افتتاح ملتقى طب الأمراض التنفسية بالجزائر: الصحّة رهان أمام التحديات البيئية هناك علاقة وطيدة بين الأمراض المكتسبة والبيئة التي نعيش فيها إذ يربط المختصون والأطباء البيئة السليمة بالجسد السليم والعكس صحيح فالإنسان بطبعه يعيش في محيط ويتأثر ولا يمكن تحقيق صحّة عمومية مستدامة دون بيئة سليمة بعيدة عن مظاهر التلوث والغازات المحروقة ودخان السيارات إلى جانب التدخين الذي يعد سببا في الإصابة بالأمراض التنفسية والصدرية. نسيمة خباجة أكد وزير الصحّة السيد محمد صديق آيت مسعودان بالجزائر العاصمة أنه لا يمكن تحقيق صحّة عمومية مستدامة دون بيئة سليمة. وفي كلمة له قرأها نيابة عنه رئيس ديوان وزارة الصحّة السيد حاج معطي خليل رضا بمناسبة افتتاح الملتقى الثالث للجمعية الجزائرية لطب الأمراض التنفسية المنظم بالتزامن مع الملتقى الأول للرابطة العربية لأطباء الأمراض الصدرية قال السيد مسعودان إن السياسة المتعلقة بالصحّة العمومية أصبحت تشمل من الآن فصاعدا المراقبة الوبائية للأمراض التنفسية المرتبطة بالبيئة باعتبار ان الصحّة والبيئة وجهين متلازمين لسياسة وطنية واحدة لتحقيق التنمية المستدامة . رهان الصحّة والتحدّيات البيئية وبعد أن ثمّن اختيار الملتقى الثالث للجمعية الجزائرية لطب الأمراض التنفسية لشعار الرئة والبيئة اعتبر الوزير أن اختيار هذا الموضوع يحمل دلالة خاصة في وقت تتضاعف فيه التحديات البيئية وتزداد آثارها وضوحا على الصحّة التنفسية مضيفا أن مكافحة الأمراض التنفسية المرتبطة بالبيئة تعتمد قبل كل شيء على الوقاية والتوعية من خلال تشجيع أنماط الحياة السليمة والحد من التدخين وتعزيز السلامة في أماكن العمل . وأكد السيد مسعودان في هذا الإطار دعم الوزارة المستمر للبحث العلمي من خلال تعزيز مراكز الاستكشاف الوظيفي للرئة وتوطيد التعاون بين القطاعات لمراقبة جودة الهواء وكذا تطوير برامج التوعية والوقاية الموجهة للسكان . وبعد تسلمه رئاسة الرابطة العربية لأطباء الأمراض الصدرية من الطبيب الأردني الدكتور محمد حسن الطراونة أكد رئيس الجمعية الجزائرية للأمراض التنفسية البروفيسور مرزاق غرناوط بدوره ان الملتقى الثالث للجمعية الجزائرية لطب الأمراض التنفسية المنظم بالتزامن مع الملتقى الأول للرابطة العربية لأطباء الأمراض الصدرية جمع بين ثلة من الخبراء الجزائريين والعرب والأوروبيين لبحث تأثير العوامل البيئية على صحّة الجهاز التنفسي وتبادل أحدث الدراسات والتجارب العلمية في مجالات الوقاية والتشخيص والعلاج . بروتوكول عربي لمكافحة التدخين أوضح أن الحدثين يركزان على تأثير التغيرات المناخية وتلوث البيئة على صحّة الجهاز التنفسي وعلى أهمية وضع رؤية عربية مشتركة للتخفيف من تداعيات هذه الظاهرة على المواطنين وأضاف أنه تم بالمناسبة تناول ملفات محورية يوجد من بينها إقرار بروتوكول عربي لمكافحة التدخين وتعزيز التعاون العربي في تشخيص ومعالجة الأمراض المهنية وتبادل الخبرات الطبية بين الدول العربية والأجنبية . أكد الأمين العام للرابطة العربية للأطباء الأمراض الصدرية الدكتور محمد حسن الطراونة من جانبه على الدور الريادي الذي تلعبه الجزائر في دعم البحث العلمي وتطوير المنظومات الصحية العربية كما أشار إلى أن الملتقى الأول للرابطة العربية لأطباء الأمراض الصدرية يمثل منصة لتوحيد الجهود الطبية العربية وتوجيهها نحو مواجهة التحديات الصحية المتصاعدة بفعل التغيرات المناخية . ومن جهته نوه رئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي البروفيسور كمال صنهاجي بالأهمية البالغة التي يكتسيها هذا اللقاء المزدوج الذي يسمح بعرض التجارب الجزائرية والعربية وحتى الأوروبية في مجال مكافحة الأمراض الصدرية. وأضاف ان الحدثين اللذين عرفا حضور هيئات طبية عالمية كبرى على غرار الجمعية الأمريكية للأمراض الصدرية والجمعية الأوروبية للأمراض التنفسية ورابطة أطباء حوض البحر الأبيض المتوسط والرابطة الأفريقية لأطباء الأمراض الصدرية من شأنهما الخروج بتوصيات هامة لتحقيق صحّة عمومية مستدامة وقد تمّ في الاخير تكريم ثلاثة أطباء مختصين في الأمراض الصدرية قدموا خدمات جليلة في هذا المجال حيث تمّ منح جائزة بيار شولي للبروفيسور السيدة عرجون وجائزة جيلالي العرباوي للبروفيسور يحي برابح وجائزة شريك التي منحت للمرحومة خديجة علي قاسم.