الملاحظ للوتيرة العمرانية في بلادنا يجدها تتطور وتتسارع بشكل واسع، فالكتل الإسمنتية تتوسع وتتشعب ولا يهم طريقة توسعها وطريقة البناء والتشييد لأننا نعتمد على الكمية وليس على النوعية، فالحجر يمتد قوالب قوالب على مد البصر في المدن والمداشر وأكل حتى الأراضي الفلاحية، فصرنا نستورد منتوجات زراعية كانت في زمن الاستعمار تفيض علينا فنصدرها لأوربا. ومع الأسف نظرتنا للتطور قاصرة جدا لأننا نهتم بتطوير الحجر ونتجاهل تطوير البشر، ففي الوقت الذي نطور فيه عدة منشآت ضخمة، ما زال البشر عندنا في الحضيض، ولا يوجد تفكير ولا حتى نية قصد تطوير البشر في محاولة لجعلهم يبدعون ويبنون وطنهم ولا ينتظرون الجنس الأصفر ليبني لهم جسورا وطرقات وعمارات، مع الأسف الإنسان في الجزائر هو السلعة الوحيدة البائرة التي لا قيمة لها، ففي الوقت الذي تعمل كل الدول على تطوير الإنسان فيها وتكوينه وتعليمه لازلنا نحن نصلح الحجر، فإصلاح العدالة لم يظهر إلا من خلال طلاء المحاكم وتشيدها وتغليفها بالرخام، بينما الأساس والجوهر لازال على حاله، والأمر لا يختلف في قطاع التعليم الذي رحنا نبني فيه مدارس وثانويات ونوحد مآزر التلاميذ والنتيجة أن احتلت الجزائر المرتبة الأخيرة في امتحان الرياضيات، والأمر نفسه في كل القطاعات نتأخر في كل شيء لأننا نهتم بتطوير الحجر وننسى البشر الذي ينحتون ويبدعون على هذا الحجر . HYPERLINK "mailto: هذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته " "_blank" هذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته