استطلاع: أضحى مشكل حركة المرور بالجزائر عائقا في وجه العديد من المواطنين الذين يقضون ساعات طويلة لاجتياز النقط السوداء كما و صفها الكثيرون، سواءا بالمناطق التي تكثر بها الأشغال العمومية أو حواجز الأمن عبر العديد من المناطق، غير أن هذه العوائق لم تصنف لوحدها في القائمة الرئيسية التي تسببت في الشلل المروري و إنما الارتفاع الهائل لعدد المركبات في الجزائر زاد من حدة المعضلة. حيث تعرف شوارع و طرقات العاصمة اليوم اكتظاظا ملحوظا و مستمرا خاصة عند بداية الأسبوع حيث يصعب على العاملين الالتحاق بمناصب عملهم و المتمدرسين أيضا بمقاعد الدراسة ، و التجار في مزاولة عملهم و إيصال سلعهم في الوقت المحدد، هذا المشكل يعيشه هؤلاء يوميا و أصبح جزءا لا يتجزأ منها ، و في استطلاع لجريدة المسار العربي عن هذا الوضع استجوبنا العديد من المواطنين من سائقين و متمدرسين و عمال هم معتادين على الوضع، فكانت الإجابات متقاربة، حيث يضطرون إلى النهوض باكرا حتى يتمكنوا من الوصول في الوقت المحدد و حتى لا يتعرضوا إلى الطرد و التذمر من أرباب العمل و الأساتذة بالنسبة للمتمدرسين إلا أن ذلك لم يمنع من حدوث مواقف التذمر و الطرد. و ما زاد الأمر تفاقما حسب العديد منهم هو ارتفاع عدد المركبات في الجزائر، إذ يعد السبب المدعم لشلل حركة المرور و تأزم الوضع، خاصة عندما قامت بعض الشركات ببيع السيارات بالتقسيط و هو ما سهل اقتناء السيارات للعديد من المواطنين، إلا انه بعد دراسة الوضع اتضح أن تسهيل اقتناء السيارات قد سبب مشكلا أكثر حدة ، و هو ما دفع بالمسؤولين إلى توقيف هذه العملية نهائيا نظرا لارتفاع عدد المركبات في الطرقات،علاوة على ذلك يعيش هؤلاء المواطنون حالة من القلق و الضغط الدائمين بسبب هذا الاكتظاظ الذي تشهده الطرق فلا يسع على المسافرين إلا قراءة الجريدة أو الاستماع لجهاز الراديو للتخفيف من حدة القلق و التوتر بسبب الشلل المروري حسب ما يقولون، و حسب الإحصائيات فقد سجل ارتفاع مرض السكري لفئة سائقي الأجرة لأنهم الأكثر عرضة لهذا الوضع. ليبقى المواطن في المطاف متسائلا عن الحلول الناجعة التي تسهل عليه عملية التنقل دون مواجهة الاكتظاظ و الانتظار لساعات طويلة في الطريق، و مع ذلك فهم متفائلون بحل المشكل من خلال توسيع شبكة الطرقات، و تطوير و سائل النقل الأكثر سرعة و رفاهية كميطرو الجزائر و الترامواي، لكن السؤال الذي يبقى مطروحا إلى متى و كم سيستغرق الوقت لتوفير ذلك؟