رشيد فلاح : أطمح للتألق في سماء لندن وتشريف الجزائر

البطل العالمي في ألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة ل » السلام »

البطل العالمي في ألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة ل » السلام »

أبت جريدة «السلام» إلا أن تكون قريبة من الرياضة والرياضيين في السنة الجديدة 2012, وهذا من خلال تخصيصنا حوارا شيقا مع البطل الجزائري والعالمي في رياضة ألعاب القوى «لذوي الاحتياجات الخاصة» رشيد فلاح, للحديث عن الرياضة والرياضيين خصوصا تحديهم للإعاقة وتألقهم في مختلف المنافسات العربية والقارية .

أول سؤال يمكن أن نطرحه عليك هو كيف كانت بدايتك مع رياضة أم الألعاب وبالأخص المسافات القصيرة؟
لا يخفى عليكم أني منحذر من عائلة رياضية, فكل أفراد الأسرة ممارسون للرياضة بشكل عام, فالوالد مارس كرة القدم وهو حاليا مدرب وطني تخصص»الصم والبكم» والبقية ممارسون لألعاب القوى, وأنا لم أشذ عن القاعدة, فمنذ صغري عشقت ممارسة المسافات سواء لما كنت في المدرسة, وقد برعت في ذلك من خلال تفوقي على الأصحاء, وهو ما عجل بانتقالي إلى أحد الأندية وهو نادي الجزائر الوسطى, أين أديت أحد أنجح المواسم تحت إشراف المدرب عنو محمد, وتحصلت معه على ميداليتين فضيتين في صنف 100 متر و200 متر, ومن هنا كانت البداية مع ألعاب القوى .
أكيد أن هذا التتويج فتح لك الشهية للمزيد من النجاح والتألق؟
بالضبط, حيث بعد تألقي في أول موسم احترافي لي تلقيت استدعاء من المنتخب الوطني, تحت قيادة المدير التقني عبورة رابح, وتزامن ذلك مع تغييري للنادي حيث انتقلت كذلك لنادي الأمن الوطني, والذي لا زلت ناشطا في صفوفه إلى يومنا هذا.
ممكن أن تحدثنا أكثر عن تجربتك مع المنتخب الوطني؟
أول مشاركة لي كانت سنة 2004 في إطار الألعاب العربية التي جرت بالجزائر, وأخص بالذكر «لذوي الاحتياجات الخاصة» وقد تحصلت على ميداليتين ذهبيتين في اختصاصي, رغم المشاركة القوية لعدة دول عربية وإفريقية «22» دولة, لكن قوة المنافسين لم تقف حاجزا في وجه طموحي, والإرادة الكبيرة في إهداء ميدالية للجزائر ساهمتا في رفع الراية الجزائرية عاليا,ولم يكن هذا الإنجاز ليأتي من فراغ لولا مساعدة الطاقم الفني, الذي تمكن من قيادتي إلى تحقيق بطولة الجزائر ما مكنني من قطع تأشيرة المشاركة في الألعاب العربية.
لو نتكلم عن المشاكل التي تعترض طريق رياضيي ذوي الاحتياجات الخاصة وكيف يمكن أن تختزل لنا الصعوبات؟
يا أخي ليس هناك مشاكل عويصة أو معوقات تحول دون أن نمارس الرياضة, بما أننا نحاول التوفيق بين الرياضة بما يتناسب مع الإعاقة التي نتعايش بها, والحمد لله نتدرب بصفة عادية, وببرامج محترفة مع مدربين ممتازين وهو ما ظهر جليا في النتائج التي تحققها الرياضة الجزائرية في مختلف المحافل الدولية.
هل تتذكر أول ميدالية إفريقية تحصلت عليها؟
كيف لا..»يبتسم» كان ذلك في البطولة الإفريقية سنة 2005 في تونس, أين انتزعت ميداليتين ذهبيتين في نفس المسافة, رغم المنافسة القوية من صاحب الأرض, إلا أني أثبت مرة أخرى تفوق ألعاب القوى الجزائرية من خلال هذا الانجاز, وقبله أحرزت ثلاثة ميداليات ذهبية في البطولة الجزائرية.
نترك البطولات العربية والإفريقية جانبا ونتحدث عن بطولة العالم, أكيد أن الرهان كان كبيرا والمسؤولية أكبر بتمثيل الجزائر في محفل دولي كبير من حجم بطولة العالم؟
رغم أن بطولة الجزائر تعد شرفا كبيرا لأي عداء يحوز عليها إلا أن طموحي كان أكبر من ذلك بكثير, وهو ما تجسد من خلال مشاركتي في بطولة العالم لألعاب القوى في هولندا أين تحصلت على المرتبة الثالثة وميدالية برونزية, كان يمكن أن تكون ذهبية لولا نقص التجربة, حيث كانت أول مشاركة لي في مسابقة من حجم بطولة العالم, لكني بالمقابل استفدت كثيرا من هذه التجربة التي أكسبتني مزيدا من الثقة والإصرار على مواصلة التحدي, وقابلته مشاركة جد مشرفة في بطولة الألعاب الإفريقية هنا بالجزائر, حيث تحصلت على ميداليتين فضيتين, وفي نفس الموسم شاركت في الألعاب العربية في مصر وهناك حققت ذهبية وفضية للجزائر.
من بين المفارقات العجيبة رشيد فلاح, هي غيابك عن دورة ألعاب بكين 2008, كيف تفسر هذا الغياب؟
لعنة الإصابات طاردتني منذ عودتي من مصر, حيث اضطررت إلى إجراء عميلة جراحية على مستوى الفخذ, وهذا راجع إلى الإرهاق الكبير والمجهود المضني الذي بذلته طيلة موسمين, وهذا شيء عادي بالنسبة لأي رياضي ويحدث في كل الرياضات, وقد تأسفت على تضييعي فرصة التواجد في الألعاب الأولمبية في بكين, وقد عوضت عن ذلك بعد قرابة السنة أين شاركت في عدة ملتقيات دولية كانت ثمارها المعدن النفيس.
دخلنا العام 2012 لكننا نريد أن نعرف مخلفات سنة من الرياضة في الموسم الماضي, كيف تصف لنا حصيلة سنة 2011 على مستواك الشخصي خصوصا وأنك عائد من إصابة؟.
لم أفكر إطلاقا في الإصابة السابقة عندما عدت للميادين لأنها أصبحت جزء من الماضي الذي لا أريد أن أتذكره, وقد برهنت عن ذلك من خلال إحراز البطولة الوطنية.
بالرغم من تتوجك بالبطولات الوطنية ولم تشارك في الألعاب الإفريقية بالموزمبيق ولا في الألعاب العربية في قطر 2011 ؟
أفضل عدم الإجابة عن هذا السؤال.
نختم حوارنا بتحضيراتك المستقبلية لأولمبياد لندن 2012, هل تطمح لتمثيل مشرف للجزائر ولذوي الاحتياجات الخاصة؟
بالتأكيد فأنا مقبل على تربصات بالجملة رفقة الزملاء تحضيرا للألعاب الأولمبية بلندن, ونسعى لتمثيل الرياضة الجزائرية أحسن تمثيل.
نترك لك مسك الختام.
أولا أشكر جريدتكم المحترفة على منحنا هذا الوقت للحديث عن الرياضة والرياضيين ذوي الاحتياجات الخاصة, خاصة أنه نادرا ما يتحدثون عن المعاقين في الجزائر, كما أتقدم بالشكر إلى المدير التقني جيلايلي عبد القادر والمدرب الذي رافقني من سنة 2007 إلى يومنا هذا بوجلطية يوسف والسلام.