بعد انتشار داء الملاريا عبر عدد من الولايات الجنوبية، برزت تساؤلات المواطنين حول مسبباته وكيفية الوقاية منه، حيث شدّد المختصون على عامل النظافة الشخصية والأهم نظافة البيئة لمنع انتشار الباعوض بصفته الناقل الأساسي للمرض. أكد البروفيسور عبد الوهاب بن قونية رئيس مصلحة الأوبئة بمستشفى مصطفى باشا، على أهمية تكاتف الجهود ما بين المواطنين والجهات الرسمية للنظافة البيئية من أجل الحد من انتشار داء الملاريا. وأبرز بن قونية أن انتشار النفايات وبخاصة المستنقعات والمياه القذرة الراكدة يعد العامل الأساسي لانتشار الملاريا، مستشهدا بانتشاره مؤخرا بغرداية بسبب تحوّل الوادي المحاذي للمدينة لمكب للنفايات، ونفس الأمر بالنسبة للحالات المسجلة خلال سنوات ماضية بعين البيضاء بأم البواقي. كما دعا إلى التركيز على تربية سمكة la gambusia التي ترتكز في تغذيتها على بيوض الباعوض، وهو ما يساعد في مكافحته، حيث تم استزراعها خلال السنوات السابقة في إطار مكافحة الملاريا، داعيا لتجديد ذلك. أما بالنسبة للحالات المسجلة فأكد على ضرورة كسر سلسلة العدوى التي يمكن أن تسببها، وذلك عن طريق منع تنقل المرضى وإجراء التحريات الوبائية. كما توجه البروفيسور في الأوبئة المعدية للمواطنين بالتحذير من الاستهتار، داعيا إياهم للحرص على النظافة الشخصية والبيئية بالقضاء على النفايات بالمدينة. وتفادي مناطق العدوى والتوجه للأطباء في حالة تسجيل أي أعراض. من جهة ثانية حذّر من خطر باعوض النمر الذي أكد أنه في تكاثر متواصل خلال السنوات الأخيرة. وأوضح محدثنا أن الجزائر كانت تسجل خلال السنوات الأولى للاستقلال 100 ألف حالة سنوية، وهو ما يعادل نسبة 1 بالمائة من إجمالي السكان، في حين أن برنامج القضاء على الملاريا 1968-1978، والذي تم تحت إشراف منظمة الصحة العالمية نجح في القضاء على هذا الداء. وأكد أنه يجب الحذر والحرص للحفاظ على نتائج البرنامج وعدم تضييع الجهود الكبيرة التي بذلت للقضاء عليه.