تجددت هذه الأيام أزمة الحليب بمختلف أنحاء بلديات عنابة بسبب ما يروج عن ندرته في الأسواق، وهو ما جعل المواطن يدخل يوميا في رحلة البحث عن محل لبيع هذه المادة الاستهلاكية التي باتت صعبة المنال بأتم معنى الكلمة. حيث عادت مرة أخرى مشاهد الناس وهم يصطفون وراء بعضهم البعض أمام المحلات والدكاكين في طوابير لا متناهية من أجل الظفر بكيس حليب أو اثنين وهو ما يعكس المعاناة الكبيرة التي يعيشونها يوميا في ظل تواصل هذه الأزمة التي أرّقت كثيرا المواطن البسيط وأرهقته ليصبح مضطرا كل يوم إلى تضييع ساعات من يومه في انتظار وصول شاحنة الحليب قبل أن يبدأ التهافت عليها في منظر يرجع إلى الأذهان مشاهد المعاناة التي تجرعها المواطن خلال سنة 2003 عندما شهدت مختلف ولايات الوطن أزمة حليب حادة جدا.ولقد كشف لنا أحد المواطنون الذين التقت به «آخر ساعة» في جولتها الاستطلاعية أنه كثيرا ما يجد صناديق الحليب خاوية تماما رغم أنه يبدأ رحلته في البحث مبكرا ما يضطره إلى الترحال من محل لآخر ومن بلدية لأخرى لعله يظفر بكيس واحد ، في حين أنه وإن عثر وأراد شراء كيسين أو أكثر، يفرض عليه البائع شراء أكياس لبن حتى وإن كان ذلك خارج رغبة هذا المواطن البسيط الذي تفرض عليه الأزمة في الكثير من الأحيان الاستنجاد بحليب العلب وأكياس الغبرة التي تباع بأثمان باهظة ليست في متناول جميع الناس خاصة وأن الكثير منهم يعانون من محدودية الدخل. أصحاب المحلات يوضحون الأسباب ومن جهة ثانية فقد أكد بعض أصحاب المحلات المتواجدين على مستوى بلدية عنابة أن مشكلة التموين بالحليب مرتبطة بالدرجة الأولى بمافيا وبارونات هدفها الأول يتمحور في تخزين كميات غير محدودة لخلق ما يصطلح على تسميته ب»أزمة الندرة» ويكون هذا بغية الضغط على الحكومة واستفزازها حتى تتمكن هذه الأخيرة من رفع الأسعار على مستوى السوق الوطنية ، فيما أكد لنا البعض الآخر أنه لا وجود لأيّة ندرة في مادة الحليب، مرجعين السبب الحقيقي لما يحدث داخل الولاية إلى مشكل واحد ووحيد مرتبط بالدرجة الأولى بالتوزيع، بحيث يبدأ الموزعون عملهم على الساعة الرابعة صباحا وهو الوقت الذي تكون فيه معظم المحلات مغلقة وبهذا يستحيل تموينهم بمادة الحليب.