جددت العائلات التي لا تزال تقيم بحي ديار الكاف ببلدية وادي قريش، مطلبها للسلطات المعنية، خاصة والي العاصمة، السيد عبد القادر زوخ، من أجل النظر في وضعيتها التي أصبحت لا تطاق وإيجاد حل ينهي متاعبها، على غرار بقية الأحياء المجاورة التي تم ترحيل قاطنيها إلى سكنات لائقة بحي عين المالحة بعين النعجة في سبتمبر من عام 2011. وذكر ممثل عن 40 عائلة تقطن بالعمارتين ‘'س'' و''د'' بحي ديار الكاف ل ”المساء”، أن السلطات المعنية لم ترد إلى حد الآن على الطعون التي تقدموا بها منذ عملية الترحيل التي تمت في 13 سبتمبر 2011، والتي رفضت بموجبها البقاء في نفس الموقع والالتحاق بالسكنات التي خضعت للتهيئة، بعدما رُحّل أصحابها إلى سكنات جديدة بعين المالحة. وأوضح المتحدث أن الأوضاع أصبحت لا تطاق بالحي، وأن الطعون التي قدموها لم تأت بأية نتيجة، رغم أن العائلات تقيم في ظروف جد صعبة أدت إلى إصابتهم بأمراض مختلفة، فضلا عن انتشار النفايات والبعوض والروائح الكريهة والرطوبة، حيث أصبحت السكنات القديمة التي يقيمون بها غير صالحة تماما. وما زاد من قلق العائلات، تلك السكنات الشاغرة التي أصبحت مستغلة من قبل المنحرفين الذين حولوها إلى وكر لتعاطي الممنوعات، مما يشكل خطرا على المقيمين الذين رفضوا فيما سبق الالتحاق بسكنات مرممة بنفس الموقع، بسبب ضيقها وعدم استيعابها لعدد أفرادها، معتبرين ذلك تمييزا بينها وبين بقية الجيران الذين استفادوا من سكنات جديدة. وفي هذا الصدد، أشار محدثنا إلى أن العائلات التي تنتظر منذ عام 2011 التفاتة من السلطات المعنية، اختارت الرحيل من الموقع عند ملئها لبطاقة الرغبات التي تسلمتها من المصالح المعنية آنذاك، غير أنها لم تستفد من حقها في سكن لائق وطلب منها الالتحاق بالسكنات المرممة التي لا تستجيب للمعايير المعمول بها ولا تصلح تماما للسكن، عكس سكنات عين المالحة التي استفاد منها بعض الدخلاء عن حي ديار الكاف. واعتبرت العائلات - على لسان ممثلها- أن تسليمها السكنات التي رُحّلت منها العائلات والمتكونة من غرفتين، إجحاف في حقها كون أغلبيتها كانت تنتظر توجيهها إلى سكنات اجتماعية متكونة من 3 غرف على الأقل، خاصة أنها من السكان القدامى الذين يقطنون الحي منذ سنة 1959، غير أن الجهات المسؤولة ”تجاهلت وضعيتنا ولم تأخذ الطعون التي قدمناها بعين الاعتبار”. وحسبهم، فان العائلات التي لم ترحل تعيش ظروفا جد صعبة في الموقع الحالي الذي زادت وضعيته خطورة، بسبب انعدم الأمن وتواجد بعض المنحرفين الذين احتلوا الشقق الشاغرة بحي ديار الكاف المعروف ب ‘'الكاريار'' الذي كان عبارة عن مجمع سكني كبير خاص بعمال المحجرة خلال الفترة الاستعمارية، حيث تم استغلال أغلبية الشقق المتكونة من غرفة وغرفتين بسبب أزمة السكن. ووجهت العائلات عدة شكاوى للمعنيين، منها رسالة إلى رئيس الجمهورية، أكدت من خلالها بأنها تعيش وضعية اجتماعية صعبة تستوجب الإسراع في حلها، كونها تفاقمت مع مرور السنين، مطالبة في هذا الصدد، بإرسال لجنة للوقوف على الواقع المعيش ومعرفة وضعية العائلات في الشقق القديمة، وكذا الرد على الطعون التي وجهتها للسلطات الولائية.