أبدى سكان قرية (كودية العرايس) التابعة إقليميا لبلدية لقاطة شرق ولاية بومرداس، تذمرهم من الأوضاع المزرية التي يكابدونها في ظل انعدام أدنى شروط العيش الكريم، جراء النقص الفادح في مختلف أشكال المشاريع التنموية، خاصة العائلات القاطنة بأعالي القرية والتي يبيت أفرادها "أيقاظا" مستعدون لمواجهة السيول التي تعبث بمنازلهم خاصة خلال الأمطار الطوفانية الأخيرة التي جعلتهم يعيشون كابوسا حقيقيا في ظل تجاهل المسؤولين المحليين. ل. حمزة وقد أكد السكان أنهم يعانون من جملة من النقائص التي نغصت حياتهم اليومية وحولتها إلى جحيم لا يطاق، وأصبح فصل الشتاء كابوس يؤرقهم منذ الاستقلال في ظل الوضعية الحالية للقرية التي هي عليها شبكة الطرقات بهاته القرية ذات الطابع الجبلي في اهتراء مستمر والتي لم يعرف الزفت طريقه إليها منذ عقود، رغم عمليات شق مسالك ريفية لفك العزلة، إلا أنها لم تأت أكلها، فمعظم المسالك في وضعية كارثية جراء صعوبة السير عليه نتيجة الحفر والمطبات المنتشرة والتي تحولت خلال الأمطار الطوفانية الأخيرة التي شهدتها الولاية، إلى برك وأوحال صعبت على الراجلين السير عليها، كما أجبرت هاته الأمطار العديد من العائلات التي تقطن بأعالي القرية مستعدين في أي وقت من اجل مواجهة السيول المختلطة بالأوحال والتي كثير ما تنجرف نحو منازلهم الهشة. وأعرب السكان عن امتعاضهم جراء سياسة التجاهل المنتهجة من طرف السلطات المحلية، إذ لا تزال هذه المشاكل التي تحرك ألسنة السكان المطالبين بتوفير أبسط شروط الحياة، على غرار غياب ربط منازلهم بالغاز المدينة، ما يدفعهم الى اقتناء قارورات الغاز البوتان بثمن قد يصل إلى 400 دج للقارورة الواحدة، ناهيك عن اهتراء قنوات الصرف الصحي التي زادت من وطأة المعاناة غير أن معاناة السكان لا تنتهي عند هذا الحد بل تتعدى لتشمل بذلك مشكل النقص المسجل على وسائل النقل، مؤكدين على نقص الحافلات، ما يضطر الكثير منهم إلى التنقل على الدواب. وبذلك يطالب السكان السلطات المعنية تزويد الدوار بخطوط إضافية من أجل وضع حد للمعاناة اليومية والتي أصبحت بمثابة كابوس، وأمام هذه الأوضاع المزرية يناشد السكان المحليون السلطات الوصية من أجل التدخل عاجلا، لانتشالهم من الظروف المأساوية التي حولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق. كما بات مسلسل الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي يثير استياء قاطني قرية كدية العرايس، كما هو حال العديد من قرى البلدية والقرى عبر إقليم الولاية، وقد خلفت خسائر بالجملة وأحدثت ارتباكا ساد مختلف المرافق والهياكل الإدارية والخدماتية والمؤسسات التربوية والمراكز البريدية، حيث تعطلت سبل تقديم الخدمة للمواطنين القاصدين لها لقضاء شتى الأغراض، حيث لا يصل التيار إلا لبضعة دقائق لينقطع عقبها لفترات يسود فيها التذمر، كما أفضى الأمر الواقع إلى إحداث خسائر أصابت مختلف التجهيزات الكهرومنزلية والآلات الإلكترونية نتيجة الاضطراب المميز لحركية التيار جراء تذبذب شدته، ما أحدث حالة طوارئ على مستوى جل منازل العائلات التي لم تجد السبل الملائمة لتجاوز الوضع غير توقيف العدادات احتياطيا واللجوء إلى اقتناء الشموع لإضاءة البيوت وتمكين الأبناء من تلاميذ المؤسسات التربوية لتحضير دروسهم، فهي لا تزال تظل رهينة ظاهرة الانقطاعات التي أرجعتها إلى غزارة الاستهلاك والخلل بينه وبين شدة التدفق، وبفعل الضغط المفروض الناتج عن حالات القرصنة، إضافة إلى تراكم الغبار على مستوى الأعمدة الكهربائية التي تسبب تعطل حركة التيار، الأمر الذي بات يتطلب شن حملة تنظيف للتخلص من رواسب الغبار مع تكثيف الصيانة في ظل محدودية اليد العاملة المشتغلة بالمؤسسة وقلة الخبرة، وإلى أن يتم تجاوز المعضلة بتداعياتها ومخاطرها يظل المواطن يجابه الأمر خصوصا مع قساوة فصل الشتاء واتساع دائرة الاستهلاك للطاقة الكهربائية.