اشتكى العديد من المواطنين من الندرة الحادة في اغلب المواد الاستهلاكية الواسعة الاستهلاك في رمضان ولم تقتصر الندرة على الخبز والحليب في الأيام الأولى بل انتقلت إلى مواد أخرى كانت تتوفر بكثرة قبل رمضان ولم يشك أحدا أن رفوف المحلات ستخلو منها مبكرا في رمضان، فرمضان في هذه السنة وعلى خلاف السنوات الأخرى عرف عادات استهلاكية جديدة لم يألفها الجزائريون وفسرها الجميع أنها تعود إلى فوبيا الصوم في أحر شهر في السنة واللهث وراء توفير جل المواد الاستهلاكية لسد رمق يوم كامل من الصيام والشقاء تحت درجة حراراة لا تنزل عن 35 درجة، ومست الندرة في الأيام الأولى كل شيء وأي شيء فمن الخبز إلى الحليب إلى اللبن إلى العصائر والمشروبات الغازية بمختلف أنواعها إلى المياه المعدنية إلى الياغورت إلى اللحم المفروم إلى الحشائش المستعملة في الطبخ، ومن لم يسارع إلى اقتنائها في وقت مبكر فوت فرصة الظفر بها في الساعات المسائية من اليوم الرمضاني. ذلك ما لم نعهده في السنوات الماضية وصادف الأيام الأولى من الشهر الفضيل وكأن البعض أعلنوا الصوم عن الأكل فقط،، و الشروع في أكله بشراهة عند الإفطار، وتناسوا أن الصيام فيه تهذيب للنفس والسلوكات ولا يقتصر على الكف عن الأكل والشرب. ويعدّ جلب الأغلبية لبعض المواد بكميات مضاعفة السبب الأول في نفادها من المحلات وتفويت الفرصة عن الآخرين والتي يكون مآلها حتما الرمي بالنفايات من باب التبذير الذي نهانا عنه ديننا الحنيف، إضافة إلى ذنب تفويت الفرصة على الآخرين في جلب بعض المواد، واحتار الكل لذلك الأمر وتخوفوا أن يستمر خلال الشهر الفضيل بعد أن تسارع الكل إلى جلب الضروريات والكماليات فالمهم هو ملا الأكياس عن آخرها والتمتع بأذواق تلك المقتنيات في وقت الإفطار لكن الأكيد والمؤكد أن نصف كمية تلك المواد يكون مالها الرمي بالنظر إلى عدم القدرة على تناولها كلها من طرف الصائمين، وإلا كان مصيرهم أبواب المستشفيات فيفضلون رميها بدل تعريض حياتهم إلى الخطر. وحسب ما استقصيناه من معلومات فان الجميع ذهل لحال المحلات في الأيام الأولى من الشهر الفضيل التي كانت تخلو رفوفها في وقت مبكر، ولا يسع أصحابها إلا إخبار الزبائن منذ وطئهم المحلات انعدام توفر بعض المواد عندهم، ونفادها ذلك ما اخبرنا به احد المواطنين الذي قال انه وفد إلى محل بالمدنية من اجل جلب اللبن إلا انه لم يعثر ولو على قطرة، على الرغم من ضخامة البراميل التي تحوي اللبن والتي تتسع إلى آلاف اللترات لكن شراهة البعض كانت أضخم منها بكثير، ولم يظفر به في كامل المقاطعة، سيدة أخرى قالت أنها لم تظفر باللحم المفروم ولا الديول مما حرمها من طبق البوراك في اليوم الأول من رمضان الأمر الذي احتارت له كثيرا، أما الخبز فحدث ولا حرج كونه عرف ندرة حادة في اليوم الأول ومن السيدات من راحت إلى تحضير الخبز التقليدي في البيت دون أن ننسى الحليب الذي مسته الندرة هو الآخر. وتمنى الكل أن لا تستمر تلك الأزمات خلال كامل الشهر ووجوب عقلنة الاستهلاك من طرف العائلات والابتعاد عن التبذير وتفادي تفويت الفرصة عن الآخرين في جلب بعض المواد.