رغم تفشي الطاعون والحمى القلاعية.. فيديرالية المربين تُطمئن: لا خوف على أضاحي العيد لهذا العام ن. أيمن وجّه نائب رئيس الفيديرالية الوطنية للمربين بلقاسم مزروعة أمس الاثنين بالجزائر رسالة طمأنة لعموم الجزائريين حين قال أن وباء طاعون المجترات الصغيرة والحمى القلاعية اللذان انتشرا بين الماشية في العديد من الولايات وأسفرا عن نفوق العديد من رؤوس الماشية في الآونة الأخيرة لن يكون لهما تأثير كبير على أضاحي العيد لهذا العام مشددا على ضرورة توفير اللقاحات والتوعية للحد من انتشارهما. وأفاد السيد مزروعة خلال منتدى جريدة لوكوريي دالجيري أن الحمى القلاعية لم تصب عدد كبير من رؤوس الأغنام أما وباء طاعون صغار المجترات المنتشر بكثرة لا يمس إلا الخرفان التي لا يتعد سنها 3 أشهر حاليا مضيفا أن هذه الأخيرة لن تتجاوز السنة من هنا إلى فترة عيد الأضحى المقبل وبالتالي حتى وإن لم يصبها الوباء فهذا النوع من الخرفان لا يمكن تسويقها كأضاحي العيد بالنظر لصغر سنها حسبه. في المقابل أشار السيد مزروعة أن ما تعرفه الولايات الحدودية والسهبية من انتشار هذه الامراض يمكن أن يكون له تأثير على أسعار اللحوم خلال شهر رمضان المقبل خصوصا مع الغلق الإحترازي لكبرى أسواق الأغنام حاليا مشددا على ضرورة توفير اللقاحات المضادة لهذه الأوبئة والتوعية في وسط المربين للحد من انتشارها. يذكر أنه تم تسجيل انتشار وباء طاعون صغار المجترات والحمى القلاعية في العديد من ولايات الوطن (15 ولاية) ما أدى تسبب في نفوق العشرات من رؤوس الأغنام تكبد اثرها المربين خسائر معتبرة وأدى بتدخل السلطات العمومية على رأسها وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري التي وعدت بتوفير اللقاحات مع نهاية جانفي الحالي وتعويض المربين المتضررين. وبخصوص أسباب انتشار هاته الأمراض قال السيد مزروعة أن الأسباب الرئيسية تكمن في المتاجرة غير الشرعية بالماشية مؤكدا أن هذا النوع من الامراض منتشر في الدول المجاورة وبالتالي فإن تنقل المواشي بين البلدان أدى إلى انتشار العدوى. كما أشار السيد مزروعة أن الجزائر تعرف لأول مرة انتشار طاعون صغار المجترات والحمى القلاعية الخاصة بالأغنام مشيرا إلى أن الحمى القلاعية التي تمت مواجهتها في السنوات الفارطة خاصة بالأبقار فقط ليواجه الأطباء البياطرة والمربين مهمة صعبة كونهم يتعاملون لأول مرة مع هذا النوع من الأوبئة . وبخصوص الأرقام الحقيقية حول عدد رؤوس الماشية المتضررة من هاته الأمراض قال السيد مزروعة أنه لا يمكن لحد الآن معرفة العدد الحقيقي على اعتبار أن أغلب المربين يتفادون التصريح بعدد الرؤوس التي فقدوها من باب إخفاء الأضرار لكنه اعتبر الرقم المصرح به من طرف الوزارة (2.000 حالة نفوق) هو أقل بكثير مما تم تسجيله في الميدان . المربون ممنوعون حاليا من التنقل بالماشية وبرأي المصدر نفسه هناك نفوق للآلاف من رؤوس الماشية ب 25 ولاية بغض النظر عن العدد والحالات غير المصرح بها من قبل المربين مشيرا إلى أن الحمى القلاعية تصيب كبار الأغنام ولا تؤدي إلى نفوقها في حين ان طاعون صغار المجترات الذي يصيب الاغنام الصغيرة يِؤدي إلى نفوقها. لكن حسب نفس المسؤول منذ تصريح وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري عبد القادر بوعزغي الخميس الفارط بتوفير اللقاحات بدأ المربون بالخروج إلى العلن تدريجيا والتصريح بعدد الحالات التي سجلوها في قطعانهم مشيرا إلى أن عملية التعويض ستكون صعبة بسبب عدم تصريح أو تأمين غالبية المربين لماشيتهم . وفي هذا الصدد دعا السيد مزروعة السلطات إلى تقديم المزيد من دعم الدولة لأسعار الشعير كتعويض عن الأضرار وإعطاء حصتين في الشهر عوض حصة واحدة حاليا لكل مربي لأن المربين ممنوعون حاليا من التنقل بالماشية وكذا بسبب غلق الأسواق إحترازيا لتفادي العدوى وبالتالي هم بحاجة للمزيد من الشعير لضمان تغذية ماشيتهم. كما دعا المسؤول إلى التنسيق مع دول الجوار خصوصا تونس والمغرب للقضاء التام على هذه الأوبئة وكذا تعزيز دور وإمكانيات مصالح البيطرة في العديد من الولايات لأنها لا تغطي كامل الحاجيات خصوصا في الظروف الراهنة. ودعا كذلك المربون بالتحلي بروح المسؤولية والوعي والتبليغ بأدنى الشكوك بهذا المرض وعدم الاتكال فقط على اللقاحات للقضاء على المرض مشيرا إلى أن مواصلة أنتشار المرض يمكنه أن يفقد 400 ألف منصب عمل في 11 مهنة تضمها شعبة الماشية. وبخصوص شعبة تربية المواشي قال المسؤول أنها حاليا غير منظمة رغم أن الأرقام تشير إلى تواجد 28 مليون رأس من الأغنام بالجزائر ومضيفا أن الفيديرالية الوطنية للمربين التي تضم 16.000 منخرط في 20 ولاية لها دور تنسيقي فقط ولا تتمتع بأي سلطة يمكن فرضها على المربين. بؤر جديدة للحمى القلاعية وطاعون المجترات بسوق أهراس سجلت مصالح مفتشية البيطرة لولاية سوق أهراس أمس الاثنين 4 بؤر جديدة مؤكدة لمرض الحمى القلاعية وطاعون المجترات الصغيرة وذلك عبر عدد من بلديات الولاية حسب ما كشفت عنه المفتشية البيطرية المحلية. وأوضح المفتش البيطري أحمد مقيطع في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية بأن هذه البؤر الجديدة تم تأكيدها اليوم من طرف المخبر البيطري الجهوي لولاية الطارف المجاورة مضيفا بأن هذه البؤر التي أدت إلى نفوق 21 رأسا من الأغنام سجلت عبر بلديات بئر بوحوش وسدراتة المراهنة ولحدادة لدى مربين للأغنام والماعز. وأضاف ذات المصدر أن بمجرد وصول نتائج التحاليل من المخبر البيطري الجهوي للطارف قامت مفتشية البيطرة لولاية سوق أهراس بإرسال 4 فرق بيطرية للتكفل بهذه الحالات من خلال القيام بعزل الحيوانات المصابة ودفن الحيوانات النافقة وذلك وفقا للتشريع المعمول به في هذا المجال. كما قامت بتقديم إرشادات للمربين تتضمن تنظيف الإسطبلات بمادة الجير ومادة أخرى منظفة تمنح من طرف مفتشية البيطرة.