بين العادة والغرابة خرافات تطال مناسبة عاشوراء تحلّ علينا مناسبة عاشوراء يوم الأحد القادم وتستعد العائلات لإحيائها كمناسبة دينية عظيمة ترتبط عندنا بإتيان ركن الزكاة والصوم كما ترتبط ببعض العادات والطقوس المتوارثة على غرار قص أطراف الشعر وتخضيب الأيدي بالحناء وغيرها لكن هناك عادات خارجة عن المألوف وغريبة إلى جانب بعض الخرافات التي تتناقلها منشورات عبر الوسائط الاجتماعية عشية المناسبة. نسيمة خباجة اقترنت مناسبة عاشوراء وهي الذكرى التي نجّا فيها الله تعالى نبينا موسى وقومه من بطش فرعون بالصيام والزكاة والذكر وتلاوة القرآن في مجتمعنا كجوانب روحية لا نقاش فيها إلى جانب التمسك بالعادات الاجتماعية وفي مقدمتها تحضير عشاء تقليدي للمّ شمل العائلة والالتفاف حول المائدة بهدف تقوية الروابط الأسرية لكن هناك بعض الخرافات التي طالت المناسبة والتي لا علاقة لها بالأبعاد الدينية والقيم السامية ليوم عاشوراء إلا أنها غُرست في بعض العقول للأسف ورُوّج لها عبر الوسائط الاجتماعية. الكحل وقص الشعر اقترنت في مجتمعنا بعض العادات المألوفة منذ زمن بعيد بالاحتفال بعاشوراء وارتبطت ارتباطا وثيقا بإحياء المناسبة على غرار وضع الكحل في العيون فرحا بالمناسبة إلى جانب قص أطراف الشعر للبنات والنسوة تيمنا بالكثافة وزيادة الطول. تقول الحاجة يمينة في العقد السابع إن هناك عادات كانت تمارس في عاشوراء ومازالت حاضرة لدى الكثير من العائلات إلى يومنا هذا فإضافة إلى تحضير الأكلة التقليدية في كل بيت تُنظم سهرات عائلية لأفراد الأسرة وتكون كبيرة العائلة قبطان السفينة إذ تصطف الحفيدات لتضع الجدة لهن الكحل في العيون بالإضافة إلى تصفيف شعرهن على شكل ضفائر وقص بعض المليمترات منه على حافة الضفيرة بهدف كثافة الشعر والزيادة في طوله من دون تفويت عادة ربط الحناء طبعا بمناسبة عاشوراء وكانت أجواء مميزة تزرع البهجة والراحة في القلوب بعيدا عن العادات الغريبة التي باتت تلحق المناسبة الدينية والتي بتنا نسمعها على غرار تجديد الأسحار والتركيز على فئة الأطفال لخطفهم وتقديمهم كقرابين للسحرة والشياطين والعياذ بالله... تقول محدثتنا. بالفعل انتشرت منشورات تحذّر من استهداف الأطفال لاختطافهم عشية عاشوراء وهو السيناريو المتكرر خلال كل سنة مع اقتراب المناسبة التي يستغلها البعض للقيام بالأفعال الشيطانية والعياذ بالله في حين أنها مناسبة سنوية عظيمة من أجل أداء الزكاة وجعل نصيب من أموال الأغنياء للفقراء والمحتاجين والصوم لكسب الأجر. حناء عاشوراء للزواج تداولت وعلى نطاق واسع قبيل عاشوراء فيديوهات ومنشورات تفيد وضع الحناء للعازبات من أجل تسريع الزواج وحسب تلك المنشورات فإن حنّة عاشوراء فعّالة للوصول إلى الغاية بحيث يتم ربط الحناء لمدة ثلاثة أيام على التوالي وتضعها الفتاة العزباء لتسريع زواجها مع بعض المراحل التي يُحتمل فيها الانغماس في أمور الشعوذة والعياذ بالله فالفأل الحسن هو أمر مشروع أوصانا به نبينا الكريم خيرا لكن بعض الأمور والخطوات لا يتقبلها عاقل تبنّتها بعض القنوات والصفحات مستغلة اقتراب مناسبة دينية عظيمة للترويج لمحتوياتها وجذب المتابعين بتلك الخزعبلات والخرافات. تقول الآنسة منال في العقد الثالث إنها وقفت بالفعل على تلك المنشورات التي يُروّج لها بشكل واسع إلا أنها لا تهتم بها وما جذبها للاطلاع عليها هو الفضول فالزواج هو رزق من الله سبحانه وتعالى ولا يأتي بتلك الأمور فوضع الحناء هو أمر مشروع لكن تبخيرها أو تجفيفها أو وضعها في شرفة البيت ليلا هي خزعبلات خارجة عن المألوف وقد تسبّب الريبة والشكوك. تبقى مناسبة عاشوراء مناسبة دينية عظيمة يُحييها الجزائريون بمظاهر روحية وعادات اجتماعية بحيث تُفتح المساجد للذكر وجمع الزكاة لمساعدة الفقراء كما يكون فيها الصوم لكسب الأجر والثواب وتتمسك بعض الولايات بعادة الوزيعة وذبح العجول لتوزيعها على أهل القرى والمداشر في مشاهد تعكس أسمى معاني التكافل الاجتماعي والتراحم بين أبناء الوطن الواحد.