مراصد إعداد: جمال بوزيان من أجل حركة حضارية مستمرة للشعوب ضرورة دراسة التاريخ الدبلوماسي الخاص والعام تَرصُدُ أخبار اليوم مَقالات فِي مختلف المَجالاتِ وتَنشُرها تَكريمًا لِأصحابِها وبِهدفِ مُتابَعةِ النُّقَّادِ لها وقراءتِها بِأدواتِهم ولاطِّلاعِ القرَّاءِ الكِرامِ علَى ما تَجودُ به العقولُ مِن فِكر ذِي مُتعة ومَنفعة ... وما يُنْشَرُ علَى مَسؤوليَّةِ الأساتذةِ والنُّقَّادِ والكُتَّابِ وضُيوفِ أيِّ حِوار واستكتاب وذَوِي المَقالاتِ والإبداعاتِ الأدبيَّةِ مِن حيثُ المِلكيَّةِ والرَّأيِ. ***** أيها المسلمون... احذروا السياسات الرصينة! أ. زهير سالم في منتصف القرن السابع الهجري كانت مصر محكومة بالملك الصالح أيوب وكانت دمشق محكومة بالملك الصالح إسماعيل كلاهما من الأسرة الأيوبية كان الصالح أيوب يطمع في دمشق ويكيد لابن عمه الصالح إسماعيل ويعمل على الإيقاع به وضم دمشق إلى سلطانه.. أنا أقول للناس دائما: ادرسوا التاريخ الدبلوماسي عاما وخاصا تعجبوا معي كيف أن الناصر صلاح الدين رحمه الله بعد أن بذل جهدا لتوحيد الممالك الإسلامية عاد في وصيته فبعثرها! لأخيه العادل ولبنيه!. ويبلغ الخوف بالملك الصالح إسماعيل مبلغه ويقرر حسب مقتضى السياسة الرصينة أن يتحالف مع الصليبيين فيسلمهم بعض المدن المهمة من إقطاعيته ويعقد صلحا معهم يسمح لهم أن يدخلوا دمشق ليس ليمتاروا فقط يشتروا الميرة بل ليحدوا سيوفهم ويجددوا أسلحتهم التي كانوا يعدونها لذبح المسلمين في مصر..!. كل مشايخ دمشق الذين كانوا حول الصالح أيوب أفتوا بالمضاء في السياسة الرصينة للملك إسماعيل إلا عالما واحدا فقط اسمه العز بن عبد السلام. اقرؤوا التاريخ الدبلوماسي لتعرفوا كيف كان؟ لا تقرؤوا فقط حكاية الشيخ الذي باع السلاطين واقرؤوا تفاصيل الكيد الذي كان يكيده له الكباش التي كانت تجتر البرسيم في حظيرة ولي الأمر . وأصبح الجندي الفرنجي الصليبي المحارب يدخل دمشق فينال منها كل ما يريد ولم يعترض على ذلك فيما قرأنا من سطور التاريخ غير عالم وحيد أوحد كان لفقره يأوي إلى الكلاسة فيبيت فيها.. مشكلته الوحيدة أن ذهنه كان كليلا عن إدراك أسرار السياسات الرصينة في مثل دعاء بعضهم: طوبى لمن قتلهم وقتلوه يقصد الخنزير طوبى لمن قتل مسلما أو قتله مسلم! أو أن ينادي على الجندي المسلم في قلب الفتنة: اضرب بالمليان.. لأناس من أول أحكام المدونات فيهم ولا يزفف على جريحهم ولا يتابع مدبرهم . في فقه السياسات الرصينة في الحقبة الرشيدة نفسها! من تاريخ الإسلام والمسلمين يوم كانت الممالك الإسلامية في الأندلس تتهاوى كان دائما يكون في جيش الاسبان وملكهم الأذفونش المحاصِر لممالك المسلمين ملوك وأمراء مسلمون ملهمون يدركون سر الرصانة في صناعة السياسة التي هي وهي وهي.. ولو أصغينا إلى أسرار الخطابة الشيشرونية من لدن السادات إلى سياسة آخر مُطبِّع من سلسلة البهتان لسمعنا حديثا أوفى عن أسرار السياسات الرصينة. قيل لبشار الأسد- فيما روى عنه كبيرهم وليس أكبرهم حرك المحراك من قبلك كما نفعل في لينان وفي العراق وفي اليمن فقال: تستفيد حماس والإخوان المسلمون..!. شوكة في حلقه وحلق أبيه من قبل.. في حرب ذبح السوريين كان هناك آلاف الأصلاء من الإخوة الفلسطينين المذبوحين كانوا يعرفون مصافهم ولم يكن علمهم غير رصين. حتى كان مخيم اليرموك شقيق داريا والقلمون وحمص وحلب. كما كانت كل هذه في هذه الأيام شقيقة لغزة بثراها الطهور الذي يأبى أن يدنسه رافضي!. لقد سمع العالم كله كلمة الإثم على شفا حفرة التضامن: من حماس يا عرص ولكن يبدو أن أصحاب السياسات الرصينة لا يسمعون.. وكان هناك فصيل فلسطيني رصين خاص أمعن حتى سبق نتنياهو في ذبح من استطاع من أطفال ونساء تحت إمرة الحليف الأشد رصانة.. ولاؤنا لديننا لعقيدتنا لنقائنا لأمتنا لشامنا ولفلسطينوغزة دين.. ندين الله به ونلقاه عليه وبراءُنا من كل القتلة والمجرمين والمتآمرين هو الوجه الآخر لهذا الولاء.. ساعدونا فقط لكي نغضي على الشجاعة. اللهم انصر أهلنا في فلسطين وانتصر لأطفالنا وأخواتنا وبناتنا فيها.. وقنا مكر صهيوني وصفوي.. كفوا عنا غرب ألسنتكم أيها الرصينون.!. *** انتقام التاريخ : كيف نسيت إسرائيل درس حرب يوم الغفران؟ التاريخ ليس استمرارًا خطيًا لما مضى بل إنه متعرج. عندما قال لينين إن العقود يمكن أن تمر ولا يحدث إلا القليل ثم تمر أيام وأسابيع وكأنها عقود هذا ما كان يعنيه. ولهذا السبب فإن التنبؤات صعبة جدا ولهذا السبب غالبا ما تلجأ شركات التنبؤ الجيوسياسي إلى التفكير الخطي. بين عامي 1967 م و1973 م ركنت الاستراتيجية الإسرائيلية إلى عقلية المنتصر في أعقاب نصرها الإقليمي في حرب الأيام الستة ولم تتصرف رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مائير بناءً على الإشارات الواردة من مصر بشأن محادثات السلام المحتملة مع رئيسها أنور السادات فهي وحكومتها في أعقاب الهزيمة العسكرية العربية عام 1967 م الأمر هين فلم يعدوا العرب أقوياء بالقدر الكافي لخوض الحرب مرة أخرى لقد افتقروا إلى البصيرة القلقة وإلى التشاؤم البناء. وجاءت المأساة في أكتوبر 1973 م عند ما شنت مصر بالتنسيق مع سورية ودعم من القوات العراقية والجزائرية هجوما مفاجئا على إسرائيل عبر قناة السويس وفي الشمال في مرتفعات الجولان. واستغرق الأمر عدة أسابيع حتى تمكنت القوات الإسرائيلية من طردهم وردهم مما أدى إلى مقتل أكثر من 2600 جندي إسرائيلي. الفجوة التي دامت ست سنوات بين الحربين والتي جرى فيها القليل استعيض عنها في أيام وأسابيع بما يساوي عقودا. ورغم أن الحكومة الإسرائيلية حولت هجوم عام 1973 م إلى هزيمة عسكرية لمصر وسورية فإن الضرر السياسي كان قد وقع. وجعلت الحرب إسرائيل أكثر اعتمادا على الولاياتالمتحدةالأمريكية من ذي قبل. وتمكن وزير الخارجية الأمريكي آنذاك هنري كيسنجر من إجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضي وتعزيز المكاسب الإقليمية لمصر وسورية والسماح للولايات المتحدةالأمريكية بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع القاهرة ودمشق. ومثل ذلك انتصار للدولتين العربيتين وكذلك لواشنطن في حين كان بمثابة نكسة لإسرائيل التي استفادت (في السابق) من العزلة الدبلوماسية النسبية لمصر وسورية. تبعت الحرب أيضًا سلسلة من الأحداث السياسية التي أدت إلى انتصار انتخابي لائتلاف حزب الليكود الإسرائيلي المعارض في عام 1977 م. فمنذ تأسيس إسرائيل في عام 1948 م لم يفز حزب الليكود قط بأي انتخابات على مستوى البلاد. والآن صار هو المسؤول وبدأ بهذا الفوز حقبة جديدة من الصعود اليميني. بالانتقال سريعًا إلى يومنا هذا حيث المظاهرات في إسرائيل ضد محاولة الحكومة اليمينية إضعاف السلطة القضائية والتناغم مع المملكة العربية السعودية تجاه إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين واتفاقات إبراهام في عام 2020 م -التي عززت العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والدول العربية السنية المحافظة مثل البحرين والإمارات العربية المتحدة- كل ذلك حدث في ظل افتراض كسول مفاده أنه على الرغم من أن إسرائيل لم تقدم أي تنازلات للفلسطينيين. فلسنوات عديدة استطاع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجاهل الفلسطينيين في حين نسب لنفسه انتصارا دبلوماسيا تلو الآخر. لقد انتهت تلك الفترة –هذا النمط الخطي– فجأة. ولم تكتف حماس بإطلاق آلاف الصواريخ على إسرائيل وقتل ما لا يقل عن ألف إسرائيلي بل إنها احتجزت العديد من الرهائن الإسرائيليين من خلال غارات جريئة عبر الحدود أصابت الحكومة الإسرائيلية ومؤسساتها الاستخباراتية والأمنية بالصدمة. وكما حدث في عام 1973 م فإن التداعيات الداخلية لن تحدث إلا بعد فترة. الأولوية لإسرائيل هي أن تقاتل وتنتصر في هذه الحرب الأمر الذي يتطلب قدرا كبيراً من الوحشية ويتطلب منها استدعاء مئات الآلاف من جنود الاحتياط – وهو الإجراء الذي لم يتم اتخاذه على هذا المستوى منذ سنوات. إن قصف غزة ذلك الجيب الساحلي الذي يعيش فيه ما يصل إلى 2.3 مليون نسمة وإعادته إلى العصر الحجري أمر ممكن. ولكن ماذا سيحدث في اليوم التالي؟ وما مصير الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة بينما يقوم الجيش الإسرائيلي بفعل ذلك؟ لقد كانت إسرائيل دائما شديدة الحساسية تجاه حياة كل إسرائيلي. في الماضي قامت بمقايضة حشود السجناء الفلسطينيين بحفنة من الإسرائيليين. أو حتى مقابل إسرائيلي واحد كما جرى في حالة الجندي جلعاد شاليط عام 2011 م. فهل ستخلي إسرائيل الآن سجونها مقابل الرهائن الذين احتجزتهم حماس؟ قدمت إيران المساعدات العسكرية والتخطيط والتشجيع السياسي لحماس وتنظر طهران إلى الوتيرة المتسارعة لتحسُّن علاقة إسرائيل مع المملكة العربية السعودية بقلق.د وكانت هناك تقارير عن اتفاق لتزويد المحطة النووية المدنية التي ستبنيها الولاياتالمتحدةالأمريكية للمملكة العربية السعودية بخبراء نوويين أمريكيين لتهدئة المخاوف الأمنية لإسرائيل وتلبية في الوقت نفسه لمطالب الرياض. بل إن السعوديين أشاروا إلى أنهم على استعداد لزيادة إنتاج النفط لكسب الحلفاء في الكونجرس الأمريكي وهو الجهة التي قد تشكل أهمية بالغة لأي صفقة كبرى بين إسرائيل والسعوديين والأمريكيين. الهجوم العسكري الخاطف الذي شنته حماس في 7 أكتوبر الفارط يهدف إلى وقف العلاقات الإسرائيلية السعودية الناشئة. والسؤال الآن هو: هل ستشجع إيران حلفاءها في حزب الله في جنوب لبنان على فتح جبهة ثانية ضد إسرائيل في الشمال؟ وكما حدث مع حكومة مائير في أعقاب حرب عام 1973 م ستكون هناك حسابات سياسية لنتنياهو وزملائه. ربما نشهد أخيرا بداية نهاية عهد نتنياهو في السياسة الإسرائيلية. أقول هذا بحذر نظرا لعدد المرات التي أثبت فيها خطأ المحللين في هذا الصدد. لكن قدرا كبيرا من تمتع الأخير بالجاذبية بين الإسرائيليين هو قدرته على حماية البلاد من أعدائها العرب والإيرانيين. ويقال إن أحدا لم يُظهِر صلابة ومهارة واندفاعا مثل بيبي في السياسة الأمنية. وقد تحطمت وجهة النظر هذه إلى حد كبير بسبب ما أطلق عليه اسم الحادي عشر من سبتمبر الإسرائيلي . وبطبيعة الحال قد يستغرق هذا الأمر (انتهاء نتنياهو سياسيًا) الكثير من الوقت كي يحدث. وقد احتاج الليكود إلى أكثر من ثلاث سنوات لانتزاع السلطة من حزب العمل بعد حرب عام 1973 م. لكنه فعل. في البداية ستكون هناك وحدة في الصف الإسرائيلي مع توقف المظاهرات المناهضة للحكومة واحتشاد البلاد حول قادتها. لكن ذلك سيكون مقدمة للتشريح الجنائي (البحث عن المتسبب وراء ما حدث). فقد حدثت هذه الكارثة مع وجود حكومة يمينية في السلطة وقد يدفع اليمين العقوبة السياسية ثمنًا لذلك أو قد تنجرف البلاد أكثر نحو اليمين كرد فعل على الهجوم الفلسطيني. أما للمنطقة فإن الكثير يعتمد على مدة استمرار هذه الحرب. ومن المرجح أن تستمر لعشر أسابيع وربما أشهر. وكلما طال أمدها وحِدّتُها كلما زادت إمكانية حدوث تغييرات خارج نطاق منطقة الحرب. فقد يطلق الفلسطينيون في الضفة الغربية العنان لانتفاضة أخرى ومن الممكن أن يتعزز محور إيران –حماس– حزب الله والمحور الإيراني– الروسي كذلك. ومن المرجح أن تسرق الحرب بين إسرائيل وحماس الاهتمام من الصراع في أوكرانيا على الأقل لبعض الوقت. وقد يؤثر هذا على المساعدات العسكرية ذاتها خاصة وأن الولاياتالمتحدةالأمريكية سوف تضطر الآن إلى إعادة إمداد كل من أوكرانيا وإسرائيل بالذخيرة ناهيك عن حماية مخزوناتها استعدادا لحرب محتملة بسبب تايوان. ومن الممكن أن يغير ذلك الحسابات بين قادة إسرائيل فيما يتعلق بتوجيه ضربة عسكرية إلى المنشآت النووية الإيرانية. وقد يؤدي ذلك إلى اضطرابات جيوسياسية أخرى. لقد قال الخبراء إننا تركنا وراءنا حقبة الحرب العالمية على ما يسمى الإرهاب في السنوات الأخيرة لصالح حقبة التنافس بين القوى العظمى . لكن التاريخ ليس بهذه الدقة وهذا التحكم من طرف دون طرف.. ويمكننا أن نرى كلا الحقبتين تحدثان في وقت واحد. هذه الاعترافات كلها من لسان العدو قبل الصديق.. وأكبر إنجاز صنعته المقاومة الفلسطينية هي محو كذبة الجيش الذي لا يقهر.. وصنعت الفرق بين القتل والقتال.. وأسست لجيل قادم مختلف برمته.. في التعاطي مع العدو الإسرائيلي من منطلق التفوق التكتيكي والنفسي.. والفكرة المتجذرة في أحقية ملكية الأرض. *** غزة في قلب الإرهاب الصهيوني الممنهج! أ. سيد علي رأس العين يمر العالم في الوقت الراهن باضطرابات إقليمية وجيوسياسية ودبلوماسية غير مسبوقة أهمها العدوان الصهيوني الإرهابي على فلسطين الذي يزيد على شهر ونصف وخصوصا غزة التي تتعرض إلى أبشع دمار بشري ومادي من تقتيل عشوائي للمدنيبن العزّل أغلبهم من الأطفال وقصف للمستشفيات التي تأوي المرضى والعاجزين يقابله صمت للمجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكنا إزاء ما يجري من مذابح بشعة وتنكيل بالإنسانية فالعالم قاطبة يشاهد ما يجري بصورة مقيتة متكررة ليل نهار دون توقف وبلا أدنى رحمة!. ومع ذلك تستمر الإدارة الصهيونية وعلى رأسها السفاح نتنياهو في سياسته الإرهابية بقصف غزة وما جاورها بأسلحة ثقيلة ومحظورة دوليا من قصف جوي إلى هجوم بري وبالإضافة لما يجري من انتهاكات وجرائم ضد الإنسانية تتقطر لها الأفئدة لا يتوانى قادة الكيان الصهيوني في انتهاج سياسة التجويع لفرض منطق القوة والفوضى من قطع للماء والكهرباء والدواء والطعام وقطع الوقود عن المستشفيات التي أضحت تواجه مآسي على المدى القريب والبعيد بسبب نقص الإمكانيات ونفاد ما يستلزم من ضرورات كالأدوية ولوازم العلاج لمجابهة كارثة إنسانية محتملة! على الصعيد العربي ما يزال الموقف العربي مخزيا ومثيرا للاشمئزاز إذ يبدو الحكام العرب عاجزين كليا عن مواجهة المشروع الصهيوأمريكي الاستيطاني التوسعي في المنطقة فما من قائد عربي استطاع أن ينبس بكلمة واحدة إزاء ما يجري بهذا الخصوص مكتفين فحسب ببيانات الشجب والنحيب على الأطلال كجاري العادة دون أن يضطلعوا بمبادرة تحفظ ماء وجوههم وكرامتهم أمام شعوبهم وأمام الفلسطينيين انفسهم فالجامعة العربية بالمناسبة لا يُسمع لها ركز ما خلا قمة الرياض التي خرج من حضروها بخف حنين يلطمون وجوههم وبدا العرب منقسمين على أنفسهم بسبب حساسيات التطبيع والتخاذل التي امتازت بها بعض الدول المتعاونة مع الكيان الصهيوني دبلوماسيا واقتصاديا! وعلى الصعيد الدولي لا ينفك الغرب منحازا مبدئيا إلى الإدارة الصهيونية مبررا ذلك بسياسة الدفاع عن النفس المشروعة التي يقررها ميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي غير أن سياسة الكيل بمكيالين في المقابل أفصحت بوضوح بعيدا عن أي مواربة عن الوجه الحقيقي السمج والقبيح للغرب الذي صدّع الإنسانية بشعارات أقل ما يقال عنها إنها زائفة وغير منسجمة مع الواقع فأكذوبة الديمقراطية والحريات وحقوق الطفل والإنسان والحيوان كل هذه البهرجات الفلسفية لا أثر لها على أرض الواقع حتى الأممالمتحدة أصبحت طرفا مستهدفا من قبل الكيان الغاصب فالأمين العام للهيئة لقى سيلا من الإهانات من قبل الصهاينة بسبب استهجانه للعدوان ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل طال حتى موظفي الهيئة الذين قضى منهم ما يزيد على المئة موظف في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل فالمنظمات الإغاثية والحقوقية والأمنية أصبحت في غير مأمن من هذا العدوان الإرهابي الذي يخبط خبط عشواء في غياب القانون الدولي الذي بدا فاقدا لقوة الإلزام!. ومن الانتهاكات اللاإنسانية كذلك التي أفرزها هذا العدوان الإجرامي إضافة للمشروع الاستيطاني المتمدد بصورة مستمرة سياسة التهجير القسري للفلسطينيين الذين نزح منهم الكثير بسبب القصف العشوائي المتواصل على البنى التحتية والمساكن كل هذه الانتهاكات جعلها العدو الصهيوني مسوّغا لقتل المدنيين الفلسطينيين وقصف مستشفياتهم في صورة لا تمت للإنسانية بأي صلة بحجة القضاء على المقاومة وعلى رأسها حماس بيد أن الواقع يطرح نتائج مغايرة لما يروجه الصهاينة وحلفاؤهم الغربيون من تعتيم إعلامي فلا شك أن الجيش الصهيوني يندحر رويدا رويدا في هذا العدوان ولا سيما ما يسمونه الهجوم البري الذي أثبت فشله أمام تصدي المقاومة الباسلة لهذا العدوان الصهيوأمريكي!. على صعيد آخر يبدو أن الغرب يجنح إلى بعض الصواب على نحو مفارق مشددا على مضض لهجته على الإدارة الصهيونية بسبب الانتهاكات المتزايدة التي صارت مفضوحة بصورة لا ينبغي السكوت عليها على غرار فرنسا وإسبانيا اللتين أبديتا بعض الانزعاج من تزايد حدة الانتهاكات الصهيونية في غزة حتى طالت الصحفيين ولعل هذا التغير التدريجي في المواقف تفرزه البراغماتية والمصالح الدولية التي تقتضيها العلاقات الدولية ليس إلا في الوقت الذي غيّب فيها القانون الدولي عن هذه الصراعات الطاحنة التي تأتي على الأخضر واليابس دون أن نلمس أي حلحلة في الأفق القريب لهذه المحنة ما عدا اقتراح مبادرات هدن مؤقتة لبعث بعض الحياة ولو بصورة محتشمة في غزة المثخنة بالمآسي والجراحات!.