لم يتوقع عددٌ من المواطنين عبر بعض أحياء العاصمة وضواحيها، أن تعود أزمة الحليب مجددا مع بداية شهر رمضان المعظم، وان كان استهلاكهم لهذه المادة الحيوية يقل نسبيا عن الأيام العادية الأخرى، نتيجة اقتصاره على مائدة السهرة فحسب، إلا أن ذلك لم يمنع من حدوث حالة طوارئ واستنفار قصوى على مستوى بعض من الأحياء التي شهدت هذه الأزمة، أدى إلى تهافت الناس على محلات المواد الغذائية طلبا لأكياس الحليب على مدار اليوم، وخاصة في ساعات الصباح الباكر. فعلى مستوى حي عين المالحة بعين النعجة، بدأت أزمة نقص التزود بأكياس الحليب على مستوى المحلات الست تقريبا المتواجدة بذات الحي، قبل دخول الشهر الفضيل بنحو يومين، ما اضطر بعض السكان إلى الاستنجاد بمسحوق الحليب أو "لحظة"، فيما قصد آخرون الأحياء المجاورة للظفر بما يحتاجون إليه من أكياس الحليب، كما أن بعضهم اختار اقتناء من 6 إلى 8 أكياس، تحسبا لنقصه خلال شهر رمضان الكريم، مواطنون آخرون، في الحي ذاته دائما، اضطروا إلى القيام بحجز طلبية مسبقة من أكياس الحليب لدى أصحاب المحلات المتواجدة، بمعدل كيس واحد إلى اثنين لدى كل محل، وشكلت أزمة النقص هذه، مشكلة كبيرة بالنسبة للعائلات التي تضم عددا من الأطفال الصغار المحتاجين لهذه المادة بكثرة على وجه التحديد. واحد من أصحاب المحلات قال أن السبب لا يعود إلى نقص التزود بمادة الحليب بالذات، وإنما إلى الأشغال الجارية على مستوى حي عين المالحة، الخاصة بتعبيد الطرقات غير المعبدة منذ إنشاء الحي، وإعادة تهيئة شبكات المياه الصالحة للشرب والغاز وشبكات الصرف الصحي، ما منع شاحنات الحليب من الدخول إلى الحي نتيجة عدم صلاحية الطرقات، واستمرار الأشغال. وان كانت أشغال إعادة التهيئة هي ما حرم المواطنين في عين المالحة من مادة الحليب، ففي أحياء أخرى كالمدنية مثلا، لا فرصة للظفر بكيس حليب بعد الساعة الثامنة صباحا، وحسب باعة ببعض محلات المواد الغذائية هناك، فان الأمر راجع إلى نقص الكمية الموزعة والمطلوبة في المحلات خلال الشهر الفضيل، نتيجة لتراجع استهلاك الحليب في الشهر الفضيل مقارنة بالأيام العادية، إضافة إلى قيام بعض المواطنين باقتناء أكثر من كيسين، ومع محدودية الكمية، فإن آخرين يحرمون من هذه المادة الحيوية، وهو ما جعلهم أمام حلين اثنين إما النهوض مبكرا للظفر بكيس حليب، أو التوجه إلى أحياء أخرى لا تعرف هذه الأزمة، أو الاستغناء عنه كليا، واستبداله بالمسحوق أو حليب الغبرة واللحظة مثلما هو معروف محليا، وان كان ذلك حلا لا يرضي ربات البيوت عموما، اللواتي يفضلن أكياس الحليب العادية، حيث وان تراجع استهلاكه مع قهوة السهرة، فان استخدامه في إعداد بعض أنواع الأطباق كالغاراتان مثلا، أو بعض أنواع الكريمات والحلويات كالفلان والمحلبي وغيرها، يكون اكبر في شهر رمضان، وبالتالي تزداد الحاجة إليه ولا تقل، فيما يتخوف الكثيرون من العودة إلى معايشة أزمة الحليب التي عاشتها عدة مناطق مكن الوطن في الأشهر القليلة الماضية.