تشكو الكثير من الأمهات من عدم تنظيم أطفالهن للوقت حيث يتم التعامل مع بعض الأمور بشكل عشوائي وغير منظم كوقت عمل الواجب المدرسي وبعض الأنشطة والرغبة في لقاء الأصدقاء واللعب معهم أغلب الوقت مما يدخل الأم في معاناة بشكل دائم من فوضى وعدم تركيز طفلها سواء في المدرسة أو التعامل مع الأقارب والأصدقاء والحياة الاجتماعية لذلك هنا تقع المسئولية على الأم بتعويد طفلها منذ الصغر على تنظيم وقته ولمعرفة كيفية اكتساب الطفل لمهارة تنظيم الوقت اقرئي معنا السطور التالية: يرى المختصون في علم الاجتماع أن قيام الطفل بسلوك معين يتم اكتسابه عن طريق التنشئة الاجتماعية كاتباع سلوك تنظيم الوقت فإذا كان الوالدان معتادين على تنظيم وقتهما سوف يكتسب الطفل ذلك بالتأكيد منذ الصغر وبالتحديد من سن 5 سنوات ويمكن اتباع أسلوب التلقين مع الطفل من خلال المحاكاة معه وغرس أهمية تقسيم الوقت لديه. كما أن قدرة استيعاب الطفل لأهمية تنظيم الوقت عندما يجد جميع مؤسسات التنشئة كالأسرة والحضانة والمدرسة وجميع المحيطين به يتبعون نظام تقسيم الوقت واحترامه والتركيز على أهمية دور الأسرة في التنشئة الاجتماعية باعتبارها المجتمع الصغير بالنسبة للطفل والمؤسسة الأساسية في تنشئته. فعلى الأسرة تعويد طفلها على نظام يومي ففي الصباح يذهب للحضانة أو المدرسة وعندما يعود يمكن أن ينام لمدة ساعة أو أكثر وعندما يصحو عليه أن يقوم بأداء واجب المدرسة أو ممارسة الأنشطة وفي المساء عليه مشاهدة التلفزيون وعلى الأم أن تراقب ما يشاهده طفلها وتوضح له أنه من الضروري تخصيص وقت لكل شيء يقوم به. وبالنسبة للمرأة العاملة فغالبا ما تقضي المرأة أوقات عملها والأولاد فى ذات الوقت فى المدرسة ولكن أحيانا يتطلب عمل المرأة مزاولة عملها فى أوقات مختلفة كمهنة الطبيبة وغيرها من المهن على حسب طبيعة العمل وفى هذه الحالة على المرأة أن توفر بديلا يقوم بتنفيذ دورها كالأب والأخ الأكبر حتى تعود الأم لمنزلها وهذا يتوقف أيضا على عمر الطفل وقدرته على الاعتماد على نفسه.. ومن الضروري أن تعود الأم طفلها على ذلك في مرحلة مبكرة كي تؤهله على تنظيم وقته وذلك من خلال ترك الطفل يتناول الطعام وحده ويختار ملابسه ومعرفة تصوره وقدرته على تقسيم وقته فهذا يساعده أيضا دراسيا فيستطيع تحقيق النجاح والتفوق ويصبح إنسانا منظما وناجحا مستقبلا. إن الطفل إذا تعلم منذ الصغر كيف يستغل وقته بشكل فعال وسليم فإنه بالتأكيد سيكون شخصية ناجحة بشكل عام سواء دراسيا أو اجتماعيا ومفهوم تنظيم الوقت قد لايدركه الطفل في البداية .. لذلك على الأسرة التحلي بالصبر فى التعامل مع الطفل ولا تهمل احتياجاته ورغباته لكن بشرط أن يكون تعليم الطفل لتنظيم وقته منذ الصغر في سن ما قبل دخول المدرسة من خلال إحضار نتيجة كبيرة يتم تعليقها فى المكتب أو في غرفة المعيشة وتجلس الأم مع الطفل وتتحدث معه وتشرح له مفهوم تنظيم الوقت والنتيجة بجانبهما ويمكن أيضا أن تقوم بإحضار ساعة لتوضح له أهمية الوقت في حياة الإنسان ويجب أن يفكر في المدة التي تستغرقها الأشياء التى يفعلها وتشرح له ومعها الساعة على سبيل المثال موعد نومه في الثامنة مساء والطفل يريد منها أن تحكي له قصة قبل النوم فتوجهه بأن يستعد للنوم في موعد مبكر عن المعتاد ويمكن أن تقرأ الأم للطفل القصة وفي ذات الوقت تقوم بمعرفة المدة الزمنية التي استغرقتها في قراءة القصة ليتمكن من تحديد الوقت. وعلى الأسرة تعليم طفلها بألا يقوم بتأجيل أي مهام خاصة بالدراسة سواء الواجب المدرسي أو الأنشطة أو الاستعداد للامتحان وغرس فيه أهمية وضرورة الالتزام بالمواعيد التي سينجز فيها مهامه المدرسية ويجب أن يدرك الطفل بأنه عندما يبدأ مبكرا في أي أمر يجب عليه إنجازه وأن ذلك سيخفف من حدة الضغوط عليه والنتيجة تكون أفضل.