ما اشتكى منه المواطنون في الاونة الاخيرة تزامنا مع تساقط الامطار هو الارتفاع المدهش الذي مس اسعار الخضر بمختلف انواعها اما الفواكه فحدث ولا حرج، بحيث ارتفعت اسعار الخضر وبلغت معدلات قياسية لاسيما الطماطم التي تعتمد عليها الكثير من الاسر في قوتها اليومي والتي وصلت الى حدود 80 دينارا، ليمس الارتفاع بقية الانواع بنسب متفاوتة مما اجبر العائلات الى التوجه الى البقوليات ومن ثمة تضمن بها غذاء يوم كامل بقدر من حساء العدس او الفاصولياء وكان الارتفاع المسجل هو السبب في ذلك. المار بالاسواق في هذه الايام يلاحظ الارتفاع المحسوس في الاسعار الذي شهدته الخضر والفواكه والذي فاق كل التصورات ذلك ما لم يتقبله المواطنون خاصة وانهم الضحية الاولى في معادلة ارتفاع الاسعار مما جعلهم يهبُّون الى البقوليات التي وجدوا فيها الحل خاصة وان كيلو من العدس أو الفاصولياء الجافة يضمن غذاء يوم كامل على خلاف الخضر التي يتوجب التزود بكميات معتبرة منها لضمان الغذاء أو العشاء من دون اجتماع الوجبتين معا. وفي جولة لنا عبر بعض الاسواق لاحظنا الارتفاع الذي شهدته الاسعار ولم يتعلق الامر بالاسواق الراقية بل حتى تلك الشعبية التي كانت تعرف بمعقولية الاسعار المسجلة على مستواها، وكانت الملجأ الوحيد للمواطنين الا انها شهدت هي الاخرى ارتفاعا في اسعارها في الاونة الاخيرة. وفي نظرة خاطفة رصدنا بعض الاسعار على غرار الطماطم التي صنعت الحدث في هذه الايام والتي وصلت الى حدود 70 و80 دينارا، الفلفل بنوعية بين 100و 120 دينارا، الكوسة 60 دينارا، اللفت 40 دينارا، الفاصولياء الخضراء ب70 دينارا، الفول والبزلاء بين 120 و160 دينارا، السلطة ب70 دينارا مما اجبر جل المواطنين الى الفرار نحو البقوليات، وهو العرف الذي يلتزم به الكثيرون في موسم البرد والشتاء بالنظر الى الارتفاع في الاسعار الذي تشهده ذات الفترة الشتوية. اقتربنا من بعض المواطنين في الاسواق فبينوا تأثرهم الشديد بذلك الارتفاع الذي مس اسعار الخضر والفواكه في الايام الاخيرة تزامنا مع الصقيع والارتفاع المحسوس الذي شهدته درجات الحرارة. تقول السيدة سامية ان الاسعار المسجلة لا تتوافق والقدرة الشرائية للكثير من المواطنين خاصة وانها بلغت مستويات مرتفعة في الايام الاخيرة، مما جعل الكل يفر الى البقوليات بالنظر الى تلاؤم اسعارها مقارنة مع الخضر اضافة الى ان كيلوغراما واحدا منها يضمن غذاء يوم كامل وتغطى به الوجبتين لدى اغلب الاسر، على خلاف الخضر التي تذهب نصف كميتها مع القشور ولا تغطي الا وجبة واحدة من اليوم، وتساءلت محدثتنا عن اقتران ارتفاع الاسعار دوما مع موسم البرد و تساقط الشتاء، هذا ما دفعنا الى طرح ذات السؤال على التجار الذين عللوا ذلك بنقص السلع على مستوى أسواق الجملة بالنظر الى استعصاء وصعوبة جمع المزارعين لغلة بعض أنواع الخضر تزامنا مع تساقط الأمطار، مما ادى الى ارتفاعها حتى على مستوى اسواق الجملة الشيء الذي انقلب بالسلب على بيعها باسواق التجزئة ومن ثمة اثقال جيوب المستهلكين، وفي ظل تلك الاسعار تبقى الحبوب الحل الوحيد لبعض الاسر التي تبقى تترصد انخفاض الاسعار بين الفينة والاخرى.