن قد تحول حب التسوق عندنا إلى إدمان على الزحمة. لقد اجتمع في هذه الأسواق الغث والسمين الحسن والرديء، وعميت أعين البعض فلم تعد تسليهم إلا الأسواق والدردشة حول آخر أخبار الأسواق والبضائع، وأحدث الصيحات والماركات. إنه لحال يؤسف له أن تصبح الأسواق اليوم مرتعاً لنساء وموطناً لرجال لا هدف لهم غير تمضية الوقت خلال رمضان، ولكل في ذلك حجة فالبعض يتعذر بطول النهار وبالفراغ ، البعض الآخر بعدم توفر البديل فكانت النتيجة التزاحم اليومي في الأسواق وصرف الأموال الطائلة فيما لا طائل منه !!.. ونحن هنا نوجه الدعوة للتقشف في المال والجهد لصرفها في أمور أكثر أهمية.. ولترك الدور لمن لم تسمح لهم الزحمة الخانقة بقضاء حاجياتهم.