تلبس واجهات المحلات قصاصات الصولد على مدار أشهر السنة ولم يعد متعلقا بفصل أو فترة معينة، ومست الظاهرة أكثر المحلات الرجالية بحيث تشهد واجهاتها تلك القصاصات التي تبين الأسعار، وما دفع التجار إلى ذلك الحل هو الترويج للسلع التي تعرف كسادا كبيرا بسبب ضعف الإقبال وتشهد الظاهرة أكثر محلات الألبسة المستوردة التي تصطف فيها السلع بسبب الأسعار المرتفعة مما يجبر أصحاب المحلات على تخفيض الأثمان بغية ازدهار البيع وتجنب الخسارة. فالمار عبر شوارع العاصمة يجذبه منظر القصاصات وهي ملتصقة عبر زجاج أغلب المحلات، تقربنا من بعضها لاسيما وأن الظاهرة شهدتها أكثر محلات الألبسة الرجالية التي تشهر تخفيض الأثمان بنسب كبيرة، فاتحدت الآراء أن ركود التجارة يدفع أصحاب المحلات إلى اتخاذ ذلك الحل لتجنب كساد السلع وانعدام مداخيلهم، يقول تاجر من منطقة العناصر إنه كان لابد على الناشطين في التجارة لاسيما الملابس الرجالية أن يهتدوا إلى حيلة التخفيض لجلب الزبائن الذين هجروا أغلب المحلات في الفترة الأخيرة بسبب ضعف القدرة الشرائية لشريحة واسعة مما ألغى اقتناء الملابس من اهتماماتهم الشخصية وأضحوا يركضون وراء لقمة العيش، وأصبحت الشريحة الميسورة هي من تتردد على محلات الملابس لاسيما التي تختص في بيع الملابس المستوردة والتي تشهد تراجع إقبال الزبائن عليها. ارتأينا أن نرصد آراء الزبائن في التخفيضات فتباينت الآراء، الشاب عماد قال إنه مهووس بالألبسة لاسيما ذات الماركات العالمية، لكن الأسعار الملتهبة تعيقه عن الشراء فهو طالب جامعي لكن عادة ما يغتنم بداية الصولد لأجل اقتناء بعض القطع المستوردة، وقال إنها طريقة مناسبة لأصحاب الدخل المحدود بحيث تنزل المقتنيات إلى نصف الثمن تقريبا وقال إنه اقتنى قميصا ب 2000 دينار بعد أن كان ثمنه في الأول 4500 دينار وهو فارق معتبر. أما علي فقال إن بعض المحلات تشهر بأسعار ليصطدم الزبون بعد الدخول إلى المحل بأسعار أخرى فتكون التخفيضات المعلن عليها في الأول لا أساس لها من الصحة ويضخم البائع سعرها، وأضاف أنه تعرض إلى ذلك الموقف في الكثير من المرات وللأسف مما يجعل العديد من الاستفهامات تحوم حول طريقة الصولد في الجزائر. ولا ننسى محلات الألبسة النسائية التي تعرف هي الأخرى تخفيضات، ونشاهد الإقبال الكبير عليها من طرف السيدات والفتيات من مختلف الأعمار خاصة مع افتتاح موسم الأعراس والمناسبات العائلية التي تشغف فيها الفتيات بالظهور في أبهى حلة. لكن لا ننفي أن الصولد كطريقة في تخفيض السلع يعرف عشوائية وفوضى كبيرة لاسيما فيما يتعلق بخرق مواعيده من دون أن ننسى عدم ضبط التخفيضات أو إسالة لعاب الزبائن بتخفيضات مغرية لا تقتصر إلا على تلك القصاصة الملصقة بالزجاج وما أن يلج الزبون إلى داخل المحل حتى يصطدم بأسعار خيالية، بحيث أضحى الصولد طريقة لجذب الزبائن وإغرائهم.