لن يهتم أحد هذه الأيام بأغنية "جابو البكالوريا جابوها جابوها" لرابح درياسة، فالأمر لم يعد يهم إطلاقا، فالنتيجة مهما كانت، دوما واحدة. فبعد سنوات في الجامعة، سيكون البحر مفتوحا بأمواجه وأهواله نحو "الحرڤة" لتحقيق الأحلام وبناء المستقبل، فالعلم صار عندنا مقياسا ضعيفا لبناء مستقبل ولا مجال للتعويل على شهادة البكالوريا أو أي شهادة إذا كان الممتحن والناجح، من أبناء الزوالية الذي لا يملك والده رصيدا في سويسرا ولا داعي للتخرج من أكبر الجامعات حتى تصير شاعرا، ويكفي أن تفك الخط لتكتب رائعة "الويسكي ڤاوري والبيرة عربية"، فتصير أشهر من الأخطل، خاصة إذا حوّل الشاب خالد هذه الكلمات إلى أغنية.. حتى الشاب خالد الذي يفرش له البساط الأحمر لم يكن خريج جامعة، فمستواه الدراسي بين الصفر وبعض السنوات من الدراسة. ورغم ذلك، تتهافت الصحافة لمحاورته "إذا صح لهم طبعا"، وفي فترة ما صار محللا سياسيا على القناة الفرنسية الثانية، وهنا لا داعي أيضا لتحرق أعصابك لتحضّر شهادة دكتوراه في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، فقد كفاك الشاب خالد و"الحاجة" الزهوانية عناء تحليل الأوضاع، ولا داعي للحزن أيضا، وكلامي هنا موجه للذين فشلوا في شهادة البكالوريا، فقد فشل البعض في الشهادة الابتدائية، وبعد سنوات صاروا نوابا في البرلمان ويصدرون القوانين التي تخص التعليم العالي والبحث العلمي، فلا تهنوا ولا تحزنوا، فمهما كانت شهادتكم وارتفع شأنكم علما ووعيا وثقافة، إلا أن ختامها "حرڤة".