شاب يتهم ضبّاطا في الجيش بقتل الأبرياء ويدعو إلى تصفيتهم وبعد أن تأكدت القاضية من هوية المتهم (ب.محمد نسيم) وسنه 26 عاما بدأت في استجوابه كالتالي: القاضية: كيف دخلت هذه المواقع؟ ومنذ متى وأنت تتعامل معها؟ المتهم: لقد دخلت صدفة وذلك بمقتضى تعاملي الدائم مع الأنترنت، حين اكتشفت هذه المواقع التي استهوتني، فدأبت على التعامل معها طيلة شهرين منذ جوان 2008. - تقول دخلت صدفة، ثم صرت متعودا عليها، ما الذي كنت تريد معرفته من خلالها؟ = كنت أريد معرفة ما الذي جرى في الجزائر خلال عشرية الدم، والذي يحدث الآن عموما. - الشرطة تقول إنك أرسلت الرسالة إلى "منظمة الرشاد" الإرهابية وهي أصبحت تتداولها بعد ذلك.. - لم أرسلها لهذا الموقع، بل لموقع خاص بقدامى المجاهدين بصفوف جيش التحرير الوطني. - لكنها وُجدت لدى موقع "منظمة الرشاد" الإرهابية؟ = هذا الموقعأرسل رسالة إلكترونية يستنجد فيها بالإرهاب لا أعرفه، ولم أرسل له، كما أنني أؤكد لكم أنني لا أعرف المواقع الإرهابية. - أنت تعترف أنك أرسلت الرسالة وتقول إنك أرسلتها إلى مواقع لعسكريين متقاعدين، لماذا وجّهت لهؤلاء بالتحديد رسالتك؟ ولماذا اخترتهم بالذات؟ =جاءت صدفة، عندما اطلعت على ما في الموقع، صدّقت ما جاء فيه. - ماذا وجدت في الموقع وصدّقته؟ = قرأت في الموقع أن ضبّاطا سامين بالجيش تم تخفيض درجة رتبهم بسبب مشاركتهم في مجازر قتل ضد الأبرياء، لكنني لست مع الإرهاب كما أنني لست ضد الحكومة. - ألقي عليك القبض بتاريخ أوت 2008 على الحدود الجزائرية الليبية وأنت تهمّ بمغادرة التراب الوطني، لماذا كنت مغادرا؟ = من أجل البحث عن عمل. بعدها تلت القاضية نص الرسالة باللغتين العربية والفرنسية، علما أنها أرسلت مكتوبة باللغة الأخيرة. - (تذكّر المتهم بأخطر عبارة في الرسالة) قلت "أطلب منكم أن تقتلوا القتلة العسكريين من الرتب السامية الذين لطّخوا أيديهم بدماء الأبرياء من شرطة، درك، جيش وسياسيين، هل رأيت في الفيديو المعروض عبر هذه المواقع أن الجيش هو من كان يقتل؟ = يسكت ويعجز عن الإجابة. - هذا تناقض، كيف تستنجد بهم وهم يقتلون؟! = القتلة كانوا يلبسون لباسا عسكريا. - أنت تقول إلى الجيش هو من كان يقتل أليس كذلك؟! = لا، بل البعض منهم فقط حسب المواقع التي اطلعت عليها. - من قال إنك أرسلت الرسالة لهذا "البعض" الذي تقول إنهم قتلة؟ = يصمت. - قمت بإرسال الرسالة من مقهى أنترنت واقع ببلدية الأبيار بأعالي العاصمة، بعد أن امتنع والدك عن تسديد فاتورة الأنترنت المزود بها منزلكم كونها كانت مرتفعة الثمن؟ =أجل سيدتي الرئيسة. - سافرت إلى عدة بلدان عربية، تونس (عدة مرات) ليبيا، السعودية، الإمارات العربية، لماذا ذهبت لهذه البلدان؟ = بحثا عن عمل أحيانا ومن أجل السياحة أحيانا أخرى. وبعد مرافعة النائب العام الذي ختمها بالقول "تهمة الإشادة بالأعمال الإرهابية ثابتة ضد المتهم، لذلك ألتمس تسليط عقوبة قدرها 10 سنوات سجنا نافذا في حق"، تدخّل الدفاع الذي حاول درء التهمة عن موكله بمرافعة شدت انتباه هيئة المحكمة والحضور قائلا إن موكله وهو شاب بمستوى دراسي لا يتجاوز التاسعة أساسي دخل الأنترنت، واطلع على فيديوهات تحكي عن الأزمة الأمنية في الجزائر وقد تأثر بذلك، لأنه "جزائري ويحب وطنه" وأضاف الدفاع: "لقد قال في رسالته الأبرياء من "شرطة، درك، جيش وسياسيين" كيف إذن نتابعه عن هذا؟ من منّا لم يتأثر بموت بوضياف، ومن لم يبك عليه، لماذا لم يتأثر هذا الشاب نقول إنه "إرهابي" ليتساءل الدفاع، عن موقع هذه المنظمة ولماذا لم يُذكر في الملف، ليخلص إلى أن هذه المنظمة غير موجودة والرسالة وجّهت فعلا لقدامى الجيش لذلك أحيل على المحكمة العسكرية. ولقد قال في مقدمة رسالته "أذوا الجزائر" فهو يحب الجزائر ككل الجزائريين، كيف يشوّه بالإرهاب؟ وبعد المداولات، قضت المحكمة بإدانة المتهم بالجرم المنسوب إليه وعقابه ب18 شهرا حبسا نافذا.