شهادة أممية مؤلمة حول معاناة قاتلة المنخفض الجوي يُهدّد بكارثة في غزّة تكافح الفرق الميدانية للتعامل مع المنخفض الجوي الذي يضرب قطاع غزّة المحاصَر في ظل قيود مفروضة وإغلاق المعابر مما يمنع وصول الإمدادات الإنسانية ولوازم الإيواء والبيوت المتنقلة خاصة مع غرق آلاف الخيام ويواجه مئات آلاف الفلسطينيين في غزّة هذا الواقع المأساوي بخيام بدائية مهترئة وغياب أدنى مقومات الحياة من أغطية وملابس شتوية تقيهم وأطفالهم قسوة الأمطار وفصل الشتاء. ق.د/وكالات حذّر رئيس اتحاد بلديات قطاع غزّة يحيى السراج من تداعيات خطرة مع دخول منخفض جوي جديد إلى القطاع ووصفه بأنه قد يكون أشد قسوة من سابقه في ظل الدمار الواسع وتقييد الاحتلال دخول مواد الإغاثة والطوارئ. وقال السراج الذي يشغل أيضا منصب رئيس بلدية غزّة إن المنخفض الجوي الجديد دخل في وقت لم يتعافَ فيه القطاع من آثار المنخفض السابق ونحذر من مخاطر كبيرة في ظل غياب المأوى الآمن وانعدام وسائل التدفئة . وأكد السراج أن المخاطر تتضاعف مع استمرار الأحوال الجوية القاسية محذرا من احتمالات متزايدة لغرق الخيام ومراكز الإيواء خاصة في المناطق المنخفضة والمكتظة بالنازحين. وأضاف رئيس اتحاد بلديات قطاع غزّة أن فرق الطوارئ في البلديات بالتعاون مع الدفاع المدني تعمل على مدار الساعة للحد من الأضرار لكن نقص الوقود يشكل عائقا رئيسيا أمام تشغيل الآليات ومحطات الضخ. وأشار إلى أن انهيارات محتملة تهدد المباني السكنية المتضررة التي يقيم فيها نازحون لافتا إلى أن المنخفض السابق أدى لانهيار 13 مبنى وانتشال جثامين 11 فلسطينيا من تحت الأنقاض حسب المكتب الإعلامي الحكومي. وأوضح السراج أن المنخفض الأخير خلّف دمارا واسعا طال آلاف الخيام وأغرق مئات مراكز الإيواء مما أدى إلى تشريد آلاف العائلات مجددا في ظل نقص حاد في الآليات والوقود لدى البلديات وعدم إدخال مواد البناء اللازمة لإصلاح البنية التحتية خاصة شبكات تصريف مياه الأمطار. ودعا السراج المؤسسات الدولية والأممالمتحدة والدول الوسيطة إلى التدخل العاجل لإدخال الكرفانات والمساكن المؤقتة وتوفير مساعدات إغاثية عاجلة تشمل ملابس شتوية وأغطية ووسائل تدفئة للتخفيف من معاناة الأهالي. ومساء الاثنين تسببت الأمطار الغزيرة المصاحبة للمنخفض في غرق مئات خيام النازحين وتطاير عدد كبير منها خصوصا في منطقتي الشاليهات وتل الهوا غربي مدينة غزّة. وقالت المصادر إن مئات من خيام النازحين في مناطق عدة بقطاع غزّة تعرضت للغرق مع تجدد هطول الأمطار الغزيرة على القطاع. ويعيش مئات آلاف الفلسطينيين أوضاعا مأساوية لافتقارهم لأدنى مقومات الحياة من خيام وأغطية وملابس شتوية تقيهم وأطفالهم أمطار الشتاء وبرده وتفرض سلطات الاحتلال قيودا وعراقيل كبيرة أمام إدخال المعونات الإغاثية لسكان القطاع. من جانبه قال مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة إسماعيل الثوابتة إن أكثر من ربع مليون نازح من أصل نحو 1.5 مليون يعيشون في خيام ومراكز إيواء بدائية لا توفر الحد الأدنى من الحماية. وأوضح الثوابتة أن الاحتلال يمنع إدخال 300 ألف خيمة وبيت متنقل وتغلق المعابر أمام مواد الإغاثة والطوارئ رغم التزاماتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في أكتوبر الماضي. *حفاة في البرد القارس.. الى ذلك حذر المتحدث باسم منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) جوناثان كريكس من أوضاع إنسانية مقلقة للغاية يعيشها أطفال قطاع غزّة في ظل المنخفض الجوي وسوء الأحوال الجوية مؤكدا أن حجم الاحتياجات كبير للغاية. وأكد كريكس أن الحاجة الحقيقية تتمثل في إعادة بناء المنازل بشكل كامل باستخدام الخرسانة لمَن يعيشون في الخيام مشددا على ضرورة توفير مأوى مناسب يحفظ كرامة الغزيين وأطفالهم. وأضاف أن الأمطار التي تهطل بغزارة تتسبب في دخول المياه إلى الخيام مما يعرّض الأطفال لمخاطر أكبر للإصابة بالأمراض وانتشارها. وعلى هامش زيارته مدينة غزّة قال المتحدث الأممي في فلسطين إنه شاهد أطفالا حفاة وقد تبللوا بالكامل في طقس بارد ودرجات حرارة منخفضة مشيرا إلى أن معظم هؤلاء الأطفال يعيشون داخل خيام في ظروف معيشية صعبة للغاية . وحسب المتحدث فإن هؤلاء الأطفال يعانون من أعراض الزكام إلى جانب صعوبات كبيرة تتعلّق بالنظافة الشخصية إذ لا يستطيعون الاستحمام واصفا المشهد بأنه محزن بشكل كبير . وأشار إلى أنه أثناء وجوده على الطريق الساحلي شاهد خيما اقتلعتها الرياح من أماكنها في وقت كان يحاول فيه الأهالي وأطفالهم التمسك بها معتبرا أن ذلك يجعل الوضع مقلقا للغاية . ووفق كريكس فإن زيارته لغزّة جاءت في إطار توزيع يونيسيف ملابس شتوية من أجل محاولة إبقاء الأطفال دافئين شملت سترات وأحذية وقبعات وقفازات. لكنّه شدد في المقابل على أن حجم الاحتياجات يفوق بكثير ما تم تقديمه في ظل العدد الكبير من الأطفال الذين يعيشون في الخيام ودمار معظم المباني مؤكدا الحاجة إلى مضاعفة كميات الملابس الدافئة وإيصال مزيد من المساعدات. كما قال إن جهود يونيسيف لا تقتصر على توزيع الملابس الشتوية مشيرا إلى أن المنظمة وزعت أيضا 600 ألف بطانية و7 آلاف خيمة إضافة إلى أغطية بلاستيكية واقية لكنّه أقر بأن هذه الكميات ليست كافية في ظل حجم الاحتياجات وصعوبة المهمة خلال الظروف الحالية. وتشهد مناطق عدة في غزّة منذ أيام غرق مئات الخيام جراء هطول الأمطار وعاش النازحون في الخيام وضعا مأساويا بسبب العجز ونقص الوسائل لدى الدفاع المدني. وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة إن 12 شخصا لقوا حتفهم أو في عداد المفقودين جراء سوء الأحوال الجوية خلال الأيام الأخيرة وإن 13 مبنى على الأقل انهارت و27 ألف خيمة غمرتها المياه.