الحمد لله الجزائر تعود إلى المونديال بعد 24 سنة، كان هذا في بفضل جيل من لاعبين كبار والاتحادية الوطنية لكرة القدم، للفريق العربي الوحيد كسب تأشيرة إلى المونديال جنوب إفريقيا 2010 بعد فوز عظيم أمام مصر بهدف دون مثله في مباراة فاصلة لعبت بالعاصمة السودانية الخرطوم. شاوشي الحارس غير العادي الذي لعب مكان الحارس ڤواوي الذي غاب بسبب العقوبة، كان رجل المقابلة ومصدر حماس للمنتخب الوطني طيلة 90 دقيقة وأنقذ الخضر من 4 أهداف حقيقية. بعد خسارة يوم السبت الماضي في ملعب القاهرة بنتيجة 2-0 في ظروف لم نكن ننتظرها من أشقاء، الخضر والجزائريون ازدادوا عزماً وإرادةً للظفر بتأشيرة المونديال وإثبات أن الجزائر بلد كرة وأخلاق. رفيق صايفي ومحاربو الصحراء قهروا الفراعنة في أم درمان بهدف من تسجيل عنتر يحيى في الدقيقة 40 وبتسديدة قوية، هزت شباك الحارس عصام الحضري، وقد واصل المنتخب الوطني المباراة متفوقا في النتيجة وبروح وطنية كبيرة، عرفوا كيف يسيروا وقت المباراة في ظل ضغط كبير من رفقاء أبو تريكا. وليس تمريرات سيد معوض أو مراوغات محمد زيدان ستوقف الفريق الجزائري الشجاع الذي رفض الاستسلام، وبمساندة جماهير جزائرية تنقل من الجزائر، فرنسا، بريطانيا وإسبانيا إلى السودان بأعداد كبيرة، حارمين أنفسهم من الشرب والأكل وحتى المبيت من أجل مساندة زياني والمنتخب. فبعد هذا الفوز العظيم، الكرة الجزائرية فتحت صفحة جديدة بعنوان الأخلاق وحب الوطنية بفضل جيل يبدا، حليش، مطمور، بوڤرة والبقية الذين قدموا كل ما لديهم من أجل أن تعود الكرة الجزائرية إلى عهدها السابق. إلى غاية 14/11/2009 على الساعة 6 مساء، كانت المواجهة بين الجزائر ومصر لا تعدو أن تكون مقابلة في كرة القدم بين أشقاء، لكن بعد الذي جرى للاعبينا وما تبعه من تلفيق في القنوات المصرية، خرجت المقابلة من إطارها الرياضي لتصبح قضية شعب وقضية شرف ورد اعتبار. وما زاد الطين بلة، الاعتداء على الجماهير الجزائرية وما رافق ذلك من تواطؤ من السلطات المصرية وتعتيم إعلامي مصري، في ظل الانحياز الفاضح لهيئات جوزف بلاتار للجانب المصري. ربما قدرنا أن نكون دائما ضحية المؤامرات، ولكن نحن نقول إن العبرة بالخواتيم والجزائر اليوم متأهلة للمونديال والعالم كله شاهد على أحقية أشبال سعدان ليكون خير خلف لرفقاء ماجر، عصاد وبلومي. الجزائري معروف عبر كل العالم بكبريائه العظيم "ونيفو راس مالو" كما يقال في الجزائر وهدف عنتر يحيى كان كفيلا بأن يشفي غليلنا ولكي تكون الخرطوم مقبرة للغرور المصري وتكون ملحمة أم درمان تجسيدا لنصرة الله سبحانه وتعالى للمظلوم.