قال الله تعالى : مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَر أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [النحل: 97] . ف الإيمان يذهب الهموم ويزيل الغموم وهو قرة عين الموحدين وسلوة العابدين . ف ما مضى فات وما ذهب مات فلا تفكر فيما مضى فقد ذهب وانقضى . ف أرض بالقضاء المحتوم والرزق المقسوم فكل شيء بقدر . ف ألا بذكر الله تطمئن القلوب وتحط الذنوب وبه يرضى علام الغيوب وبه تفرج الكروب . ف لا تنتظر الشكر من أحد ويكفي ثواب الرب الصمد وما عليك ممن جحد وحقد وحسد . ف اترك المستقبل حتى يأتي ولا تهتم بالغد لأنك إذا أصلحت يومك صلح غدك . ف إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وخذ من صحتك لسقمك ومن حياتك لموتك . ف طهر قلبك من الحسد ونقه من الحقد وأخرج منه البغضاء وأزل منه الشحناء . ف توكل على الله وفوض الأمر إليه وارض بحكمه والجأ إليه واعتمد عليه فهو حسبك وناصرك وكافيك. ف أكثر من الاستغفار فمعه الرزق والفرج والذرية والعلم النافع والتيسير في جميع الأمور وحط الخطايا والأوزار . ف افرح باختيار الله لك عند البلاء أو الابتلاء فإنك لا تدري أين تكون المصلحة وعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا . ف اعلم أنه لم يسلم أحد من البلاء فلما سلم من الهم أحد وما نجا من الشدة بشر . ف عش حياة البساطة وإياك والرفاهية والإسراف والبذخ فكلما ترفه الجسم تعقدت الروح لكن في حدود المعقول . ف تيقن أن الدنيا دار محن وبلاء ومنغصات وكدر فاقبلها على حالها واستعن بالله وتوكل عليه وارض بقضائه وقدره . ف عش مع القرآن حفظًا وتلاوة وسماعًا وتدبرًا فإنه من أعظم العلاج لطرد الحزن والهم وليكن القرآن واقعًا تعيشه لا كلمات ترددها . ف علم ولدك القرآن والقرآن سيعلمه كل شيء . ف اقنع بما أعطاك الله ورزقك ولا تنظر إلى من هو أعلى منك تجد الراحة والسعادة . ف تذكر أن ربك واسع المغفرة يقبل التوبة ويعفو عن عباده ويبدل السيئات حسنات . ف اشكر ربك على نعمة الدين والأمن والعقل والعافية والستر والسمع والبصر والرزق والذرية وغيرها فبالشكر تدوم النعم .