يعاني بعض الأزواج الذين دخلوا القفص الذهبي حديثا من مشكل عدم التأقلم خاصة فيما يتعلق بمائدة الإفطار، حيث لم يستطيعوا التأقلم مع الوضع بعيدا عن الأهل، ونخص بالذكر هؤلاء الذين يقطنون مع الزوجة لوحدها بعيدا عن الآباء، وآخرون وجدوا أن أصناف طعام أهاليهم أشهى مما تطهيه زوجاتهم، ولا يقف الأمر لدى الأزواج فحسب، بل وحتى الزوجات فإن بعضهن يفضلن مجاراة شعور أزواجهن ويتناولن إفطارهن لدى أهاليهن، ولو في بعض الأيام من الشهر، حتى بات شعار بعض أزواج الجيل الحالي (الكل يتوجه للإفطار عند أهله). هي معادلة حتى وأن تبدو غريبة إلا أنها موجودة لدى البعض منهم ممن برمجوا حياتهم وفق ما تمليه عليهم أفكارهم وخاصة في الشهر الكريم الذي لا يعوض بالأشهر المتبقية، وفي هذا الشأن ارتأينا أن نناقش الموضوع ونأخذ بآراء بعض المواطنين ونخص العرسان الجدد ممن استطعنا التوصل إليهم وأخذ آرائهم ومنهم نجد (فارس) الذي تزوج حديثا ويعتبر رمضان هذه السنة أول رمضان يفطر بعيدا عن أهله، حيث أقر أن الأيام الأولى لهذا الشهر كانت مختلفة نوعا ما لفقدانها للمة العائلية التي تضفي على الشهر الكريم حلاوته خاصة وأنه يعتبر فرصة تجمع أفراد العائلة كلها، لذا فقد قررت أن أكمل بقية الأيام الأخرى رفقة عائلاتي أنا وزوجتي. من جهته يرى والده السيد (خالد) الذي كان برفقته بالسوق أن بيت الوالدين عزيز ولا يمكن تعويضه لكن على الزوج أن يعتاد على بيته وزوجته من خلال قوله:(أن الرجل حديث الزواج قد لا يكون معتادا على الإفطار لوحده في (رمضان)، ويحتاج إلى مشاركة والديه وإخوته، وربما يكون أول أيام الإفطار لدى أهله، ولكن بعد مرور أسبوع قد يعتاد على الإفطار في منزله، والتأقلم يوما بعد يوم)، مشددا على ضرورة أن يتأقلم الزوج على الإفطار في منزله مع زوجته دون الاستمرار بالإفطار لدى أهله. من جهتهم أجمعوا كل من (مروان) و(نور الدين) و(محمد) وغيرهم من الشباب على أن الاجتماع مع العائلة له نكهته الخاصة في رمضان، ومنهم ما أفاد به (نور الدين)، حيث أكد حبه لنوع معين من الطعام اعتاد أن يأكله من يد أمه في هذا الشهر، حيث وجده يختلف كل الاختلاف عن ما تقدمه أمه لاسيما وأنه حديث عهد بالزواج ومهما طهت زوجته من أصناف الطعام فإنه يفضل الإفطار على مائدة أهله. ويرى (مروان) أنه يحتاج إلى الاجتماع الأسري، وعدم البقاء مع زوجته في منزلهما وحيدين، مما يجعله يصطحبها إلى أهله لتناول الإفطار، مبينا أن البعض يضع جدولا يوميا لزيارة والدته والإفطار معها رغبة فيما اعتاد عليه من أجواء رمضانية لم يستطع تغييرها أو نسيانها، إلا أن هذا الأمر قد يؤثر على الزوجة في عدم استشعار نشاطها في الشهر، داعيا إلى إيجاد توازن بين مطالب الزوجين دون إجبارها على أمر قد لا ترتاح له، ليضيف: (أن لشهر رمضان رونقا خاصا من الصعب أن يهيئه الشخص بنفسه، مما يجعل كثير من العادات تتغير لدى الكثيرين، مبينا أن وجبة إفطاره الرمضانية دائما تكون لدى أسرته كما كان معتادا عليه منذ صغره، وإن رغبت زوجتي الإفطار لدى أهلها فإنني لا أمانع لكي تشعر بالشعور نفسه).