أكدت مريم الشمة المحللة في مؤسسة "بي إف سي إنرجي" الاستشارية في واشنطن أن بريطانيا ترغب في تقليل اعتمادها على قطر في استيراد الغاز وربما كانت الجزائر جزءا من الحل، و رأت أنه "من المهم لبريطانيا أن تحول دون انزلاق الجزائر إلى الفوضى وإقامة علاقات وثيقة من خلال ضخ الاستثمار الأجنبي هو سبيل لدعم حكومة مستقرة" و ركزت على عمل بريطانيا على استقرار المنطقة لحماية مصالحها المستقبلية في الجزائر حيث تسعى لتوقيع عقود غاز مع الجزائر. وفي هذا الشأن و كتأكيد لكلام المحللة وصل أمس الوزير البريطاني المكلف بشمال إفريقيا أليستار بورت إلى الجزائر في زيارة تدوم يومين في إطار تعزيز التعاون بين البلدين. وأوضح مصدر دبلوماسي بريطاني أن الزيارة -التي تأتي بعد تلك التي أجراها مؤخرا الوزير الأول البريطاني دافيد كامرون إلى الجزائر (30-31 جانفي)- ستخص القضايا الأمنية الثنائية والإقليمية بما في ذلك إقامة شراكة إستراتيجية أمنية بين المملكة المتحدةوالجزائر التي ستعقد اجتماعها الأول عن قريب. وفي نفس السياق قالت الشمة أن بريطانيا ترغب في تقليل اعتمادها على قطر في استيراد الغاز، فإن الجزائر ربما تكون جزءا من الحل. و تابعت في تصريح إعلامي "الجزائر تتطلع إلى جذب استثمارات في قطاع النفط والغاز لتعزيز إيراداته التي يحتمل أن يكون الهجوم على محطة غاز عين أميناس قد تسبب في تراجعها" . و أكدت شمة أن الأرضية المشتركة تبدو واضحة لإجراء محادثات رفيعة المستوى بين الجزائر و بريطانيا أثناء زيارة وزير الطاقة الجزائري يوسف يوسفي للعاصمة البريطانية لندن في العاشر من مارس، خاصة أن الجزائر صادقت على قوانين جديدة الشهر الماضي تقدم حوافز للشركات الراغبة في الاستثمار في الغاز الصخري ومصادر النفط والغاز غير التقليدية وتقدم لشركات الطاقة الأجنبية شروطا ضريبية ميسرة. وعبر مستثمرون محتملون بالفعل عن اهتمامهم بالاستثمار في الجزائر. فقد أجرت شركة "غازبروم" الروسية محادثات مع "سوناطراك" في موسكو في شهر فيفري الماضي وأشارت إلى "رغبة متبادلة في التعاون طويل الأمد". و"غازبروم" أكبر منتج للغاز في العالم، وتعتمد بشكل كبير على إمداداتها إلى أوروبا التي تشكل نحو 80 في المائة من إيراداتها. وتتطلع الشركة إلى التوسع في قطاع الغاز الطبيعي المسال لتنمو في السوق الآسيوية المزدهرة. غير أن بعض المحللين يقولون إن تطوير الاحتياطات غير التقليدية في الجزائر سيستغرق عقودا وإن التغيرات التي شهدها قطاع الموارد التقليدية طفيفة إلى حد ما ومن المستبعد أن تشجع على ضخ موجة جديدة من الاستثمارات الضرورية لتطوير الاحتياطات غير المستغلة في جنوب البلاد وهي منطقة تعتبر غير مستقرة نظرا لزيادة نشاط المتشددين فيها.