ستنسف اليوم وللمرة ال 29 معاول الهدم البيوت القصديرية الواقعة بدوار الفلاليس التابع إداريا للقطاع الحضري المنزه بعد أن تم إعذار العائلات الست المنكوبة بإخلاء المكان العمومي المحاذي لمركز الصيانة سيور. هذه العائلات منذ 1999 اتخذت من الموقع مأوى لها، ورغم الوضعية المزرية التي يعيشونها إلا أن ولا واليً من الولاة الأربعة المتعاقبين على عرش المسؤولية طيلة 12 سنة اهتموا لأمر ترحيل الفئة المذكورة علما أن هؤلاء من سكان ولاية وهران حسب بطاقات التعريف للمعنيين . وإذا كانت السلطات المحلية قد أكدت خوض معركة ضد البيوت الفوضوية وطرد جميع الإنتهازيين المحتلين الأماكن العمومية فإنها وبالمقابل تعاملت مع ملف عائلات دوار الفلاليس كالبقية رغم أن الحالة الخاصة للعائلات الست معروفة لدى العام والخاص بالولاية، حيث أن عملية الترحيل لعام 2002 التي مست 102 عائلة أسفرت عن إقصاء 100 عائلة منهم ستّ عائلات طعنوا.. وطعنوا واحتجوا ولم يجدوا من وسيلة سوى تقاسم العيش مع الأفاعي والبراغيث والجرذان أين تم بناء بيوت قصديرية بدوار الفلاليس، وهو الموقع نفسه الذي عرف أكثر من عملية هدم وكان المسؤولون في الحقب المتعاقبة للولاة يعدون بسكنات لائقة لهؤلاء ممن اتخذوا من الصفيح والخشب والقماش كوسيلة لإنقاذ أبنائهم من برودة الطقس شتاء، غير أنهم بهذه الطريقة لم يستطيعوا إبعاد الحشرات الضارة ودخول الأفاعي والجرذان إلى درجة أنه ولا عائلة منهم لم تصب بالأمراض الوبائية، السل، الربو وارتفاع الضغط الدموي وغيرها من الأمراض. وكان المسؤولون المحليون قد نفذوا آخر عملية هدم في صائفة جويلية 2010، إذ عانت كثيرا العائلات الست المتمثلة في عائلة بولفراد، بلحول، بحرية وقراب في إيجاد شقة أو غرفة مستأجرة نظرا لمحدودية دخلهم، وهكذا اضطرت إلى إعادة تشييد القصدير بالحي نفسه لدوار الفلاليس عسى أن تعترف السلطات بأزمتهم السكنية وتفيدهم بسكنات لائقة لاسيما وأنهم ليسوا بالدخلاء بالولاية. وحسب سكان دوار الفلاليس أن الأمين العام لولاية وهران لما كان رئيسا لدائرة وهران وعدهم بشقق جديدة وأمر بنقلهم إلى ديار الرحمة، إلا أن هذه الرأفة يقول المنكوبون سقطت في الماء، لم تشفع لهم أو ترفع غبينتهم، بل تلقوا منذ يومين إعذارا يلزمهم بإخلاء المكان العمومي في فترة زمنية تقدر ب 48 ساعة نظرا لتعويل المسؤولين إنجاز محطة برية لحافلات النقل. وطالب سكان دوار الفلاليس والي وهران إنصافهم بسكن لائق خصوصا وأن حالتهم لا تخالف وضعية المنكوبين من أبناء الولاية لأنه ليس هناك من مأوى آخر يلم شملهم مع أبنائهم.