التقيت امس بصديق يشتغل في مجال المقاولات و يعد من بين الشبان الذين خاضوا غمار المؤسسات الشبانية، واذكر انه حين خاض التجربة في بدايته كان متحمسا جدا وكانت له احلام اوصلته فوق السحاب للثقة العمياء في نفسه وفي الكلام الذي كان يصدر من بعض المسؤولين حول دعم مشاريع الشباب، المهم حين التقيته امس كان في حالة يرثى لها ومعنوياته تحت المستوى وتحت درجة التجمد بعد أن صدم الواقع صاحبنا ووجد نفسه مكبلا بالديون ليس لأنه فشل في مشروعه بل على العكس وانما لانه يعمل و تسند الى شركته الصغيرة المشاريع وفي الاخير يُطلب منه انتظار صب مستحقاته، ما اوقعه في ازمة مع العمال الافارقة الذين أحتجزوه في أكثر من مرة، الحكاية الحزينة والمضحكة في نفس الوقت ان المقاول الشاب يأخذ المشاريع الصغيرة من الشركات التركية الاجنبية وينتظر بعد نهاية كل مشروع ان تصب له مستحقاته لكنها تتماطل وتحجز حقوقه ويُشغل في نفس الوقت الى جانب العمال ابناء البلاد عمال افارقة اجانب وان كان العمال الجزائريين يتفهمون تأخر قبض مستحقاتهم فإن الافارقة لا يفهمون ذلك ما يدفعهم لاغلاق الورشة وحجز المقاول في كثير من الاحيان، اتراك اجانب يحجزون حقوق جزائري وافارقة يحجزون جزائري ليس في تركيا وليس في دولة افريقية بل في الجزائر، ويتساءل محدثي، لم اعد أفهم هل هم الأجانب أم أنا الأجنبي؟