في أجواء خاصة و مميزة ، استحضرت خلال صبيحة نهار أول أمس قرية عزوزة بدائرة الأربعاء ناث ايراثن في ولاية تيزى وزو المشوار البطولي و النضالي لزعيم ثورة نوفمبر المجيدة و مهندس مؤتمر الصومام الشهيد البطل عبان رمضان الذي عاد في الذكرى ال 61 لاستشهاده .و قد تم خلال هذه المناسبة تنظيم برنامج ثري و المنظم من قبل لجنة قرية عزوزة و الجمعية الحاملة لاسمه و هذا بالتنسيق مع جمعية «ثدراث اوفلة» و «ايت اومالوا» كما تخلل هذا البرنامج إلقاء محاضرات و شهادات حية من قبل رفقاء درب الشهيد البطل عبان رمضان . و قد شاركت في هذه التظاهرة التاريخية السلطات الولائية و المحلية لولاية تيزي وزو بحضور الأسرة الثورية من مجاهدين و رفقاء المناضل الكبير و سكان قرية عزوزة وعائلة الراحل عبان رمضان . البداية كانت من تنظيم وقفة ترحم أمام النصب التذكاري للشهيد عبان رمضان و المتواجد بمفترق الطرق بقرية «سيخ امدور» حيث أشرف والي ولاية تيزي وزو السيد «عبد الحكيم شاطر» ، رفقة السلطات المحلية، على وضع إكليل من الزهور وقراءة الفاتحة على روح شهيد الثورة، قبل التنقل إلى مسقط رأسه بمنطقة عزوزة و التوقف أمام المعلم التذكاري، و كما يجدر إليه الإشارة فإن الشهيد البطل عبان رمضان من مواليد 20 جوان 1920 بقرية عزوزة التابعة إداريا لبلدية الأربعاء ناث إيراثن بولاية تيزي وزو ، نشأ في أسرة متوسطة ميسورة الحال فطنته وشجاعته وحبه للعمل السبب الرئيسي في تفوقه في الدراسة فقد نال شهادة البكالوريا بثانوية البليدة عام 1941واشتغل مباشرة ككاتب عام ببلدية شلغوم العيد وكان من المتتبعين للوضع الأمني السائد آنذاك إذ جند في الحرب العالمية الثانية برتبة ضابط صف وبعده التحق مباشرة بصفوف حزب الشعب الجزائري الذي تأسس سنة 1937 في فرنسا ويعتبر امتدادا لحزب نجم شمال إفريقيا كما كان عبان رمضان عضوا في المنظمة السرية ومسؤولا في العديد من ولايات الوطن كسطيف ووهران و كان قد شارك في مظاهرات 8 ماي 1945 ألقي عليه القبض عام 1950 وحكم عليه بالسجن لمدة 6 سنوات بفرنسا و500 ألف فرنك فرنسي كغرامة مالية بتهمة مساسه بأمن الدولة وكان عبان رمضان قد ذاق ويلات السجن حيث سجن في كل من بجاية وبومرداس والحراش وفي عام 1952 تم طرده خارج الحدود ليدخل في إضراب عن الطعام لمدة 36 يوما عام بعد ذلك أي في 1953 تم نقله إلى فرنسا ولكنه عاد في 1954 إلى الجزائر والتحق مباشرة بالثورة بعد اتصاله مع العقيد «اعمر اوعمران» وكلف بتنظيم شبكة المناضلين بالعاصمة ولعب دورا أساسيا في إعداد وثائق مؤتمر الصومام وكان صاحب فكرة اولوية الداخل على الخارج و أولوية السياسي على العسكري و كان عضوا في لجنة التنسيق والتنفيذ أشرف على إصدار الأعداد الأولى من جريدة المجاهد بالعاصمة .إلتحق بتونس وأظهر معارضة لبعض العسكريين أعضاء لجنة التنسيق والتنفيذ و أول من فكر في إنشاء نشيد وطني وقد توفي عبان رمضان على حساب ما يقال أنه توفي في المغرب بعد مؤامرة من زعماء لجنة التنسيق و استشهد يوم 26 ديسمبر 1957 ولازالت ظروف استشهاده غامضة إلى حد الآن .