رغم حملات الكراهية والعنصرية الغربية احتفالات واسعة باليوم العالمي للحجاب يأتي اليوم العالمي للحجاب - الذي وافق الأول من فبراير - هذا العام في ظل موجة من العنصرية والكراهية تجتاح العالم الغربي ضد الإسلام والمسلمين خاصة بعد قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمنع مسلمي سبع دول إسلامية من دخول الولاياتالمتحدة بدعوى محاربة الإرهاب وبلغت ذروة حملة الكراهية بالهجوم الإجرامي الذي استهدف مسجدا في مدينة كيبيك الكندية وأسفر عن مقتل 6 مسلمين أثناء أدائهم لصلاة العشاء الأمر الذي يعطي قيمة إضافية للفعاليات التي تنظم خلال هذا اليوم والتي تستهدف رفع مستوى الوعي بالحجاب وتغيير الصورة العنصرية النمطية التي تحاول وسائل الإعلام رسمها عن المسلمين. الفكرة الرئيسة من وراء إطلاق مبادرة هذا اليوم بحسب أول من أطلقت هذه المبادرة نظمة خان - هو تخفيف المعاناة التي تعاني منها المرأة المسلمة في الغرب من خلال دعوة غير المسلمات بارتداء الحجاب لمدة يوم واحد هذا بالإضافة لفهم المعنى الحقيقي للحجاب وأنه ليس مجرد غطاءً للرأس وحسب وإنما تغطية كل الجسم بما في ذلك الرأس والصدر والذراعين والساقين إضافة إلى أن تكون هذه ملابس فضفاضة. وتولدت الفكرة عند نظمة خان (من أصل بنغالي) التي وصلت للعيش في الولاياتالمتحدةالأمريكية عندما كان عمرها إحدى عشرة سنة نتيجة أنها واجهت العديد من الصعوبات والمعاناة بسبب ارتدائها الحجاب إذ نشأت نظمة خان في حي البرونكس بنيويورك وواجهت تمييزا قاسيا بسبب حجابها. فقد كانت تطلق عليها في الثانوية -كما هي الحال في الجامعة- ألقاب مثل باتمان أو النينجا أو أسامة بن لادن أو حتى الإرهابية مما دفعها إلى اعتبار أن الطريقة الوحيدة لوضع حد لهذا التمييز هي دعوة النساء لتجربة ارتداء الحجاب. وخلال السنوات الماضية أطلقت المبادرة عام 2013م - لاقت فكرة خان نجاحا كبيرا ونظمت فعاليات في 116 دولة للتعريف بالحجاب وعبرت الكثيرات من غير المسلمات اللاتي شاركن في هذه الفعاليات عن سعادتهن بارتداء الحجاب ومشاركة المسلمات التمييز الذي يتعرضن له بسبب حقهن في اختيار الزي. وشهدت فعاليات هذا العام زخما كبيرا خاصة في أمريكا في ظل صعود رجل الأعمال العنصري دونالد ترامب لرئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية واتخاذه العديد من القرارات ضد المسلمين والمهاجرين الأجانب وقد أدت هذه القرارات إلى خلق حالة من التضامن والتعاطف مع المسلمين في المجتمعات الغربية. ونظمت الفعاليات في 190 دولة هذا العام وشارك فيها آلاف المتطوعين من جميع أنحاء العالم بالإضافة إلى 70 شخصا من 45 دولة هم المسؤولون عن التنسيق وتنظيم الفعاليات كما سيوقع المئات من مشاهير العالم من السياسيين والفنانين والعلماء على مطالب بضرورة عدم التمييز ضد المسلمات كما قامت مجلة التايم بإدراج هذا اليوم ضمن تقويمها للأحداث والتواريخ العالمية وغطي هذا الحدث وسائل إعلام عالمية نحو شبكة البي بي سي والسي إن إن وشبكة الجزيرة هافينغتون بوست ونيويورك تايمز وقد دعت ناشطات في الدفاع عن حقوق الإنسان للمشاركة بشكل كبير في هذا اليوم وإظهار الدعم والتضامن مع المحجبات للتعبير عن رفض قرارات ترامب ضد المسلمين.