اعتبر حسن عريبي البرلماني عن حزب العمال، وعضو لجنة الدفاع بالمجلس الشعبي الوطني، سعي وزارة التربية في التدريس بالعامية في المناهج الدراسية، من صميم أوامر وإملاءات استعمارية صهيونية "وجدت من يسمع لها في بلادنا"، متهما بعض الأطراف الداخلية بمحاولة تطبيقها، واعتبرها اقتراحات سببت فتنة ليس في أوساط النخبة فقط بل في أوساط المجتمع ككل. وقال عريبي في رسالة مكتوبة وجهها إلى الوزير الأول، عبد المالك سلال، تحوز "السلام" نسخة عنها، "الإملاءات الإستعمارية الصهيونية هذه شكلت تجاذبات اجتماعية خطيرة، ومن المرجح أن تفتح جبهات تهدد أمن البلاد"، مضيفا أن قطاع التربية يغلي على صفيح ساخن جراء الأوضاع الاجتماعية للمربين، والسياسات الارتجالية المتبعة في الإصلاحات، وعليه طالب عريبي بالتدخل وحماية الهوية الوطنية، مشددا على ضرورة إنشاء كتابة دولة للتعليم الابتدائي نظرا للتعداد الكبير للأطفال المتمدرسين في هذا المستوى، وكذا فصل قطاع التربية الوطنية عن الوظيفة العمومية. في السياق ذاته، أبرز عريبي أن الاقتراحات هذه ذكرت المواطن الجزائري خصوصا الطبقة المثقفة، بما حدث بعد أحداث 11 سبتمبر، حيث قررت الإدارة الأميركية الشروع في تنفيذ المشروع الصهيوني الجاهز لإعادة رسم خارطة العالم، لتقسيم بعض الدول إلى دويلات وطوائف متناحرة، وأكد في الرسالة ذاتها "أن القوى الصهيوأمريكية تعتبر أقصر طريق لتمزيق الجسد العربي الإسلامي هو استهداف الهوية والمرجعية التاريخية لخلق جيل مفصوم الشخصية مقطوع الصلة بدينه وتاريخ أجداده ... فأمرت حلفائها آنذاك بحذف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تتحدث عن الجهاد وعن انتصارات المسلمين من المناهج الدراسية، فاستجاب لأوامرها حينها البعض من قادة نظام حسني مبارك والحكومة الباكستانية، وهي تسعى اليوم لتطبيقها في الجزائر". هذا وطالب عريبي من سلال التدخل لحماية الهوية الوطنية، وعدم التخلي عن الإنجازات الهوياتية التي كللتها تضحيات قوافل الملايين من الشهداء، وكذا بناء مدرسة جزائرية نوعية تلتزم بثوابت الشعب وأصالته مع التفتح على اللغات الأجنبية الحية التي يتعامل بها العالم، وهذا بناء على المادة 134 من الدستور كونه يتعلق بمصير الأمة الجزائرية ومستقبلها التعليمي الذي يعتبر الركيزة الأساس في بناء مجتمع مدني متحضر متعايش، مشددا على ضرورة منع الارتجالية وتحصين المدرسة الجزائرية من الاملاءات الشخصية والضغوط الخارجية، ودعما لكل نقاش بناء يكون مصدره الأسرة التربوية وكل فعاليات المجتمع.