وزير العدل: مكافحة الفساد مسألة لا تهاون فيها    الأيام العلمية والتقنية لسوناطراك منصة استراتيجية في قطاع الطاقة العربي    الجزائر من أفضل الدول العربية في مجال الحماية الاجتماعية    تخرج دفعات جديدة بالمدرسة العليا العسكرية للإعلام والاتصال    سوناطراك وضعت خارطة طريق طموحة لتقليص الغازات المحروقة إلى نسبة 1 بالمائة    معرض الجزائر الدولي: منصة لتعزيز الشراكات وجذب الاستثمارات    إيران مستعدة لوقف إطلاق النار شريطة وقف الكيان الصهيوني لعدوانه    تعبئة دولية واسعة لإطلاق سراح السجناء السياسيين الصحراويين في السجون المغربية    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 56077 شهيدا و 131848 مصابا    غزّة تحت الحصار.. سلاح التجويع والفوضى الممنهجة    أم البواقي: حيداوي يعطي إشارة انطلاق البرنامج الوطني للمخيمات الصيفية للولايات الداخلية لسنة 2025    انطلاق أشغال المنتدى العربي الرابع من أجل المساواة بالجزائر العاصمة    تخرّج دفعة جديدة من الأئمة الوعّاظ    ودخلت أمريكا الحرب.. ماذا بعد؟    تنصيب لجنة التحقيق في فاجعة ملعب 5 جويلية    حادث ملعب 5 جويلية: رئيس الكونفدرالية الافريقية يعرب عن تعازيه    الوسائط الاجتماعية تلبس الوشاح الأسود    بوغالي في زيارة رسمية إلى موريتانيا    نحو اقتناء 80 طائرة بدون طيّار لمُكافحة حرائق الغابات    ملحمة الفروسية التي تحيي التراث وتمجّد البطولات    كأس إفريقيا سيدات 2024 : المنتخب الجزائري يشرع في المرحلة الثانية من التحضيرات بسيدي موسى    إيطاليا: تفكيك شبكة لتهريب المخدرات انطلاقا من المغرب    وزير الثقافة والفنون يتباحث مع المدير العام ل"الألكسو" آفاق التعاون الثقافي المشترك    لا نقبل بأقل من 50% إدماج في الصناعات الكهرومنزلية والإلكترونية    انطلاق الطبعة الأولى لمهرجان "سيرتا للفروسية"    لا بديل عن الحل السلمي للملف النّووي الإيراني    منظومة الضمان الاجتماعي قوية لا تحتاج لإعادة النّظر    قادرون على إنشاء 10 آلاف مؤسسة ناشئة    لأول مرة.. ماستر في السّياسات العمومية والمناجمنت    مكانة مميزة لحقوق الإنسان في الجزائر    قانون الاستغلال السياحي للشواطئ محرك حقيقي للتنمية    مخطط أمني خاص بفصل الصيف    جاهزية تامة.. تركيز على مجانية الشواطئ والردع للمخالفين    إقبال لافت على مدرسة الدفاع المضاد للطائرات بالأغواط    فريق طبي موريتاني يشارك في عمليات زرع كلى بالجزائر    معرض الجزائر الدولي: رئيس الجمهورية يؤكد على أهمية مواصلة تعزيز تنافسية المنتوج الوطني    تسليم أولى تراخيص تنظيم نشاط العمرة للموسم الجديد    الجزائر- أنغولا : بحث سبل ترقية التعاون الثنائي في مجالات الطاقة والمناجم    اختتام تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة الحسانية" لعام 2025.. الاحتفاء بالثقافة الحسانية وتعزيز حضورها كأحد روافد الهوية الثقافية المشتركة    مسابقات الاندية الافريقية 2025-2026: الجزائر من بين أفضل 12 اتحادية مشاركة في المنافسات القارية بأربعة أندية    إبراز الدور الهام للسينما في خدمة الثقافة الحسانية    وزير الثقافة والفنون يتباحث مع نظيره الموريتاني سبل توسيع آفاق التعاون الثقافي بين البلدين    الجزائر-موريتانيا: فرق طبية من البلدين تجري عمليات لزرع الكلى بالجزائر العاصمة    الجزائر نموذج للكفاح من أجل الحرية    نتمنى تحقيق سلام عالمي ينصف المظلوم    علامات ثقافية جزائرية ضمن قوائم الأفضل عربيّاً    فتح باب المشاركة إلى 20 أوت المقبل    قصة عابرة للصحراء تحمل قيم التعايش    الزمالك يصر على ضم عبد الرحمن دغموم    الرئيس إبراهيمي يريد جمعية عامة هادئة ودون عتاب    حادث ملعب 5 جويلية: وفد وزاري يقف على الوضعية الصحية للمصابين    احذروا الغفلة عن محاسبة النفس والتسويف في التوبة    شكاوى المرضى في صلب عمل لجنة أخلاقيات الصحة    التعبئة العامّة.. خطوة لا بد منها    تحضيرات مسبقة لموسم حج 2026    فتاوى : الهبة لبعض الأولاد دون البعض    فعل الخيرات .. زكريا عليه السلام نموذجا    هذه أسباب زيادة الخير والبركة في البيت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الامتحانات تعكس الكفاءة لا الحفظ الأعمى
نشر في أخبار اليوم يوم 24 - 06 - 2025


مراصد
إعداد: جمال بوزيان
الامتحانات تعكس الكفاءة لا الحفظ الأعمى
نحو إعداد عقول واعية قادرة على إنتاج المعرفة لا تكرارها
من المتعارف عليه في مجال التعليم وقبل وضع أسئلة الامتحانات النهائية يُختار الأساتذة بعناية فائقة لحسن الاتفاق على نماذج محددة بمعايير علمية دقيقة تناسب كل مرحلة من مراحل التعليم وتهدف أساسا لقياس الكفاءة وكتابة حلول المسائل بما تعلمته التلاميذ والطلبة.. لكن اعتاد معلمون وأساتذة اعتماد التكهنات بشأن موضوعات الأسئلة وتبعهم المتمدرسون في عمليات الحفظ مما أحدث سابقا وما يزال يحدث نقاشات كثيرة حين لا تتوافق أسئلة امتحان مادة ما مع التكهنات.
سألنا أساتذة عن أسباب الظاهرة وكيف تعالج على مستوى التلاميذ والطلبة والأساتذة؟.
/////
تكهنات الأسئلة وحتمية التوجيه الأكاديمي السليم
أ.د.الصالح شليحي
يشهد موسم الامتحانات الرسمية في الجزائر تطفوَّ أسئلة جوهرية على الساحة تقيس مدى التزام المؤسسات التعليمية بأهداف التعلّم الحقيقية وعن أسلوب وضع الأسئلة وضبطها وفقًا لمعايير الكفاءة العلمية. ورغم الجهود الجبّارة التي يبذلها الأساتذة والمختصون البيداغوجيون من مفتشين وغيرهم من ذوي الاختصاص تبقى ظاهرة التكهّن المسبق بموضوعات الامتحانات عقبة متجددة تؤثر على عقلية المتعلّم وتشوّش مساره العلمي.
من الملاحظ أن جزءًا كبيرًا من التلاميذ والطلبة بتشجيع من بعض الأساتذة داخل المؤسسات الرسمية أو الدروس الخصوصية يراهنون على قوائم مواضيع متوقّعة ويتبنّون استراتيجية الحفظ الآلي بدلا من استيعاب الدروس كمنظومة معرفية متكاملة. هذه الظاهرة لا تخص مرحلة بعينها بل تمتد من الطور الابتدائي إلى المتوسط والثانوي وقد تتسلل أحيانًا إلى بعض طلبة الجامعات. فينشأ جيل ماهر في اصطياد الموضوعات لا في توظيف مكتسباته فعليًّا.
أولًا: بعض الأساتذة يميلون إلى تكرار النماذج التقييمية أو الاعتماد على أسئلة نمطية بحجّة الاطمئنان إلى مستوى التلاميذ أو مراعاة تفاوت الفروق الفردية.
ثانيًا: قلة من أولياء الأمور يسعون لتخفيف العبء عن أبنائهم بتشجيعهم على مراجعة دروس معيّنة دون غيرها مما يعزز فكرة التنبؤ بمواضيع الامتحان.
ثالثًا: انتشار الدروس الخصوصية التي تروّج لمذكرات مواضيع حصريّة وتدّعي امتلاك تسريبات موثوقة فيجعل ذلك بعض التلاميذ يركنون إلى هذا الوهم ويهملون دراسة المقررات كلها بعدم فهم عميق يستوعب جوهر الدروس المُقدمة. ومن هنا لابد من أن ينجر عن هذه الإجراءات المناسباتية الخطرة الكثير من السلبيات منها على سبيل المثال لا الحصر:
- يصبح الامتحان في نظر التلميذ تحديًا في تخمين الموضوع أكثر من كونه فرصة لإبراز الكفاءة والفهم الشامل.
- يُظلم المتفوق المجتهد لصالح من اعتمد الحفظ المؤقت فتُشوَّه فكرة العدالة التربوية.
- يفقد الامتحان دوره كوسيلة تقييم حقيقية ويصبح في نظر الرأي العام لعبة حظّ ومقامرة.
- قد يتكوّن لدى بعض التلاميذ ميل إلى الغش أو الاحتيال بدلاً من التحضير الجاد.
وربما الحديث عن معالجة هذا الموضوع قد يتخذ عدة أوجه واحتمالات تتعلق أساس بأطراف العملية التربوية جميعهم.
توعية التلميذ أوّلًا:
ينبغي أن يُفهم التلميذ منذ سنواته الدراسية الأولى أن العلم لا يُختصر في صفحات متوقّعة بل هو تراكم معرفي يخدمه مستقبلا في مراحل أعلى وفي حياته اليومية والمهنية. ويجب ربط الموضوعات بواقع حياته عبر تمارين تطبيقية وأنشطة تفاعلية حتى تنغرس المعارف ولا تُنسى فور الخروج من قاعة الامتحان.
دور الأستاذ:
على الأساتذة الالتزام بمبدأ التنوّع في صياغة الأسئلة وتحديث نماذج الفروض الدورية وتجنّب النمطية والتكرار الممل. كما يلزمهم تقديم امتحانات تشخيصية مبكرة تحاكي الأسئلة النهائية بأسلوب موسع يستوعب مفاهيم خارج توقعات التلاميذ كي يتعوّدوا على منهجية التحليل والاستنتاج لا الحفظ.
تشجيع الأسئلة المفتوحة:
يمكن للأساتذة دمج أسئلة تحفّز الإبداع الشخصي أو التعبير الحر أو الربط بين الدروس بدل الاكتفاء باسترجاع المعلومات حرفيًا. بهذه الطريقة يُحفز التفكير النقدي وتختبر مهارة التلميذ في الربط والاستنباط.
مسؤولية الإدارة التربوية:
يجب على المفتشين والمشرفين الأكاديميين متابعة تحضير الأساتذة وفرض معايير دقيقة لوضع الامتحانات مع نشر ثقافة مقاربة الكفاءات فعليًّا لا شكليًّا لتتحول من شعار إلى ممارسة يومية.
الرقابة على الدروس الخصوصية:
تحتاج الجهات الوصيّة إلى ضبط سوق الدروس الخصوصية ومعاقبة كل من يروّج لتسريبات أو مواضيع زائفة وتشجيع المبادرات المجانية التي تشرح الدروس ولا تعلّق الأمل على التخمين والتوقع.
نظرة إلى المستقبل:
خاصة في ظل التحولات التكنولوجية الراهنة بات لزامًا توجيه التلميذ إلى استعمال الوسائل الرقمية بشكل صحيح. فمنصات الدروس المصوّرة يجب أن تكون مكمّلة للمدرسة لا بديلًا عنها وأن يُستخدم المحتوى الرقمي لتعميق الفهم لا لترويج نماذج محفوظة سلفًا.
رسالة إلى تلاميذنا:
اعلموا أن ما تحصدونه من علامات اليوم ليس سوى محطة أولى في حياتكم الأكاديمية. وتكوين عقل نقدي قادر على التحليل وربط المعارف بعضها ببعض هو المفتاح الحقيقي لمستقبل مهني ناجح. ثقوا أن لا أحد يضمن لكم موضوع الامتحان لكنكم تستطيعون ضمان نتيجتكم إذا أتقنتم التعلّم الحقّ والفهم الصحيح والمنهجية السليمة.
وستظل ظاهرة التكهنات في موضوعات الامتحان امتحانا آخر لنا جميعًا: للأساتذة للتلاميذ للإدارة وللأولياء. إنها اختبار للضمير وللإخلاص وللإيمان بأن التعلّم رحلة ممتدة لا اختزال فيها.. إن من يزرع اليوم الوعي بكيفية التحصيل الصحيح سيحصد لاحقًا أجيالًا تبني الأوطان بالكفاءة لا بالحظ. وذاك هدف التعليم الحقيقي: إعداد عقول واعية قادرة على إنتاج المعرفة لا تكرارها فحسب.
/////
بعض الأساتذة.. بين السمسرة والكهنوت!
أ.زليخة زلاقي
نحن نعيش في زمن أبلغ ما يقال عنا فيه أننا فقدنا بوصلة قيمنا فتاهت مرامينا وأهدافنا وما عاد لأفكارنا معنى أو قيم كل شيء أصبح يخضع للعرض والطلب فالإنسان بعد أن كان يحيا من أجل أن ينتج أصبح مُنتَجًا قد يباع ويُشترى.. ومع خدمة التوصيل السريع قد يفقد هذا الأخير القدرة على الحركة إذ أن كل ما يرغب فيه يكون بين يديه في لحظة.
هذا هو حالنا اليوم مع تلاميذنا خاصة في الأقسام النهائية طلاب أضحوا مجرد عُملات بشرية في سوق افتراضية لكن عائداتها أضخم ووارداتها أكبر من أي سوق أخرى واقعية.. فالتاجر هذه المرة سمسار من العيار الثقيل تاجر برتبة أستاذ. لكنه مع مرور الوقت سيرتقي إلى مقام الكاهن الملهم.. لقد بلغ السيل الزبا وتجاوز حد السمسرة في الدروس كل الحدود وخرج عن كل الأطر.. نعم قلنا: إن الدروس الخصوصية صارت ضرورية بسبب المناهج الصعبة التي أرقت التلاميذ وأولياءهم وقبلهم الأستاذ الذي سيكون المُلام الأول والثاني والأخير..فأي تقصير منه يعد خطيئة يعاقبه بموجبها الولي والتلميذ والحجر والشجر.. ومن هنا صار لزاما البحث عن بديل عقلاني يرجح الكفة ويعيد توازن المعادلة الصعبة تلميذ ناجح =أستاذ نظامي (يعطي مفاتيح الدرس) + مدرس خصوصي (يفكك ويحلل) والنتيجة تلميذ متميز يحفظ فضل الأستاذ الأول ويثمن مجهود الثاني.
لكن لما تختل المعادلة بسبب التجار السماسرة الذين ذاقوا طعم الربح في سوق التربية جعل كفه الأستاذ النظامي تهوي لدرجة انه فقد هيبته ووقاره وقيمته الاجتماعية فكل الألسن ستطاله وسيعزف عنه تلميذه والحجج جلية..
وطبعا الملاذ هو الأستاذ الخمس نجوم الرائج في كل المواقع البعيد القريب الموجود في الزمان والمكان أو بعبارة أخرى أستاذ التوصيل السريع الذي لا يتوانى ولا يركن للحظة ربما حتى ليلتقط أنفاسه فالطلب عليه يزداد وأسهم بورصته في تَنام مستمر.. وقانون الأسواق العالمية خاضعة للعرض والطلب وطبعا كلما كان المُنتَج فاتنا منمقا كان الطلب كثيرا وعلى هؤلاء الأساتذة الخمس نجوم التفكير في كيفية استقطاب عدد أكبر من الطلبة؟ كيف سيروجون لمُنتَجهم الفريد؟ ما الذي سيقدمونه للتلاميذ ويكون مميزا عما يقدمه أستاذ الثانوية أو الثانوية نفسها؟ عليه أن يبتكر أن يبدع أن يتفنّن أن يُقنع أن يحلب أكثر.. أن يتكهن.. وللكهانة فنون ومواسم أيضا و موسم الجني هو اقتراب موعد الامتحان النهائي. موعد استحلاب الجيوب.. وطبعا الحاجة أم الاختراع لكن هذه المقولة انعكست فأصبح الاختراع في خدمة الحاجة.. وقد لعبت التكنولوجيا دورا كبيرا في رواج مُنتَج هؤلاء.. قديما كان الأستاذ يدرس مجموعة من تلاميذ قريته ومدينته ومدرسته قد ينال بعضا من الثناء في فترة خدمته لكنهيركن في هدوء وينسى إبان تقاعده.. أما اليوم فقد غدا الأستاذ الفلاني أستاذا لكل تلاميذ الوطن والأستاذ العلاني مربيا لتلاميذ كثيرين..
وأصبحت الأستاذية مشاعا مرتعا لكل من سولت له نفسه اعتلاء الأستاذية.. كيف لا وهو يجول ويجوب يصول في كل أقطار البلاد في دورات مكوكية تُحجز له القاعات ومكبرات الصوت وتشغل الأضواء والتلاميذ طوابير طوابير..ويختمها بتصوير من هاتفه الخلوي لتتضح الصورة أكثر القاعات ملأى بالمئات..ولا أحد يسمع صدى الحجرات النظامية التي لم تسع العشرات.. ولا يعتقد أحد أننا ضد كل هذا لأنه كما قلنا صار مطلبا جماهيريا لم تستطع حتى الوصاية الوقوف في وجهه.. هذه الأخيرة التي ارتأت المشي مع التيار لكن حين يصل الحد بهؤلاء إلى التفكير بأنهم أعلى وأعلى وأنهم فوق الجميع وأنهم السبيل الوحيد للنجاح وأن ما يتكهنون به هو الأحق بأن يتبع.. وأن يحفظ هنا يجب أن نكتب ونشجب ونندد وندق ناقوس الخطر نعم إن ما يحدث في مراكز إجراء الامتحان بجعلك تقف وقفة حيرة وتيه حينذاك يراودك سؤال: كيف لو كان ولي التلميذة الملقاة غما وحسرة هنا؟ ألن يندم على ما أجزل في تلكم الدورة التي قدمت دروسا مخصوصة وغضت الطرف عن دروس مقررة أخرى؟ ماذا لو كان هذا الأستاذ الذي تكهن لها واقترح هنا؟ ماذا لو عاد بها زمنها بشهر للوراء هل كانت ستتبعه أم ستلزم ثانويتها وتنتبه لكل شاردة وواردة في فصلها النظامي؟ من المسؤول الآن؟ أغباؤها أم أستاذ ضرب كفه خبط عشواء؟..أسئلة كثيرة تجول في خاطر الحراس والأساتذة والأولياء والتلاميذ والوصاية تنتظر أجوبة مقنعة وبوصلة تائهة ترقب مؤشر شمالها يعيد الموازين لنصابها.. ولعل أهم ميزان هو ميزان القيم وثانيها المسؤولية والجزاء.. فلو التزمالأساتذة أهل الاختصاص باختصاصهم وقدموا كل ما لديهم في أقسامهم لما طفت ظاهرة الدرس الخصوصي الذي بات ملحا.. وحتى لا نعمم فلكل قاعدة استثناء وإني على يقين أن الاستثناء هو القلة الذين لا يؤدون واجبهم وللأسف طال الجرم فعم ..
على الوصاية ما يأتي:
- السعي الجاد لإعادة الهيبة للمدرسة النظامية واحتساب الحضور في معدل القبول أو الرسوب وبهذا تقطع الطريق على التجار السماسرة الذين يعرفونتوقيت اصطياد الفريسة.
- التقليل من المناهج والمقررات وإعادة صوغها في قوالب يسيرة مفهومة تتناسب وطبيعة الجيل كتعميم استراتيجيات التعلم النشط في الثانويات إذ أنها تعد وسيلة تعليمية مسلية.
- تقنين الدورات التي يقدمها أساتذة التوصيل السريع وضبط العدد.
- إلغاء العتبة لأنها أنتجت تلميذا لا يجتهد ولا يفكر بل الأدهى والأمر أنها جعلته تحت وطأة كهنة غايتهم استقطاب إعجابات عبر المواقع الإلكترونية تعود عليهم بمداخيل يوتيوب وجبايات على الأولياء الراغبين في نجاح أبنائهم ولا يهم المستوى.. المهم أن يكتب في قائمة الناجحين المتفوقين حفظا لا إبداعا أو تفكيرا.
- وأخيرا إعادة التربية والتعليم للتربية والتعليم وإخراجها من كهنوت وسمسرة أساتذة التوصيل السريع .
/////
كل درس هو مقترح للامتحان دون استثناء
رفيقة تيرزي
في كل سنة يقبل الآلاف من أبنائنا وبناتنا على اجتياز امتحان السنة النهائية لكل طور تعليمي.. وتجد التلاميذ والطلاب يرهنون سنة كاملة من عمرهم الدراسي بأسبوع واحد من تلك السنة وهو أسبوع الامتحانات النهائية فيمضون أوقاتهم بين الدراسة في المدارس وتلقي دروس الدعم والتقوية بعد أوقات الدراسة والجميع يركز على مواضيع تم تدريسها في المدارس ومراجعة أكبر عدد من المواضيع التي يتم اقتراحها من قبل المدرسين وكذا الكتب المساعدة التي تجمع أكبر عدد من نماذج الامتحانات النهائية السابقة.
وينتقل التلاميذ والطلبة بين هذا وذاك بكد وجد وبين خوف وأمل..وكلما اقترب موعد الامتحانات زاد الضغط على التلاميذ والطلبة.. وفي أغلب الأحيان نجد جل الأساتذة والمدرسين يضعون مجموعة من المقترحات التي يعدونها شبه مؤكدة كنموذج للامتحان النهائي ويزيدون من دروس التقوية والدعم بينما نجد وزارة التربية تختار مجموعة من الأساتذة الذين تراهم ذوي كفاءة عالية ولهم أقدمية ويتصفون بالحكمة والحنكة لوضع أسئلة الامتحانات النهائية وفي منتهى السرية والكتمان وبينما هم يتشاورون في اختيار مواضيع الامتحانات التي يتوقع أغلبية الطلبة أنها قد تكون من الفصل الأخير من البرنامج الدراسي وأحيانا قد تتعدى إلى الفصل الثاني وفي أغلب الأوقات تعتمد على الحفظ أكثر من الفهم وهذا مجرد رأي ليس باليقين.. ولكن عندما يحين وقت الامتحان وتدق ساعة البدء تتوقف كل التكهنات ويقطع الشك بالجزم فترى الوجوه مصفرة حائرة والصمت يسود كل المؤسسات التربوية التي تحتضن الامتحانات والقلوب وجلة تنتظر بخوف توزيع الأوراق لمعرفة محتواها.
وبعد كل ذلك الضغط يتم توزيع أوراق الامتحان أخيرا فترى الوجوه تتلون بين المشرقة للذين يرون أن الأسئلة في متناولهم ووجوه مصفرة ممن يرون أن الامتحان صعب والأسئلة غير متوقعة وربما مبهمة برأيهم.
ولقد لمسنا في بعض المرّات وضع أسئلة من الفصل الأول وربما من الدروس الأولى للبرنامج الدراسي هنا وجدنا الكثير من أصحاب القضية من الأساتذة والمتمدرسين الذين رأوا أن هذا الموضوع إجحاف بحق الطالب والتلميذ وعَدُّوه خروجا عن المعتاد ولكن هل تلك هي المعضلة الحقيقية!برأيي: لا ولكن وكرأي شخصي حبذا لو يضع الأساتذة المشرفون على وضع الأسئلة في الامتحانات النهائية أنفسهم محل التلميذ الذي يتقدم للامتحانات لمعرفة شعوره حين يتلقى الأسئلة هل سيصدم أم سيفرح أم أنه تائه بين الوضوح والغموض فعندما نضع أنفسنا محل التلميذ الذي أمضى سنة كاملة في المدرسة والتحضير والحفظ من أجل هذه اللحظة سيشعر ذلك الأستاذ بمشاعره ويدرك ماهو جيد له وما الذي ينصفه فأحيانا نجد الأسئلة تختصر في بعض المواضيع التي طرحت من باب الشرح والفهم ولم يتم نقلها على الدفاتر وهنا فقط أولئك الذين كانوا يركّزون في الدرس ويحفظون كل شاردة وواردة هم الذين يستطيعون معرفة الأجوبة عن تلك الأسئلة.. لذا يجب على التلميذ ألا يركز على ما درسه في الفصل الأخير فحسب بل عليه مراجعة كل ما تلقاه من دروس في برنامجه الدراسي منذ بداية السنة كما عليه التركيز والثقة في النفس لاجتياز الامتحان كأي امتحان عادي حتى يتفادى الضغوطات النفسية التي تسبب له الشتات والهلع مما ينسيه ما درسه وحفظه من قبل.. وعليه الاسترخاء والهدوء واسترجاع المعلومات التي حفظها في العام كله سواء ما كتبه على الدفاتر وما تلقاه شفهيا.. وهنا نجد أن التركيز على كل ما تلقاه التلميذ منذ بداية السنة الدراسية وحتى آخر درس من الفصل الأخير هو مقترح للامتحان ولا يستثنى درس عن آخر وعليهم التوكل على الله ثم التركيز والتركيز والتركيز.. وفي النهاية نتمنى لأبنائنا التوفيق والنجاح إنشاء الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.