لا تزال غابة باينام المتواجدة بأعالي بلدية الحمامات غرب العاصمة، بحاجة إلى تزويدها بالمرافق الضرورية التي تضمن للسياح الراحة والاستمتاع بجمال الطبيعة الساحرة، لاسيما أن هذه التحفة السياحية تضم العديد من الأشجار الشامخة المتنوعة، كالصنوبر الحلبي، الصنوبر البحري، الكنار والكاليتوس، تتربع على مساحة إجمالية تقدر ب 275 هكتار، وتتوفر على 3 بوابات للدخول من بوزريعة، الحمامات وعين البنيان. هذا ما وقفنا عنده خلال الزيارة التي قادتنا إلى هذه المنطقة الخلابة التي تعد من أكبر الفضاءات الخضراء مساحة التي تتوفر عليها ولاية الجزائر، وتعتبر رئة المنطقة، حيث تتربع على مساحة 590 هكتار تكسوها أنواع كبيرة من الأشجار والنباتات، وعلى رأسها أشجار الصنوير الحلبي والكاليتوس، حيث عادت الحيوية إلى هذه المنطقة التي فتحت أبوابها من جديد أمام العائلات العاصمية، لكن في المقابل لا تزال هذه الغابة بحاجة إلى مرافق ضرورية وحماية من الأخطار غير المتوقعة.
المأكولات السريعة والمشروبات مطلوبة جدا.. لكن... ونحن نتجول في غابة باينام، لاحظنا عودة الحياة إلى هذه المنطقة التي كانت مهملة بسبب العشرية السوداء والأخطار التي كانت تحيط بالمواطنين، حيث لفت انتباهنا بعض التحسينات التي قامت بها السلطات المحلية، كتوفير فضاءات خاصة بالأطفال تضم مجموعة من الألعاب، ووضع كراس، كما لاحظنا طوابير من السيارات تحمل ترقيمات عدة ولايات. وأكدت لنا سيدة وجدناها بعين المكان، أنها تقضي عطلة نهاية الأسبوع بهذا المكان الساحر، لكن في المقابل عبرت عن تأسفها من توقف نشاط جميع مرافق الاستقبال، وعلى رأسها محلات بيع الأكل الخفيف والمشروبات التي أغلقت أمام الزوار، لتحرم بذلك العدد القليل الذي لم تمنعه هذه الوضعية من زيارة هذا الفضاء الخلاب من اقتناء قارورة ماء أو مثلجات أو ارتشاف فنجان قهوة أو شاي، والغريب والمؤسف في الوقت نفسه، بقاء الطاولات والكراسي منصبة بالعديد من هذه المحلات المنتشرة عبر الغابة، تنتظر الزوار. كما لاحظنا أن هناك محلين فقط في الخدمة، وأكد بعض المواطنين أنهم يبيعون لهم ما يحتاجون بأثمان باهظة لأنهم يستغلون غياب المحلات الأخرى، ولا يجد المواطن حلا آخر سوى اقتناء ما يحتاجه منها، فيما أكدت لنا سيدة أخرى أنها تضطر إلى جلب الأكل من البيت لتناول وجبة الغذاء مع أبنائها، حيث قالت بأن المرأة تطبخ في البيت، يعني أنها لا تتلذذ بنهاية الأسبوع، لذا لابد من فتح مطاعم تخفف على النساء حمل الطبخ.
الخنازير تشكل خطرا على حياة الزوار يشكو زوار المنطقة من انتشار الخنازير التي تداهم المكان ليلا نهارا، مما يسبب لهم حالة من الذعر والخوف، حيث أكد لنا أحد المواطنين أن الخنازير تزور المكان، شأنها شأن السياح وتتجول في مأمن في غياب الأمن والرقابة، بينما وجه مواطن آخر نداء لمديرية الغابات لضمان الأمن والسلامة للسياح والقضاء على ظاهرة انتشار الخنازير في هذه المنطقة السياحية، مشيرا إلى أن العديد من العاصميين يخشون التجوال بها، كما طالبت إحدى العائلات التي تعودت على زيارة المكان بالتفاتة الجهة الوصية على الغابة لتوفير ظروف الاستقبال وتحسين المرافق المتوفرة قصد استقطاب المزيد من الزوار، لاسيما العائلات التي غالبا ما تفضل مثل هذا المكان لقضاء أوقات ممتعة بعيدا عن ضجيج وزحمة المدينة.
غابة باينام قبلة للرياضيين بالرغم من أن غابة باينام بحاجة إلى العديد من التحسينات، إلا أننا لاحظنا أنها أصبحت قبلة لعشاق الرياضة، فمنهم هواة المشي والركض وآخرون يتمرنون على تقوية العضلات، حيث أكد البعض منهم ل”المساء” أن هذه التحفة السياحية تحتوي على نواد رياضية، على غرار نوادي الفروسية، ملاعب خاصة بكرة القدم والكرة الحديدية، حيث يلجأ العديد من الرياضيين إلى ممارسة نشاطاتهم بالغابة، وأكد أحدهم أنه يهوى ممارسة الركض مع استنشاق الهواء العليل، مشيرا إلى أن هذه الغابة قبلة مناسبة لهم، خاصة ممارسي كرة القدم وهواة ركوب الدراجات الهوائية، فيما أكد رياضي آخر أنه يأمل في تزويد هذه المنطقة بالعتاد الرياضي لتمكين أصحاب الأندية الرياضية من التمرن في ظروف جيدة، بينما انتقد آخر تحويل طريق هذه الغابة إلى نقطة عبور وممر لتفادي الازدحام الموجود على مستوى طرق العاصمة حاليا للوصول إلى بوزريعة وبلديات باب الوادي، الحمامات وعين البنيان وبني مسوس، لأنها مكان لإراحة الأعصاب والابتعاد عن الضوضاء وليس العكس.