مع اقتراب موعد الباك و البيام بورصة الدروس الخصوصية تلتهب * المراجعة الخاصة ب 5 ملايين سنتيم يبدو أن الأسر ومع النفقات الكبيرة التي تطلبها الشهر الفضيل وجدت نفسها امام التزامات اخرى تتعلق بالمشوار الدراسي للابناء المقبلين على شهادات مصيرية وحتمية ادراجهم في اقسام الدعم وتلقي الدروس الخصوصية خصوصا مع التهاب الحصص عبر بعض المراكز التي تختص في الدروس الخصوصية بحيث يصل ثمن المادة الواحدة الى 8000 دينار وهو ما جعل الأولياء يندبون حظهم ويبذلون قصارى جهدهم من اجل توفير تلك المبالغ المرتفعة لضمان تحقيق أمنية النجاح مهما كلفهم الأمر. نسيمة خباجة /ق.م يلجأ عديد التلاميذ إلى حصص لا متناهية من دروس الدعم باهظة الثمن سعيا للفوز في امتحان شهادة البكالوريا التي تعد المنعرج الأخير في مرحلة التعليم الثانوي الى جانب شهادة التعليم المتوسط التي تعد خطوة ضرورية للانتقال الى الطور الثانوي والتي توليها اغلب العائلات بالاهتمام. نجباء يتلقون الدروس الخصوصية ! تكثر عروض الدروس الخصوصية عبر شبكات التواصل الاجتماعي و الجرائد وغيرها مستهدفة على وجه الخصوص تلاميذ الأقسام النهائية على اختلاف مستوياتهم لخوض هذه المسابقة الكتابية الكبرى . فتلجأ فئة من التلاميذ ذوي المستوى العالي الى دروس الدعم من أجل ضمان النجاح في هذا الامتحان بنتائج جيدة تتيح للمترشحين إمكانية اختيار أفضل الاختصاصات الجامعية. أما الفئة الأخرى فتسعى الى تغطية بعض نقاط النقص لديها وبالتالي الظفر بهذه الشهادة مع الإشارة الى أن الدروس الخصوصية أضحت ظاهرة ترسخت في سلوكيات المجتمع. وفي هذا السياق إلتقت وكالة الانباء الجزائرية بالطالب رسيم واحد من أنجب تلاميذ بالقسم النهائي شعبة رياضيات والذي اعترف بأنه يتابع دروس الدعم من أجل سد الثغرات الكثيرة التي تتراكم عليه في القسم كون الأساتذة يظلون في غالب الأحيان سطحيين في شروحاتهم سواء بسبب نقص الوقت أو لأسباب أخرى تجبر التلاميذ على التوجه نحو دروس الدعم . ضرورة قصوى رغم الغلاء و عند الاقتراب من واجهة أحد الأماكن المخصصة للدروس الخصوصية أعرب بعض الأولياء الذين كانوا يرافقون أبناءهم لأخذ دروس دعم عن انشغالاتهم بخصوص فعالية هذه الدروس باهظة الثمن التي من المفروض أن تقدم في الثانويات على حد تعبيرهم. و حسب رأي السيد محمد متقاعد من الوظيف العمومي تشكل دروس الدعم تجارة حقيقية كون التلاميذ الذين يجدون صعوبة في استيعاب دروسهم في المؤسسة يجدون أنفسهم مضطرين لأخذ دروس خصوصية لاسيما أولئك المقبلين على اجتياز امتحان البكالوريا. وشهادة التعليم المتوسط وأشار ذات المتحدث الذي التقت به وكالة الانباء الجزائرية بحي فيلالي بقسنطينة رفقة ابنته (17 سنة) التي تتابع دروس دعم في مادة الفلسفة الى موقف بعض الأساتذة الذين يهددون التلاميذ بالإقصاء في حال الغياب لمرتين متتاليتين وذلك للضغط على التلاميد بعد تغيبهم من الاقسام . قائلا إن دروس الدعم بالنسبة لابنتي تشكل ضرورة مطلقة لمراجعة شاملة لما تتلقاه داخل مؤسستها التعليمية . أقسام خالية من التلاميذ من جهته يرى السيد هشام لمشنق عضو المكتب الولائي و المجلس الوطني للمجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية كنابيست بأنه يتعين على الأساتذة إنهاء البرنامج الذي يظل في جزئه الأكبر نظريا و خلال دروس الدعم يقوم التلاميذ بكثير من التمارين مما يحثهم على التخلي تدريجيا عن مؤسساتهم التعليمية . كما سلط ذات النقابي الضوء على مسؤولية الأولياء و الأساتذة و لكن التلاميذ أيضا في تفاقم ظاهرة دروس الدعم التي أضحت -حسبه- مشكلا مبديا أسفه لانعكاسات الميزانية المرتفعة لدروس الدعم على الأولياء لاسيما عندما يضاعف الأساتذة من عدد الحصص و تقديم البرنامج البيداغوجي لشهر في مدة أسبوع . المراجعة الخاصة ب 5 ملايين سنتيم وفي هذا الإطار أوضح لوكالة الانباء الجزائرية الطالب إسلام في القسم النهائي الذي اعتاد على دفع مبلغ 8000 دينار خاصة ب4 حصص دعم في العلوم الطبيعية بمدة 3 ساعات و نصف لكل حصة أنه يتحتم عليه الآن تسديد مبلغ 5 ملايين سنتيم بالنسبة لحصص المراجعة الخاصة كما اعلمنا ان الفوج يضم كثر من 40 تلميذ . و أردف قائلا توقفت عن الذهاب الى الثانوية منذ شهر فيفري المنصرم و أتابع دروسا خصوصية في عدة مواد و في نهاية الشهر تكون الفاتورة جد مرتفعة لكن ليس لدي خيار آخر كون الأمر يتعلق بأمر ضروري من أجل التحكم بشكل جيد في الدروس وتحقيق النجاح في امتحان البكالوريا بمعدل سيمكنني من الالتحاق بشعبة من اختياري معربا عن أسفه في ذات السياق من جشع بعض الأساتذة . وبدوره اعتبر السيد يوسف مريمش رئيس مصلحة المالية و الوسائل بمديرية التربية بقسنطينة أن الأمر يتعلق قبل كل شيء بمسألة ضمير مفيدا بأنه يحدث في بعض الأحيان أن يقدم بعض الأساتذة دروس دعم مجانا داخل ذات المؤسسة لكن هذا الأمر يظل نادرا. و استنادا لذات المسؤول فإن أبواب المؤسسات تظل مفتوحة أمام الأساتذة الذين يرغبون في تقديم دروس دعم لتلاميذهم خارج ساعات العمل حتى يوم الجمعة إن رغبوا في ذلك . الدروس الخصوصية تبعد عن الشرعية و بعد أن وصف هذا النشاط الموازي ب التجارة غير الشرعية صرح نفس المصدر أنه يتعين على الأولياء من جانبهم تحمل مسؤولياتهم و عدم تقبل أن يلجأ أبناؤهم لدروس الدعم التي يدفعون فيها أموالا معتبرة مشيرا الى أنه يتعين وجود إرادة حقيقية من أجل وضع حد لهذه الممارسات وفي هذا الصدد كشف مسؤولون بمديرية التجارة بقسنطينة عن أن هؤلاء الأساتذة لا يملكون صفة التاجر وأكدوا بأنه على اعتبار أن هذا النشاط غير شرعي فلا يمكن لأي شخص القيام بعملية مراقبة بشأن غياب السجل التجاري . و برسم السنة الدراسية الحالية سيجتاز 19 ألف و 22 تلميذ في القسم النهائي امتحان البكالوريا بولاية قسنطينة من بينهم 7172 مرشح حر حسب مصالح المديرية المحلية للتربية. ونستنتج مما سبق ان بعض الاساتذة وجدوا في الامتحانات النهائية فرصة لاستنزاف جيوب الأولياء بتقديم دروس الدعم للممتحنين بمبالغ باهظة لترتفع البورصة اكثر فاكثر في قادم الايام عشية الامتحانات المصيرية فمن يضع حد لتلك التجاوزات؟!.