ركّزت مختلف قراءات الخبراء والفاعلين السياسيين المصريين المنصبّة حول التصريحات الأخيرة لقائد النّظام المصري عبد الفتّاح السيسي بخصوص أن الجزائر هي أهمّ شريك استراتيجي لمصر من أجل صدّ المؤامرات الغربية التي تحاك ضد الأمّة العربية بدءا بسوريا واليمن وصولا إلى ليبيا، كما لم يستبعد البعض منهم إقامة تحالف عسكري بين البلدين لبسط الاستقرار في المنطقة. أشاد الدكتور عفّت السادات، رئيس حزب (السادات الديمقراطي)، بكلمة قائد الانقلاب العسكري المصري عبد الفتّاح السيسي التي ألقاها خلال حضوره المناورة (بدر 2014)، مؤكّدا أن السيسي يؤمن تماما بقدرة القوات المسلّحة على تحمّل الصعاب وحماية حدود الوطن من أجل أمنه وسلامة أبنائه. وأكّد السادات في تصريحات صحفية أوّل أمس أن حديث الرئيس عن دور الجيش في حماية حدود مصر وكذلك المساهمة في حماية الدول العربية الشقيقة يعكس مدى رؤيته لدور مصر الإقليمي لأنها الشقيقة الكبرى لكلّ العرب، إلى جانب شعوره بكمّ المؤامرات التي تحاك ضدّ الدول العربية، والتي بدأت تلوح في الأفق، سواء في اليمن أو سوريا. واعتبر السادات أن إعلان الرئيس استعداد مصر للمساهمة والتعاون من أجل حماية الأشقّاء العرب (نقطة محورية في شكل العلاقات المصرية مع دول الخليج وكذلك شمال إفريقيا وبالخصوص الجزائر، للتمهيد إلى تعاون شبه رسمي على المستوى العسكري والاستراتيجي والاقتصادي أيضا). وعلى صعيد مواز تتوالى تصريحات الخبراء الدوليين تباعا فيما يخص التعاون المصري الجزائري الذي بدا مؤخّرا عن الساحة وإمكانية إسهامه في إعادة الاستقرار إلي ليبيا بالأخص والوطن العربي بشكل عام وماذا سيكون شكل هذا التعاون. في هذا الإطار، أكّد الدكتور معتزّ سلامة، رئيس وحدة دراسات الخليج، أن التعاون بين مصر والجزائر ضروري لحفظ الاستقرار في ليبيا، مؤكّدا أن أهمّية هذا التعاون ترجع إلى الخبرة الكبيرة لدي البلدين في التعامل مع الإرهابيين في التسعينيات في الجزائر والآن في مصر، فالبلدان صاحبا أكبر تجربة مع تيارات الإسلام السياسي. وأضاف سلامة في تصريح خاص لموقع (صدى البلد) المصري أوّل أمس أن البلدين لديهما خبرة كبيرة أمنيا وسياسيا، مشيرا إلى أن مستقبل ليبيا يؤثّر بشكل كبير علي الاستقرار في البلدين، فإيواء ليبيا للجماعات الإرهابية يخلق مشكلات عميقة على حدود الجزائر وعلى الحدود الغربية المصرية، وتابع أن الخطر يداهم مصر والجزائر بسبب تواصل الجماعات الإرهابية مع بعضها البعض، ممّا يهدّد الاستقرار الداخلي لجميع دول الجوار وخاصّة البلدين، لافتا إلى أن جوانب التعاون يمكن أن تكون من خلال الحدود وتبادل الرؤى الأمنية والسياسية في هذا الخصوص. كما أكّد الدكتور سعيد اللاوندي، خبير الشؤون الدولية، أن التعاون المرتقب بين مصر والجزائر من الناحية الأمنية والسياسية يسهم بشكل كبير في استعادة الاستقرار في ليبيا ومنه إلى سائر أرجاء الوطن العربي بعد أن تفشّت فيها العديد من الجماعات الإرهابية بدعوى أنها تطبّق الشريعة الإسلامية. وأضاف اللاوندي في تصريح خاص لذات الموقع (أن تعاون دول الجوار بشكل عام إلى جانب مصر والجزائر سيجنّبنا تدخّلا خارجيا من قِبل دول أوروبا أو تدخّلا آخر لحلف النّاتو)، مشيرا إلى أن ليبيا تمثّل أمنا قوميا بالنّسبة للحدود الغربية المصرية والجزائر أيضا. هذا، وأكّد السفير جلال الرشيدي، مندوب مصر الدائم بالأمم المتّحدة سابقا، أن خبرة مصر والجزائر في التعامل مع الجماعات الإرهابية وجماعات الإسلام السياسي تدفعهم إلى لتحالف لإعادة الاستقرار إلى الأراضي الليبية وإبعاد فكرة التدخّل الخارجي بدعوى حفظ الاستقرار في ليبيا. وأضاف الرشيدي أن الجزائر ومصر من أقدم الدول وأكثرها خبرة في التعامل مع هذه الجماعات، إضافة إلي تأثير الاستقرار في ليبيا على الاستقرار الداخلي في البلدين، مؤكّدا أنه لابد من تعاون أمني بين دول جوار ليبيا لإعادة الاستقرار لليبيا.