دورات 2002 و2004 و2006··· الكاميرون.. تونس ومصر فوق منصّة التتويج

نخصّص حلقة هذا العدد لثلاث دورات، ويتعلّق الأمر بدورة 2002 التي جرت في مالي والدورة الموالية التي جرت في تونس عام 2004 ودورة 2006 التي جرت في مصر، وباستثناء الدورة الأخيرة شارك منتخبنا الوطني في الدورتين الأوليتين لكن نتائجه تباينت من دورة إلى أخرى، وهو ما سنتعرّف عليه حالا في هذا العدد·
إعداد: كريم مادي
*** الدورة الثالثة والعشرون (مالي 2002).· الكاميرون بضربات الجزاء
اختيرت دولة مالي لاِحتضان الدورة الثانية والعشرين، ولأوّل مرّة تلعب البطولة في هذا البلد الذي ما يزال إلى حدّ اللّحظة يبحث عن تاج قارّي، لكن هذا التاج الذي راهن الماليون على الحصول عليه لم يتحقّق في الدورة التي جرت فوق أرضهم في نهاية شتاء عام 2002·
على غرار الدورات الثلاث الأخيرة حافظت دورة مالي على نفس تركيبة وطريقة المنافسة، بمشاركة 16 منتخبا مقسّمين على أربع مجموعات وكلّ مجموعة تضمّ أربعة فرق، يتأهّل الأوّل والثاني إلى الدور الثاني· الحضور الجزائري تواصل في الأدوار النّهائية لكأس أمم إفريقيا، لكن دون أيّ نتيجة بسبب تواضع مستوى لاعبينا الذين قادهم في هذه الدورة المدرّب رابح ماجر· إضافة إلى المنتخب الجزائري شارك في دورة مالي كلّ من مصر، كوت ديفوار، غانا، جمهورية الكونغو، نيجيريا، زامبيا، المغرب، السنغال، بوركينا فاسو، الطوغو، جنوب إفريقيا، ليبيريا، الكاميرون بطل الدورة الأخيرة ومالي منظّم البطولة، ويلاحظ في قائمة غياب المنتخب التونسي بعد أن أقصي في التصفيات· شهد اللّقاء الافتتاحي بين المنتخبين المالي والليبيري الذي لعب يوم 19 جانفي 2000 في العاصمة بماكو تعادلهما بهدف لمثله، وفي اللّقاء الثاني شهد خسارة منتخبنا الوطني أمام نيجيريا بهدف دون·
الجولة الثانية شهدت تعادل جميع المنتخبات، ففي اللّقاء الأوّل بين نيجيريا ومالي افترق الجميع بدون تسجيل أيّ هدف، وبهدفين لمثلهما انتهت مواجهة الجزائر وليبيريا، اللّقاء الثالث للجزائر خسره أمام مالي بهدفين لصفر فودّع البطولة ليتأهّل عن هذه المجموعة مالي وليبيريا· من جهة أخرى، لعنة الإقصاء طاردت المنتخب المغربي الذي حلّ ثالثا في المجموعة الثانية بعد كلّ من المنتخبين الجنوب الإفريقي والغاني، وتميّزت مباراة المجموعة الثالثة بمفاجأة من العيار الثقيل بإقصاء المنتخب الإيفواري من المنافسة في الدور الأوّل، فيما بلغ المنتخبان الكاميروني وجمهورية الكونغو الدور الثاني دون عناء·
في المجموعة الرّابعة والأخيرة فشل المنتخب التونسي من بلوغ الدور الثاني بعد أن حلّ في الصفّ الثالث بعد كلّ من المنتخبين السنغالي والمصري، فيما حلّ المنتخب الزّامبي في الصفّ الرّابع والأخير· وكما كان منتظرا حملت مباريات الدور ربع النّهائي مواجهات في غاية الإثارة والتنافس، فاللّقاء الأوّل بين جنوب إفريقيا ومالي انتهى بفوز أصحاب الأرض بهدفين دون ردّ، فيما فاز في اللّقاء الثاني المنتخب النيجري على نظيره الغابوني بهدف يتيم، وفي اللّقاء الثالث تأهّل منتخب الكاميرون على حساب مصر بهدف دون ردّ، فيما تأهّل في اللّقاء الأخير المنتخب السنغالي على حساب منتخب الكونغو بهدفين لصفر· وقد حملت مباريات الدور نصف النّهائي تأهّل كلّ من المنتخبين السنغالي والكاميروني، الأوّل بهدف لصفر على حساب مالي والثاني على حساب وصيف الدورة الأخيرة نيجيريا بنتيجة ساحقة (3/0)· أمّا اللقاء الترتيبي لتحديد المركزين الثالث والرّابع فقد عاد للمنتخب النيجيري الذي تفوّق بهدف لصفر على المنتخب المالي. المباراة النّهائية جمعت بين المنتخبين السنغالي والكاميروني، ورغم تمديد اللّقاء إلى الوقت الإضافي إلى أن شباك المنتخبين بقيت عذراء، لكن ضربت الجزاء ابتسمت للكاميرون ليفوز زملاء صامويل إيتو بالكأس للمرّة الثانية على التوالي والرّابعة في تاريخ الكاميرون بعد دورتي كوت ديفوار عام 1984 والمغرب 1988، فيما خسر نهائي 1986 أمام المنتخب المصري، وهي المرّة الوحيدة التي لم يحالف فيها الحظّ منتخب (الأسود غير المروّضة) في ضربات الجزاء، فيما عاد لقب أحسن هدّاف لثلاثة لاعبين ويتعلّق الأمر بكلّ من الكماميرونيين باتريك أمبوما وأولمبي ألميحيري أغاهاوا·
*** الدورة الخامسة والعشرون (تونس 2004).. نسور قرطاج لأوّل مرّة على حساب أسود الأطلس
بعد دورتي عامي 1965 و1994 اللتين نظّمتهما تونس، أسند تنظيم الدورة الرّابعة والعشرين للمرّة الثالثة لتونس الخضراء، وهي الدورة التي ابتسمت في آخر المطاف لأصحاب الأرض في نهائي مغاربي خالص أمام أسود الأطلس، فيما اكتفى منتخبنا بالتأهّل إلى الدور الثاني فقط·
على غرار الدورات الأربع الأخيرة لم يطرأ أيّ تغيير على نمط المنافسة، حيث شاركت 16 منتخبا قسّموا إلى أربع مجموعات بالتساوي، يتأهّل الأوّل والثاني عن كلّ مجموعة إلى الدور الثاني، على أن تلعب المباريات فيما بعد بنظام الكأس بخروج المغلوب· ضمّت المجموعة الأولى التي وضع على رأسها منظّم البطولة تونس إضافة إلى كلّ من جمهورية الكونغو الديمقراطية، غينيا ورواندا، فيما ضمّت المجموعة الثانية كلاّ من بوركينا فاسو، كينيا، مالي والسنغال، أمّا المجموعة الثالثة التي ترأسها حامل اللّقب المنتخب الكاميروني فضمّت منتخبات الجزائر، مصر وزيمبابوي وأمّا المجموعة الرّابعة والأخيرة فضمّت منتخبات المغرب، إفريقيا الجنوبية، نيجيريا والبنين·
أعطيت إشارة انطلاقة البطولة بملعب رداس بالعاصمة التونسية بين المنتخبين التونسي والرواندي، وكما كان منتظرا تمكّن أصحاب الأرض من تحقيق الفوز بهدفين لواحد، وبنفس النتيجة انتهت المباراة الثانية لمصلحة المنتخب الغيني أمام المنتخب الرواندي· الجولة الثانية شهدت انفراد المنتخب التونسي بريادة المجموعة بفوزه الساحق على المنتخب الكونغولي بنتيجة لا تقبل أيّّ جدل (3/0)، فيما انتهت المواجهة الثانية بين المنتخب الغيني والرواندي بالتعادل هدف لمثله· ورغم تعادل رواندا في مواجهته الثانية إلاّ أنه فشل في بلوغ الدور الثاني بالرغم من فوزه على المنتخب الكونغولي بهدف دون ردّ، فيما انتهت مواجهة تونس وغينيا بالتعادل هدف لمثله· احترم المنطق إلى حدّ كبير في المجموعة الثانية بتأهّل المنتخبين المالي والسنغالي إلى الدور الثاني بعد أن حلّ الأوّل في الصفّ الأوّل والثاني في الصفّ الثاني على حساب المنتخبين البوركينابي والكيني·
في المجموعة الثالثة فاجأ المنتخب الوطني كلّ المتتبّعين ببلوغه الدور الثاني على حساب المنتخب المصري، ورافق المنتخب الكاميرون فيما توقّفت مسيرة مصر وزيمبابوي في الدور الأوّل· بلغ عن المجموعة الرّابعة والأخيرة إلى الدور ربع النّهائي المنتخبان المغربي والنيجري بسهولة نوعا ما، فيما وصف إقصاء المنتخب الجنوب الإفريقي بالمفاجأة· وقد حملت مباريات الدور الثاني مواجهات كبيرة، ففي اللّقاء الأوّل التقى المنتخبان التونسي والسنغالي، وكانت الغلبة كما كان منتظرا لأصحاب الأرض بنتيجة هدف دون ردّ، فيما انتهت مواجهة مالي والبنين لمصلحة الأوّل بهدفين لواحد· في المواجهة الثالثة تمكّن المنتخب النيجري من إقصاء منتخب الكاميرون بهدفين لواحد. اللّقاء الأخير من هذا الدور كان مغاربيا خالصا بين منتخبنا الوطني وأسود الأطلس، وانتهى لمصلحة هذا الأخير بثلاثة أهداف لواحد، وبذلك اكتملت أضلاع المربّع الذهبي وتعلّق الأمر بتونس، المغرب، نيجيريا ومالي·
التقى في اللّقاء الأوّل في المربّع الذهبي المنتخب التونسي بنظيره النيجيري وانتهى لمصلحة التونسيين بضربات الجزاء بعد انتهاء الوقت القانوني والإضافي بالتعادل هدف لمثله، وفي اللّقاء الموالي تمكّن المنتخب المغربي من بلوغ النّهائي على حساب المنتخب المالي بنتيجة لا تقبل أيّ جدل (4/0)، وبالتالي كسب أسود الأطلس اللّقاء النّهائي· وقبل إقامة المباراة النّهائية نشّط المنتخبان الجريحان المالي والنيجري المباراة الترتيبية من أجل المركز الثالث والرّابع وكان الفوز حليف نيجيريا بهدفين لواحد· اللّقاء النّهائي الذي لعب يوم 14 فيفري 2004 بملعب رادس بتونس أمام 60 ألف متفرّج أداره الحكم السنغال فال أنداي، انتهى لمصلحة التونسيين بهدفين لواحد أمام المغرب، سجّل لتونس كلّ من دوس سانتوس في الدقيقة الخامسة وزياد الجزيري في الدقيقة ال 57، فيما سجّل للمغرب اللاّعب مختاري في الدقيقة ال 38، أمّا لقب أحسن هدّاف فعاد لخمسة لاعبين بأربعة أهداف وتعلّق الأمر بكلّ من التونسي البرازيلي الأصل دوس سانتوس والمالي كانوتي والمغربي يوسف مختاري والكاميروني إيتو والنيجيري أوكوشا·
*** الدورة الخامسة والعشرون (مصر 2006)
مصر للمرّة الخامسة على حساب فيلة كوت ديفوار
بتنظيمها الدورة الخامسة والعشرين باتت جمهورية مصر العربية البلد الإفريقي الوحيد الذي ينظّم الأدوار النّهائية لكأس أمم إفريقيا أربع مرّات، سنوات 1959 و1974 و1986، فاز في اثنين وخسر في واحدة، لكن وبما أن المصريين استعدّوا جيّدا لهذه الدورة تمكّن زملاء حسان حسن من انتزاع لقب الدورة، لكن بشقّ الأنفس أمام المنتخب الإيفواري· دورة مصر غاب عنها المنتخب الجزائري بعد فشله في بلوغ الأدوار النّهائية·
أفرزت عملية القرعة تقسيم المجموعات الأربع على النّحو التالي: المجموعة الأولى التي وضع على رأسها منظّم البطولة المنتخب المصري، ضمّت كذلك منتخبات المغرب، كوت ديفوار وليبيا، فيما ضمّت المجموعة الثانية كلاّ من الكاميرون، جمهورية الكونغو، الطوغو وأنغولا، أمّا المجموعة الثالثة فضمّت منتخبات تونس، إفريقيا الجنوبية، غينيا وزامبيا، وأخيرا المجموعة الرّابعة ضمّت كلّ من نيجيريا، السنغال، غانا وزيمبابوي· لم يجد المنتخب المصري أيّ صعوبة في بلوغ الدور الثاني، والذي رافقه المنتخب الإيفواري فيما خرج المنتخبان المغربي والليبي في الدور الأوّل· في المجموعة الثانية لم يجد المنتخب الكاميروني أيّ صعوبة في بلوغ الدور الثاني بعد أن حقّق ثلاثة انتصارات متتالية تاركا الصفّ الثاني محلّ صراع بين منتخبي جمهورية الكونغو وأنغولا، فيما حلّ المنتخب الطوغولي في الصفّ الأخير· وعلى غرار المجموعة الثانية التي تصدّرها المنتخب الكاميروني بامتياز بحصده ثلاثة انتصارات، شهدت المجموعة الثالثة تحقيق المنتخب الغيني ثلاثة انتصارات كاملة في الدور الأوّل جعله يبلغ الدور الثاني بدون عناء، تاركا المرتبة الثاني لحامل لقب الدورة الأخيرة تونس·
أخيرا وفي المجموعة الرّابعة لم يجد المنتخب النيجيري أيّ صعوبة في بلوغه الدور الثاني بعد أن حلّ أوّلا بكسبه ثلاثة انتصارات كاملة· وقد حملت مباريات الدور الثاني تجريد المنتخب النيجيري للمنتخب التونسي من تاجه بعد فوزه عليه بضربات الجزاء عقب انتهاء الوقت القانوني بهدف لمثله والإضافي بنفس النتيجة· وقبل هذا اللّقاء كانت ثلاثة منتخبات قد بلغت الدور نصف النّهائي، في اللّقاء الأوّل تمكّن المنتخب المصري من هزم منتخب جمهورية الكونغو بأربعة أهداف لواحد، ثاني المتأهّلين كان المنتخب السنغالي الذي تمكّن من إقصاء المنتخب الغيني بفوزه عليه بنتيجة (3/2)، بينما المتأهّل الثالث كان المنتخب الإيفواري بضربات الجزاء على حساب الكاميرون بعد أن انتهى الوقت القانوني بالتعادل السلبي والإضافي هدف لمثله· وقد عرفت مباريات الدور نصف النّهائي فوز منتخب البلد المنظّم مصر على المنتخب السنغالي بهدفين لواحد، في لقاء احتضنه ملعب ناصر بالقاهرة أمام حوالي 80 ألف متفرّج، افتتح باب التسجيل في اللّقاء اللاّعب المصري أحمد حسن في الدقيقة ال 36، وبهدف دون ردّ انتهت المرحلة الأولى·
المرحلة الثانية شهدت عودة قوية للمنتخب السنغالي، الأمر الذي مكّن اللاّعب ممادو نيانغ من تعديل النتيجة في الدقيقة الثامنة من هذا الشوط، وبعد أن أسال لاعبو السنغال العرق البارد لزملاء محمد أبو تركية تمكّن اللاّعب عماد متعب قبل ثماني دقائق من النّهاية من توقيع الهدف الثاني أهّل منتخب بلاده إلى المباراة النّهائية، حيث التقى في النّهائي مع المنتخب الإيفواري بعد فوز هذا الأخير على المنتخب النيجيري بهد دون ردّ وقّعه اللاّعب المتألّق ديدي دروغبا في الدقيقة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ من المرحلة الثانية· وقبل إقامة المباراة النّهائية لعبت المباراة الترتيبية من أجل المركزين الثالث والرّابع بين السنغال ونيجيريا الجريحين، وعادت الكلمة لمنتخب النّسور الخضراء بهدف دون ردّ وقّعه اللاّعب لاوال في الدقيقة ال 77· وفي اليوم الموالي كان الموعد مع اللّقاء النّهائي بملعب ناصر بالقاهرة، والذي جرى أمام أكثر من 80 ألف متفرّج وأداره الحكم التونسي مراد الدعمي، بين المنتخبين المصري والإيفواري، انتهى كما انطلق بدون أهداف بالرغم من تمديد المباراة إلى الوقت الإضافي، لكن ضربات الجزاء ابتسمت للمنتخب المصري بعد أن أخفق الإيفواري في توقيع ضربته الأخيرة، وبذلك انتزع منتخب الفراعنة النّجمة الخامسة فيما عاد لقب أحسن هدّاف في البطولة للكاميروني صامويل إيتو بخمسة أهداف، وأربعة أهداف لكلّ من الغيني باسكال فاينوندو والتونسي سانتوس من أصل برازيلي، ليفترق الجميع على أن تلعب الدورة الموالية في غانا·