المولد النبوي الشريف هو يوم مولد رسول الإسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم والذي كان في 12 ربيع الأول على القول الأشهر حيث يحتفل به المسلمون في كل عام في معظم الدول الإسلامية ليس باعتباره عيدًا بل فرح بولادة نبيهم رسول الإسلام محمد بن عبد الله. تبدأ الاحتفالات الشعبية من بداية شهر ربيع الأول إلى نهايته وذلك بإقامة مجالس ينشد فيها قصائد مدح النبي ويكون فيها الدروس من سيرته وذكر شمائله ويُقدّم فيها الطعام والحلوى مثل حلاوة المولد. المسلمون الذين يحتفلون بالمولد النبوي بداية الاهتمام بيوم مولد رسول الإسلام إلى النبي محمد نفسه حين كان يصوم يوم الإثنين ويقول (هذا يوم وُلدت فيه) وحسب أبو شامة فإن الملاء هو أوّل من اعتنى بشكل منظم بالاحتفال بالمولد. فيما يذكر الإمام السيوطي أن أول من احتفل بالمولد بشكل كبير ومنظم هو حاكم أربل (في شمال العراق حاليًا) الملك المظفر أبو سعيد كوكبري بن زين الدين علي بن بكتكين والذي وثقه علماء السنة بأقوالهم: قال السيوطي وابن كثير: إنه أحد الملوك الأمجاد والكبراء الأجواد وكان له آثار حسنة وهو الذي عمر الجامع المظفري بسفح قاسيون. قال ابن خلكان في ترجمة الحافظ أبي الخطاب ابن دحية: (كان من أعيان العلماء ومشاهير الفضلاء قدم من المغرب فدخل الشام والعراق واجتاز بإربل سنة أربع وستمائة فوجد ملكها المعظم مظفر الدين بن زين الدين يعتني بالمولد النبوي فعمل له كتاب (التنوير في مولد البشير النذير) وقرأه عليه بنفسه فأجازه بألف دينار. قال الحافظ الذهبي: كان متواضعًا خيرًا سنيّا يحب الفقهاء والمحدثين. قال ابن كثير: كان الملك المظفر يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً وكان شهمًا شجاعًا بطلاً عاقلاً عالمًا عادلًا. كان أول من احتفل بالمولد النبوي بشكل منظم في عهد السلطان صلاح الدين الملك مظفر الدين كوكبوري إذ كان يحتفل به احتفالاً كبيرًا في كل سنّة وكان يصرف فيها الأموال الكثيرة والخيرات الكبيرة حتى بلغت ثلاثمائة ألف دينار وذلك كل سنة. وكان يصل إليه من البلاد القريبة من إربل مثل بغداد والموصل عدد كبير من الفقهاء والصوفية والوعّاظ والشعراء ولا يزالون يتواصلوا من شهر محرم إلى أوائل ربيع الأول. وكان يعمل المولد سنة في 8 ربيع الأول وسنة في 12 ربيع الأول لسبب الاختلاف بتحديد يوم مولد النبي محمد. فإذا كان قبل المولد بيومين أخرج من الإبل والبقر والغنم شيئًا كثيرًا وزفّها بالطبول والأناشيد حتى يأتي بها إلى الميدان ويشرعون في ذبحها ويطبخونها. فإذا كانت صبيحة يوم المولد يجتمع الناس والأعيان والرؤساء ويُنصب كرسي للوعظ ويجتمع الجنود ويعرضون في ذلك النهار. بعد ذلك تقام موائد الطعام وتكون موائد عامة فيه من الطعام والخبز شيء كثير.