صور تعكس البهجة والتلاحم الاجتماعي أجواء العيد تعم ربوع الوطن.. عاش الجزائريون أجواء عيد الأضحى المبارك في كامل ولايات الوطن شرقا وغربا شمالا وجنوبا ميزتها مشاهد الفرحة والابتهاج وصور التلاحم الاجتماعي فكانت عمليات النحر على مستوى الأحياء الشعبية بصورة جماعية ككل سنة وصدحت المساجد بالتكبيرات والتهليلات قربانا لله تعالى في مناسبة عظيمة يبتهج بها المسلمون في كامل البقاع. نسيمة خباجة استقبل مواطنو ولايات شرق البلاد عيد الأضحى المبارك في أجواء مليئة بالبهجة والتراحم تعكس القيم السامية للدين الإسلامي وتبرز التلاحم والترابط الاجتماعي. فقد خرج المواطنون منذ الساعات الأولى لصبيحة السبت متجهين نحو المساجد لأداء صلاة العيد والاستماع إلى خطبتي الصلاة اللتين دعا فيهما الأئمة إلى التسامح الذي يتعين على الجميع الاتصاف به حتى يمن الله عليهم بالخير الوفير علاوة على قيم ومعاني عيد الأضحى باعتباره يوم فرح وابتهاج يسوده التراحم والتآزر بين أفراد المجتمع الواحد. وما إن انقضت الصلاة تبادل المصلون التهاني بهذه المناسبة السعيدة لتتوجه عقب ذلك جموع المصلين مباشرة نحو نحر أضاحيهم. وقد كانت فرحة الأطفال عارمة وهم يتابعون مجريات عملية النحر والسلخ التي يقوم بها الكبار. ولم تقتصر تهاني العيد على اللقاء المباشر بل هناك من يبادر في ظل زخم التكنولوجيا السائد إلى تقديم التهنئة عن طريق الرسائل النصية القصيرة عبر الهاتف النقال أو الإلكترونية. كما قام العديد من المواطنين بالتوجه إلى المقابر للترحم على الموتى. كما فضل العديد من المواطنين بهذه الولايات التوجه إلى المستشفيات لعيادة المرضى ومشاركتهم فرحة العيد لاسيما وأن أحوال الطقس تميزت بالانتعاش. وقد تم بالمناسبة تكثيف التواجد الأمني عبر ولايات شرق البلاد لضمان التغطية الأمنية بدعم الدوريات الراكبة والراجلة بمختلف الفضاءات العمومية والمقابر والمساجد مع تدعيم المحاور الكبرى لتسهيل حركة المرور. اما من الناحية التجارية فقد التزم التجار المسخرون لضمان المداومة في أول يوم من عيد الأضحى المبارك عبر الولايات السبع التابعة للمديرية الجهوية للتجارة وترقية الصادرات لناحية باتنة بأزيد من 95 بالمئة حسب ما أكده مديرها الجهوي. و أوضح السيد محمد سردون لوكالة الانباء الجزائرية أنه باستثناء ولاية قسنطينة التي لم تتعد فيها نسبة الاستجابة للمداومة صباح العيد81 بالمائة فإنّ باقي الولايات الأخرى وهي أم البواقيوباتنة وبسكرة وتبسة وخنشلة وأولاد جلال بلغت فيها استجابة التجار المسخرين نسبة 100 بالمائة. كما اشرفت بعد ظهر اليوم الاول من العيد وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة السيدة كوثر كريكو بمطار محمد بوضياف الدولي بقسنطينة على حفل معايدة لفائدة أطقم الخطوط الجوية الجزائرية وذلك لتقاسم فرحة عيد الأضحى معهم. أبهى صور التكافل الاجتماعي أحيت مختلف ولايات وسط البلاد عيد الأضحى في جو من التلاحم والتكافل الاجتماعي والفرحة التي عمت جميع مناطقها إحياء لهذه الشعيرة الدينية. فبولاية البليدة حرص جل سكان التجمعات السكنية على تشكيل مجموعات صغيرة مكونة من الجيران على التعاون لنحر أضاحي العيد بهدف كسب الوقت وكذا تلقين أبنائهم قيم التعاون والتكافل مثلما أكده مواطنون بأحد أحياء بلدية أولاديعيش الذين أكدوا دور هذه المناسبة في إنهاء الخصومات وتقريب الجيران فيما بينهم. كما بادرت العديد من الجمعيات الخيرية بزيارة المرضى بالمستشفيات لاسيما الأطفال ومحاولة تعويضهم عن بعدهم عن عائلاتهم في هذا اليوم وهي المبادرة نفسها التي قامت بها السلطات المحلية لولاية الجلفة من خلال زيارة أطفال مركز الطفولة المسعفة ومصلحة طب الأطفال بمستشفى المجاهد محاد عبد القادر لمقاسمتهم فرحة العيد وتقديم لهم هدايا رمزية بالمناسبة. من جهتهم قام أعوان وضباط الشرطة بزيارة تضامنية لفائدة متقاعدي السلك وكذا من هم في حالة مرضية بهدف مؤازرتهم ومبادلتهم تهاني العيد. و بولاية الشلف لا تزال العائلات تحرص غداة عيد الأضحى على إحياء عادة عارفة التي يرسم فيها أطفال المنطقة أبهى صور التضامن والتكافل الإجتماعي فيما بينهم ويحافظون من خلالها على موروث ثقافي وإجتماعي بمنطقة حوض الشلف وهي العادة التي تقوم على مبدأ تقاسم كل موجود وغرس القيم النبيلة والخلق المحمود لدى الناشئة. نفس مشاهد التلاحم والتآزر عاشتها ولاية بومرداس التي تميزت هذه السنة بعودة عادة الملمة أو النحر الجماعي للأضاحي بعد الإنحصار الملحوظ لجائحة كورونا حسب ما لوحظ عبر عدد من أحياء مدينة بومرداس على غرار أحياء 800 مسكن والاستقلال وفلسطين بمدينة من خلال تجمع العائلات فيما بينها أو الجيران في فضاء مفتوح على مستوى الحي. و بولاية تيزي زو تميز إحياء هذه الشعيرة الدينية بالقيام بالعديد من العمليات التضامنية لفائدة العائلات المحتاجة وكذا اليتامى بادرت بها الحركة الجمعوية على غرار جمعية أقاما من بلدية معاتقة من خلال توزيع 35 حصة لحم و3.5 قنطار من البطاطا. من جهة أخرى عرف اليوم الأول من العيد بتيزي وزو تسجيل نقصا في وسائل النقل الناشطة عبر عدد من الخطوط وهو الانشغال الذي عبر عنه المسافرين في حين أكدت مديرية التجارة احترام التجار مع برنامج المناوبة الذي يعني 1319 محل و130 مخبزة و350 محل مواد غذائية عامة.