المحتجون كبّلوا أرجلهم بالسلاسل الحديدية للتعبير عن رفض إقصائهم من الدراسة لسنتين أقدم، في خرجة غير مسبوقة وصادمة، مجموعة من طلبة كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة تبسة، على الاحتجاج بطريقة غريبة، على قرار إقصائهم لمدة سنتين من طرف المجلس التأديبي على خلفية تقارير تم رفعها ضدهم، بعد ارتكابهم أخطاء تم اعتبارها من الدرجة الثانية، حيث ارتدوا بدلات موحدة تحمل اللون البرتقالي شبيهة بتلك التي يتم ارتداؤها إجبارا سجناء غوانتنامو، أو تلك التي يجبر أعضاء التنظيم الإرهابي والدموي «داعش» ضحاياهم على ارتدائها، وطبعوا عليها أرقام المحاضر التي تتضمّن القرارات، كما قاموا بتقييد أنفسهم طواعية بواسطة سلاسل حديدية طويلة، تعبيرا عن عدم تقبّلهم ما تم معاملتهم به، خصوصا بعد رؤيتهم الكثير من الظلم والإجحاف -حسب تعبيرهم-، عكس الإدارة التي رأت أن الأمر سيّد وقانوني. شكلّت الخرجة غير المنتظرة لمجموعة الطلبة الذي دعموها بإعلان دخولهم في إضراب مفتوح عن الطعام، مفاجأة لدى الوسط الجامعي وكذلك المواطنين والمارة الذين يستعملون الطريق الوطني رقم 10، في شقّه المحاذي للسور الخارجي الخاص بكلية الحقوق والعلوم السياسية، حيث اصطدموا بمشاهد تنم عن أفكار غريبة باتت تسكن خيالات طلبة الجامعة، كما خلقت الكثير من التساؤلات وأحيطت بعلامات الاستفهام والتعجب، عن اللغز في ابتكار مثل هذه الطرق للتعبير عن رفض قرار أو عدم تقبّل إجراءات متعوّد عليها ويكثر تطبيقها عندما تكون الأسباب والعوامل، وهو ما تم اعتباره حادثة خطيرة تستوجب الوقوف عندها ودراستها وتحليلها من جميع الجوانب النفسية والاجتماعية، حتى تتم عملية استكشاف جذورها وتجنّب وقوع مثلها في أوساط أخرى. وفي حديث "النهار"، إلى الطلبة المضربين، كشفوا وهم ببدلاتهم البرتقالية والسلاسل الحديدية تقيّد أيديهم وملفوفة حول أجسادهم، أنهم ضحية لقرارات ارتجالية ولمجلس تأديبي غير قانوني من حيث الشكل وينافي المواد التي تنص على كيفية تنظيمه، معتبرين قرار إقصائهم لمدة سنتين، حكما بالإعدام أو بالسجن الطويل مثلما يحكم على نزلاء سجن غوانتنامو، في إشارة إلى مرارته وشدة تأثيره على مستقبلهم كطلبة ينتظرون لحظة التخرّج والحصول على الشهادة بفارغ الصبر، حتى يتمكّنوا من الحصول على مناصب شغل تضمن مصادر رزق لهم في المستقبل، كما أصرّوا على عدم التراجع عن حركتهم إلا بقرارات تنفي القرارات الأولى أو بحلول لجنة تحقيق وزارية، بعد تأكّدهم بأن كل المحاولات على المستوى المحلي تم استنفاذها من دون جدوى. هذا، وقد كشف أحدهم وهو الطالب شاكر ذوادي، عن أن اللجوء إلى مثل هذه الطريقة كان من أجل التعبير عن عدم الحرية مع الكشف ولفت المسؤولين عن مظاهر الظلم الجائر من طرف إدارة الكلية التي تعاملت معهم بمنطق التعامل مع المجرمين، وهو ما يتنافى مع كل المبادئ المعمول بها في الأوساط الأكاديمية، لأن الأمر في نهاية المطاف يتعلق بطلبة يمثّلون نخبة المستقبل، أما في ما يخص اختيار تلك البدلات واللون البرتقالي، أوضح المتحدث أن العملية اقتداء بضحايا التنظيم الإرهابي للدولة الإسلامية في العراق والشام قبل تنفيذ حكم الإعدام في حقهم.