تطرق الدكتور ألبرت إليس، في مؤلفه الموسوم ب"كيف تتحكم في غضبك قبل أن يتحكم فيك"، الصادر عن مكتبة جرير، إلى الطرق المختلفة التي يتم اعتمادها لتجنب الغضب والهروب من سطوته، لاسيما وأن ناره حارقة إذا أقبلت ونتائجه وخيمة اذا وقعت. اذ يؤكد المؤلف، في كتابه، أن "الغضب ليس مجرد استجابة عاطفية، بل هو نتيجة لتصوراتنا وتفسيراتنا للمواقف التي نمر بها و غالبًا ما يكون سبب الغضب نتاج عدة عوامل"، حيث تطرق الدكتور ألبرت خلال فصول الكتاب، الى الأسباب والنتائج وكيفية تجنب نوبات الغضب للعيش بهدوء. أوضح الدكتور ألبرت إليس، أحد مؤسسي العلاج السلوكي المعرفي، أن الغضب شعور طبيعي يمر به الجميع، لكنه قد يصبح مشكلة كبيرة إذا لم يتم التحكم فيه بشكل صحيح، وفي عرضه المسترسل للأسباب الكامنة وراءه، أشار الى أنها كثيرة، على غرار الإحباط، الشعور بالظلم او الاستغلال والإهانة، موضحا انها مجموع المشاعر التي تطفو الى السطح لتشكل غيمة ماطرة اسمها الغضب. وأوضح المؤلف، أن الطرق التي نتصرف بها عند الغضب مختلفة، فالبعض ينفجر في نوبات غضب تدمر علاقاتهم، بينما يختار آخرون كبت الغضب، مما يؤدي إلى مشاكل صحية ونفسية. مشيرا الى أن الغضب، نتاج التفسيرات الخاطئة او الصحيحة للمواقف. ونبه الدكتور الى أن "طريقة تفكيرنا هي التي تحدد مستوى غضبنا، وليس الحدث نفسه". مؤكدا أن توقع الكمال من الآخرين أكبر خطأ يجره المرء على نفسه، فالكل ناقص، او أن يفكر المرء في أن يتم التعامل معه كما يعامل هو الآخرين، وأن يترك الفرد دوما هامش أن فلانا لم يفعل ذلك فعلا لإيذائي او انه لم يكن يقصد، فلابد من التبين والفهم الجيد قبل السطوة الانفعالية. عرض الكاتب الدكتور، جملة من الأساليب العملية للتحكم في الغضب قبل أن يتحول إلى تصرفات مدمرة، على غرار عادة التقييم العقلي، والتي جاءت في الفصل الثالث، الى جانب وجوب تغيير لغة التفكير والعمل على التهدئة الجسدية، والتنفس العميق مع ممارسة تمارين الاسترخاء أو رياضة المشي لتحرير الطاقة السالبة وإراحة الفكر كون التمارين الرياضية تساعد على تفريغ التوتر وتقلل المشاعر السلبية. وفي حالة حدوث الاستفزاز، ينصح الدكتور في الفصل الرابع، بعدم أخذ الأمور على محمل شخصي لاسيما إذا كان في التصرفات عدوانية، مع ضرورة وضع الخطة الواضحة والحدود المرسومة للمقبول وغير المقبول، مع ممارسة فن التجاهل الذكي. أوضح الدكتور اليس، أنه يمكن التعبير عن الغضب بطريقة إيجابية، من خلال التحدث بهدوء ووضوح: بدلاً من الصراخ أو العنف، البحث عن حلول بدلاً من اللوم، وممارسة التعاطف مع الطرف الآخر. وفي الفصل الأخير، أشار الدكتور اليس، الى أن الغضب قد يدمر العلاقات العاطفية، لذا نصح بأن لا تتخذ القرارات عند الغضب، وعدم استخدام الغضب كأداة للسيطرة أو التلاعب بالطرف الآخر، مع تعلم الهدوء في التعبير والمعاملات.