إنتقد رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والإجتماعي، بشدة برامج التقييم المعروضة من قبل البنك العالمي والتي لا تتماشى وطموحات الرؤية الاقتصادية الجزائرية التي ترقى إلى مناهج وأدوات جادة تساهم في تقييم القضايا الثقيلة المعروضة في الأجندة الوطنية والتي تكتسي أهمية استراتيجية وحيوية. وقد فتح السيد محمد الصغير بابس رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والإجتماعي، النار على ممثلي البنك العالمي لدى عرضهم أمس، لإحدى برامج التقييم خلال ملتقى حول مناهج التقييم وتأثيراتها وكذا أنظمة تقييم السياسات الحكومية، واصفا البرنامج المعروض بالضعيف، كونه لا يتماشى وطموحات الحكومة الجزائرية التي تريد برامج تقييمية في مستوى برامجها وذات بعد واسع لأن الجزائر يضيف السيد بابس تريد أن تذهب بعيدا بسياستها. وأوضح رئيس "الكناس" لدى تعليقه على البرنامج المعروض، أن الجزائر قطعت أشواطا كبيرة وهامة في عدة قطاعات حيوية وهامة خاصة في مجال التعليم والصحة المدرسية واللتان شكلتا محور برنامج التقييم المعروض من قبل ممثلي البنك العالمي، وأن مثل هذه الأطروحات والعروض قد تجاوزتها الجزائر بكثير، بحيث لم يعد الحديث قائما عن الإطعام المدرسي ولا عن بعض الأمراض كالملاريا التي لم تشكل يوما مشكلا صحيا بالنسبة للجزائر. وكان جديرا بالبنك الدولي أن يتوجه بهذه الأطروحات والعروض الى الدول الافريقية الاستوائية الفقيرة التي قد تكون بحاجة أكثر الى هذا النوع من البرامج والتقييمات على أساس أنها تعاني من الفقر والأوبئة ولا يزال الحديث بها عن الاطعام المدرسي أو الأمراض الوبائية قائم ويجدر التكفل بها يضيف رئيس الكناس الذي بدت عليه علامات الاستياء والتعجب لما تقدم به البنك العالمي. وأوضح السيد بايس، أن هذا الانتقاد الموجه للبنك العالمي لا يعني الجزائر بمنأى عن تقييمات الهيئات الدولية بل بالعكس فنحن نريد إشراك ومساهمة جميع الهيئات الفاعلة للتحسيس حول التحديات والرهانات الكبرى التي نواجهها فالبحبوحة المالية التي تعيشها الجزائر تدفعنا الى إبداء صرامة أكبر في تسيير السياسات العمومية الموجهة لإرضاء طلبات المواطنين وعلى الجزائر أن تقّيم كل ما حققته بمواردها المالية والبشرية ومقارنة نماذج وأنماط التسيير المطبقة بنظيراتها في الدول المتقدمة، بحيث تكون أكثر فعّالية وذات بعد استيراتيجي في المجال الاقتصادي والإجتماعي وفي ممارسة الديمقراطية "لأننا حسب رئيس الكناس نريد الذهاب بأقصى طاقاتنا المعرفية وكسب المناهج والتقاربات العصرية التي تسمح لنا بالتقييم السليم للأمور"، مردفا و"نحن نريد نماذج تقييم متقدمة تتوافق والبرامج الوطنية الضخمة لا تلك المتعلقة بنشاطات البلدية والقطاعات الفرعية".