عاشت المدينة الثالثة بجيجل أو بالأحرى مدينة الميلية أمس الجمعة حدثا خاصا تمثل في افتتاح السوق الأسبوعي للسيارات بعد قرابة سنة كاملة من الغلق الإجباري الذي أملته جائحة كورونا . وقد انتظر عشاق بيع وشراء المركبات أو بالأحرى من اتخذوا من هذه المهنة طريقا لكسب قوتهم هذه اللحظة بفارغ الصبر حيث عادت الحياة الى هذا السوق المشهور الذي يعد واحدا من أهم أسواق السيارات القديمة ليس بشرق البلاد فقط وانما بالجزائر ككل مايفسر الحشود البشرية التي اقتحمت السوق سواءا بهدف البيع أو الشراء بل وحتى بدافع الفضول في ظل ماعرفه سوق السيارات المستعملة من تطورات خلال جائحة كورونا وماعرفته أسعار هذه الأخيرة من صعود صاروخي جعل حلم اكتساب سيارة ولوقديمة أشبه بأضغاث الأحلام بالنسبة للكثيرين . ولعل أهم ماوقفنا عليه بسوق السيارات المستعملة بالميلية هو التراجع المسجل في نوعية وعدد السيارات المعروضة للبيع قياسا بما كانت عليه الأمور قبل وباء كورونا وهو أمر تقف وراءه الكثير من الأسباب ، كما لوحظ الإرتفاع الكبير بل والخيالي في أسعار المركبات المعروضة خصوصا تلك التي يكثر عليها الطلب أو ماتسمى بسيارة " العامة" على غرار علامة " كليو كومبيس" حيث وصل سعر سيارة من هذا النوع ترقيم سنة 2014 الى 174 مليون سنتيم وهو ماينطبق على مركبات أخرى على غرار " طويوطا ياريس" " بولو " الألمانية ، وحتى " سياث ايبيزا" والتي فاقت أسعار الكثير منها ال230 مليون سنتيم رغم أن ترقيم بعضها يعود الى سنوات 2014 و2016 وهي التي كانت كانت تباع الى وقت قريب و بعدّاد صفري أو بالأحرى جديدة مائة بالمائة بسعر لايتعدى ال153 مليون سنتيم . وانعكس هذا الغلاء على عملية البيع والشراء حيث عاد أغلب العارضين أدراجهم الى منازلهم دون أن يبيعوا ولو سيارة واحدة علما وأن عدد من هؤلاء قدموا من داخل الولاية وهو أمر فسره البعض بعدم يقين العارضين أو " البزانسية" المنحدرين من خارج هذه الأخيرة بفتح السوق بعد الكلام الكثير الذي قيل عن موعد فتحه أمام رواده بعدما منحت السلطات الوصية الضوء الأخضر لإعادة فتح هكذا أسواق مرة كل أسبوعين . كما لوحظ عدم التقيد بالبرتوكول الصحي من قبل زبائن سوق الميلية حيث غابت الكمامة ووسائل التعقيم عن وجوه وأيدي هؤلاء ما جعل الكثيرين يتخوفون من أجل يساهم فتح مثل هذه الفضاءات في عودة هاجس الفيروس القاتل الى الولاية بعد التحسن الكبير في الوضع الصحي بها وتراجع عدد الإصابات الى الحدود الدنيا .