احتضنت اوبرا الجزائر "بوعلام بسايح"، عرضا فنيا بعنوان "جزائر الأمجاد"، جمع بين الشعر الملتزم والأغاني الوطنية، من تقديم مجموعة من الفنانين بمشاركة الأوركسترا السيمفونية وكورال أوبرا الجزائر، تخليدا للذكرى ال71 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة. وقد جرى الحفل بحضور سفير جمهورية لبنان لدى الجزائر، علي المولى والفنان اللبناني الملتزم مارسيل خليفة ومحافظ الطبعة ال28 لصالون الجزائر الدولي للكتاب (سيلا 2025)، محمد إيقرب، بالإضافة إلى إطارات من وزارة الثقافة والفنون. وأمام جمهور نوعي، قامت الأوركسترا السيمفونية لأوبرا الجزائر بقيادة المايسترو لطفي سعيدي رفقة كورال أوبرا الجزائر بقيادة زهير مزاري، بأداء باقة من المعزوفات والأناشيد تتغنى بالوطن والكفاح التحريري والشهداء واحتفالات الاستقلال. وعلى مدار نحو ساعتين من الزمن، تناوب عدة فنانين من الساحة القديمة والجديدة على المنصة لأداء نحو عشرين مقطوعة وطنية وأغاني من الطابع الجزائري لإمتاع الجمهور، الذي تجاوب معهم طوال هذه السهرة. وتخلل هذا الحفل مقاطع شعرية لمفدي زكريا (1908-1977) ومحمود درويش (1941-2008), القاها حسان كشاش بنبرة مسرحية عالية و أناشيد أداها حوالي ثلاثين صوتا من كورال أوبرا الجزائر وكذا الشابة ماريا سعيدي (ابنة المايسترولطفيسعيدي) التي أدت "بلادي أمانة". كما أدت كل من ندى الريحان وحورية حجاج ومحمد راوي ونادية قرفي وياسين أورابح نحو خمسة عشر قطعة تتغنى بمقاومة وصمود الشعوب التواقة الى الاستقلال والحرية. ومن المقاطع الموسيقية التي قدمها الفنانون الخمسة اغنية"زهرة المدائن" لأيقونة الطرب اللبناني والعربي "فيروز" و"يا ثورة الأحرار" للفنانة الكبيرة صليحة الصغيرة (1942-2000) و"أثمورث ثمورث إيدورار" للفنان الجزائري القدير، أكلي يحياتنو"نوفمبر يا نوفمبر" و"بلادي أحبك" للفنانة الكبيرة الراحلة وردة الجزائرية (1939-2012) كما قدمت كورال أوبرا الجزائر، التي افتتحت السهرة بأداء المقاطع الخمس للنشيد الوطني "قسما"، أناشيد وطنية أخرى على غرار "يا شهيد الوطن" و"إخواني لا تنسوا الشهداء" و"عليك مني السلام" و"من جبالنا" و" قلبي يا بلادي" و"حماة المجد" ومقطوعة "كارمينا بورانا" لكارل أورف (1895-1982)، وهي قطعة موسيقية كلاسيكية مؤثرة اقتبس منها الفنان الراحل وقائد الاوركسترا رابح قادم (1948-2021) نصا يتناول فيه تصميم الشعب الجزائري على النضال ومكافحة وحشية فرنسا الاستعمارية. واختتمت السهرة الفنية بأداء جماعي لأغنية "الحمد لله ما بقاش الاستعمار في بلادنا" لعميد اغنية الشعبي، الشيخ الحاج محمد العنقة (1907-1978)، من قبل حوالي أربعين عازفا في الاركسترا وثلاثين فردا من الكورال بمشاركة الجمهور الذي رفع العلم الوطني وأطلق الزغاريد وللإشارة، نظمت الامسية الفنية "جزائر الأمجاد" تحت اشراف وزارة الثقافة والفنون، في إطار احياء الذكرى ال71 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، في عرض واحد.