لا يزال سكان بلدية الحمدانية التي تبعد عن مقر الولاية ب20 كلم، يتجرّعون المعاناة جراء غياب مصلحة توليد بالمرفق الصحي الوحيد المتواجد بالبلدية، من شأنها تجنيبهم التنقل إلى مدينة المدية أثناء الولادة، حيث أوضح السكان أنهم يواجهون مصاعب جمّة ومريرة في آن واحد، جراء عدم توفر العيادة الطبية المتعددة الخدمات على مصلحة للتوليد ما يضطر الحوامل إلى التنقل إلى غاية مستشفى المدية أو البليدة لوضع مواليدهن. حيث طالب سكان البلدية السلطات المحلية والولائية وعلى رأسها مديرية الصحة، التدخل العاجل من أجل توفير مصلحة للأمومة والتوليد على مستوى العيادة الواقعة بالبلدية، وهذا لإنهاء معاناتهم الكبيرة التي يتكبّدونها جراء التنقل إلى المستشفيات الأخرى في ظروف مناخية صعبة وفي أوقات متأخرة من الليل في بعض الأحيان، هذا الوضع الصعب والقاسي غالبا ما يعرّض حياتهن لكافة الأخطار المحتملة، خصوصا بالنسبة للنساء اللواتي تتواجدن في وضعية صحية متدهورة أو تواجهن حالات عسيرة، وبخصوص هذا الشأن دائما تفي شهادات نساء المنطقة أن الكثيرات منهن تعرّضن للإجهاض، كما وضعت أخريات مواليدهن بداخل السيارات قبل أن تصل عتبة المستشفى ما ينبئ حقا بخطورة الأوضاع الراهنة التي تواجهها نساء البلدية اللواتي وجّهن من جهتهن نداء عاجلا إلى السلطات المحلية والمصالح الصحية، بضرورة أخذ مطلبهم الملح والاستعجالي بعين الاعتبار، وفي أقرب الآجال الممكنة، مشددات على إدراجه ضمن سلم الأولويات ما يضع حدا لتنقلات النساء الحوامل ومعاناتهن التي طال أمدها دون أن تجد حلولا. السكان وفي حديثهم ل«السلام” أوضحوا أن الأمور تشتد صعوبة وتزداد سوءا، خصوصا خلال فترة الليل في ظل عدم توفر سيارة إسعاف، الأمر الذي يجبر الأزواج على البحث في منتصف الليالي على سيارات نفعية تقلهم إلى المستشفيات للولادة وبأسعار غير معقولة.