توصّلت مختلف الحركات والشخصيات العربية في شمال مالي، أمس، إلى اتفاق لإنشاء تنظيم سياسي يمثل العرب ويدافع عن مصالحهم في هذا البلد. وأكد بيان عن لجنة المؤسسين على اتفاق تم بين الحركات والجمعيات العربية من أجل الوحدة والتنمية في الأزواد تم تأسيسها، على إثر اجتماع عقده ممثلوها بالعاصمة الموريتانية نواقشوط يومي الخامس والسادس أفريل الجاري. وأضاف البيان، أن التجمع الجديد يضم قياديين وإطارات وأعيان ومسؤولين من حركات وجمعيات عربية في منطقة الأزواد، بالإضافة إلى ممثلين عن التوارق في دول النيجر وموريتانيا وبوركينا فاسو والجزائر. وقال أبو بكر ولد طالب الناطق باسم التجمع، أن هذا الأخير سيكون بمثابة الإطار التمثيلي الذي سيدافع عن تطلعات مصالح العرب في شمال مالي. وتزامن ذلك، مع مواصلة القوات الفرنسية في مالي لعملية التمشيط التي شرعت فيها في مدينة غاو وينتظر أن تتواصل لعدة أيام أخرى، في محاولة لملاحقة عناصر التنظيمات الإرهابية التي تكون قد أعادت انتشارها مباشرة، بعد انتهاء "عملية التحرير" التي نفذتها القوات المالية والفرنسية المشتركة شهر فيفري الماضي. وذكرت مصادر عسكرية فرنسية، أن العملية التي أطلق عليها اسم "غوستاف"، تعدّ الأكبر من نوعها من حيث تعداد الجنود المشاركين فيها، تقوم بها الوحدات الفرنسية في هذه المدينة من خلال إشراك أكثر من ألف جندي وعشرات العربات المدرعة والطائرات المروحية والمدفعية وطائرات بدون طيار. وتعد مدينة غاو من أكبر مدن شمال مالي، وتقع على بعد 1200 كلم إلى الشمال من العاصمة باماكو، وقد اتخذتها حركة التوحيد والجهاد الإرهابية معقلا لها منذ الإطاحة بنظام الرئيس المالي السابق امادو توماني توري في مارس من العام الماضي وإلى غاية الحادي عشر جانفي، حيث بدأت عملية التدخل العسكري الفرنسي. ويؤكد لجوء القوات الفرنسية إلى تنفيذ عملية التمشيط هذه، أنّ "عملية التحرير" لم تكن ناجحة وأنّ تأمين المدينة لن يكون نهائيا، بالنظر إلى حركة مقاتلي التنظيمات الإرهابية وسرعة تكيّفها مع الأوضاع الميدانية الجديدة. وكانت عملية التفجير الانتحاري التي هزت المدينة قبل أسبوعين، بمثابة إنذار أخذته قيادة القوات الفرنسية في مالي محمل الجد، وخاصة بعد مقتل سبعة أشخاص في أعنف المواجهات التي تلتها. ورغم أن عملية "غوستاف" لم تسمح بالعثور على أي إرهابي، إّلا أنّ وحدات الهندسة العسكرية تمكّنت من العثور على طول ضفة نهر النيجر على مئات القذائف الصاروخية والقنابل والذخيرة الحربية، بما لا يستبعد أن تكون المنطقة تحتوي على مخابئ أرضية. وقال الجنرال برنارد باريرا قائد القوات البرية لعملية "سيرفال" إن تواجد القوات العسكرية الفرنسية على هذا الوادي تحديدا لاقتناع قيادتها أنها قاعدة لوجيستية للمجموعات الإرهابية. وشملت عملية التمشيط منطقة ممتدة على طول 20 كلم طولا وكيلومترين عرضا، ضمّت الأحراش وكذا بيوت السكان الرحل في المنطقة، للاشتباه في علاقة قاطنيها مع التنظيمات الإرهابية.