مسجد الطنبغا المارداني بالقاهرة رمز إسلامي عريق استولى عليه اللصوص مسجد (الطنبغا المارداني) يقع في شارع التبانة بالدرب الأحمر بالقاهرة، أحد أقدم الآثار الاسلامية العريقة، عمر المسجد حتى الآن 663 عاما، حيث أنشأه سنة 740 ه (1340م) الأمير علاء الدين الطُنبُغا بن عبد الله المارداني الساقي، أحد مماليك الملك الناصر محمد بن قلاوون، كان الملك كثير العناية به فعينه ساقيا ثم أمير طبلخانة ثم عينه أمير مائة ومقدم ألف بالديار المصرية وزوجه ابنته. ويروى أن المسجد كان أحد الرموز الإسلامية الشهيرة في عصره وكان منبرا للعلم وتبادل المعارف والحل والعقد، وكان غنيا بالزخارف والنقوش النادرة والأدوات الخشبية المميزة، لكنه تعرض لعمليات سرقة متتالية من قبل لصوص ما ترك عليه آثار التهدم وضيع الحس الجمالي المميز له. وصف الجامع يتكون الجامع من شكل مربع تقريبا إذ يبلغ عرضه 20 م وطوله 22.5 مترا يتوسطه صحن مكشوف تحيط به الأروقة من جميع الجهات وللجامع ثلاثة أبواب. تقع الواجهة الرئيسية للجامع في الضلع الشمالي حيث يوجد المدخل الرئيسي للجامع ويعلو فتحة الباب عتب يحتوى على صنجات معشقة ملبسة بزخارف خزفية زرقاء غاية في الدقة والإبداع. الرواق الشرقي وهو رواق القبلة فهو أكبرها يحتوى على أربع بوائك تحتوى كل بائكة على عشرة عمد تحمل أحد عشر عقدا فيما عدا البائكة المجاورة لحائط القبلة إذ تحتوى على أربعة أعمدة فقط، فقد شغل الركن الجنوبي الشرقي حجرة باب يفتح في الرواق الأول أما الركن الشمالي الشرقي فقد ترك واقتطع من مساحة الجامع. وتتكون الأروقة الثالثة الشمالية والجنوبية وكذا الغربية من صفين من البوائك التي تقوم على أعمدة أسطوانية وأخرى ثمانية، الأولى تيجانها عبارة عن ثلاثة صفوف من الدلايات والمثمنة تيجانها رمانية الشكل. ويعلو هذه الأعمدة عقود شبه مدببة ممتدة وهي مبنية من الحجر الأبلق. ويتوسط جدار القبلة محراب من الرخام الملون المطعم بالصدف يعد في مجموعه من أجمل المحاريب وأدقها صناعة ويقوم إلى جواره منبر من الخشب يعتبر هو الآخر من المنابر دقيقة الصنع التى جمعت بين دقة الحفر في الخشب ومهارة التطعيم فيه، سرقت الحشوات النجمية في سنة 2008 م. أما سقف الجامع فمن الخشب المدقوق بزخارف هندسية منقوشة بالألوان ومذهبة وقد جدد قسم منه برواق القبلة. ويفصل رواق القبلة عن باقي الجامع حاجز من الخشب الخرط المحفور بزخارف دقيقة ينتهي من أعلى بطراز كتب به بالحفر من الوجهين آيات قرآنية. وبوسط الصحن توجد فسقية من الرخام مثمنة الشكل للوضوء يعلوها قبة خشبية نقلت إليه من مدرسة السلطان حسن سنة 1321 هجرية سنة 1903م.