أربعة مائة مليار دولار كانت ستنتشل كل افريقيا من براثن التخلف والجهل وتصل بها إلى مصاف الدول الراقية، لكن هذا المبلغ المهول استهلكته الجزائر لوحدها في عهد بوتفليقة في ثلاث مخططات لإنعاش الاقتصاد وإرجاع العزة و الكرامة إلى أبنائها. أربعة عشر سنة من حكم الرئيس، يخرج فيها الشباب احتجاجا على البطالة و السكن، أربعة عشر سنة ظهر فيها الفساد في البر والبحر في قضية الخليفة وقضية "براون روت أند كوندور" و البنك الوطني الصناعي وسوناطراك بكل مآسيها، آلاف الملايير ضاعت ومئات المنتحرين والآلاف الذين فقدوا عقولهم وعشرات الآلاف من الحراقة إلى حيث جنة أوروبا.
اربع عشر سنة كاملة ما زلنا في ذيل الترتيب العالمي لمناخ الأعمال والاستثمار، والمراتب الأخيرة في مؤشر إنشاء المؤسسات، وفي مجال الربط بالكهرباء وفي النظام الجبائي والضرائب و المراتب الأخيرة في استعمال تكنولوجيا الاعلام والاتصال، أربعة عشر سنة حصل ما حصل في التربية و العدالة وما وصلنا إليه في انحطاط الاخلاق وانتشار الاجرام.
اربعة عشر سنة سقط فيها برجا التجارة في نيويورك وسقطت فيها أنظمة، حدثت فيها انقلابات في عدة دول، أعدم فيها صدام، قتل فيها الحريري والقذافي، سجن فيها مبارك، و هرب فيها بن علي، (بن علي هرب)، أربعة عشر سنة مات فيها بن بلة والشاذلي وعلي كافي، اربعة عشر سنة مات فيها ملك المغرب، و ملك الأردن، الرئيس عرفات، رئيس دولة الإمارات، رئيس دولة الكويت، حاكم إمارة دبي، حاكم إمارة الشارقة. اربعة عشر سنة ارتفعت فيها أسعار البترول، حدثت فيها أزمة الرهن العقاري في امريكا وما تبعها من أزمات اقتصادية عالمية، أربعة عشر سنة حوصرت فيها غزة، ضربت فيها لبنان، أربعة عشر سنة ضرب فيها الزلزال في الجزائر، باكستان، واليابان وتركيا وغيرها من الدول، اربعة عشر سنة احتلت فيها أفغانستان والعراق ودمرت فيها الفلوجة و بغداد، اربعة عشر سنة ضرب فيها التسونامي عدة دول، وأغرقت عدة مدن و قرى، وأصاب فيها الجوع ملايين البشر في الصومال وإثيوبيا وكثير من دول إفريقيا. اربعة عشر سنة مدة طويلة ليتغير كل العالم، تغير فيها العالم فعلا، وتغيرت فيها الجزائر بعد كل هاته الاصلاحات لتصبح في مؤخرة الامم في التنمية والاولى في الفساد، وليكون العنوان العريض في اكثر الصحف هو خبر اختطاف طفل أو اغتصاب فتاة أو سرقة ألف مليار من أموال الشعب الموعود بالعزة و الكرامة.