تشهد العديد من الأحياء والتجمعات السكنية ببلدية عزابة، التي تعد إحدى أكبر مدن الجهة الشرقية لولاية سكيكدة، من وضع لا تحسد عليه بفعل غياب التهيئة في بعضها، وانتشار النفايات في بعضها الآخر، مما شكّل هاجسا للسكان الذين أصبحوا يعيشون منذ فترة طويلة هذه الوضعية المزرية، حتى الأشغال التي شهدتها بعض الأحياء لم ترق إلى المستوى المطلوب، ولا تعكس حتى الأموال الضخمة التي تم رصدها من الخزانة العمومية خلال السنوات الأخيرة. وذكر لنا السكان أن الأشغال المنجزة في غياب المتابعة، كانت ترقيعية تفتقد إلى المسحة الجمالية، ومن التناقضات التي وقفنا عندها على مستوى حي 1000 مسكن، قيام المصالح المختصة بتعبيد بعض الطرق الفرعية، في حين أنها تفتقد أصلا إلى تهيئة حقيقية، فلا أرصفة مهيأة، لا أعمدة كهرباء تشتغل، ولا مساحات خضراء موجودة، حتى وضعية العمارات، التي أغلبها تابع لديوان الترقية والتسيير العقاري، كما هو الحال بحي 1000 و200 مسكن، فإنه يطرح أكثر من سؤال حول ما إذا خضعت فعلا إلى عملية الصيانة المطلوبة، أو على الأقل، إعادة ترميم ما يمكن ترميمه أمام التدهور الملحوظ لواجهات تلك العمارات، ومن ثم، القيام بأشغال طلاء واجهاتها، ناهيك عن التشويه الذي طال عددا منها، بما في ذلك العمارات السكنية الجديدة التي ساهم في تشويهها المستفيدون كما يحلو لهم، دون تدخل المصالح المعنية، أما عن المساحات الخضراء، فهي تكاد تنعدم، حيث حلت محلها الحشائش الضارة والأتربة، وما زاد في تعقيد الوضعية؛ السلوك غير الحضري لبعض المواطنين الذين يقومون برمي مختلف النفايات المنزلية والردوم بطرق عشوائية. أما الحي القصديري ''ديار الزيتون''، فإن وضعه لا يبعث على الارتياح، فالنفايات المتراكمة هنا وهناك والمياه الملوثة، منتشرة عبر جميع المداخل المؤدية للحي، مما أدى إلى انتشار الروائح الكريهة، الحشرات الضارة والجرذان، ناهيك عن انعدام الإنارة العمومية، أما الطرق الفرعية، فهي مهترئة، إضافة إلى انتشار الأسلاك الكهربائية الموصلة بين الأكواخ وبعض السكنات المجاورة بطرق فوضوية، قد تشكل خطرا حقيقيا على سكان الحي الذين أكدوا أنهم ملوا الوعود والانتظار.