شهدت الجزائر العاصمة اليوم الاثنين خروج ألاف المتظاهرين في مسيرات في الجزائر العاصمة و العديد من المدن الأخرى بمناسبة الذكرى الثانية للحراك الشعبي الذي شهدته الجزائر يوم 22 فيفري من عام 2019 ضد النظام السابق والرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة.ذكرى الحراك الثانية،لم تختلف مشاهدها من حيث الوجود الأمني الكثيف، على مستوى الجزائر العاصمة وعلى مداخلها الشرقية الغربية الشمالية والجنوبية في مخطط أمني محكم حتى على مستوى أحياء العاصمة وشوارعها الرئيسية التي شهدت انتشارا مكثفا لقوات الأمن بالزي المدني والخاص بالشرطة،بحواجز أمنية.وكذا سيارات الشرطة التي اصطفت بالشوارع التي كانت نقطة التقاء مئات المتظاهرين في الحراك الشعبي.وعلى عكس الذكرى الأولى، ظهرت شوارع العاصمة هادئة خلال الأيام القليلة الأخيرة،خصوصاً بشوارعها التي كانت توصف ب"ساحات الحراك" مثل "البريد المركزي" وساحة "موريس أودان" و"ديدوش مراد" و"حسيبة بن بوعلي".فلا شيء كان يوحي بوجود مسيرات شعبية إلا الانتشار الأمني الكثيف على مستوى الشوارع الرئيسية،التي أكدت السلطات أنها وضعت مخططاً أمنياً تحسباً لأي عمليات اختراق للمظاهرات.وتعتبر مسيرة أمس الاثنين الأكبر في الجزائر العاصمة منذ توقف الحراك يوم 13 مارس 2020 بسبب وباء كورونا المستجد الذي ألقى بظلاله حتى على جميع الميادين السياسية الاقتصادية الثقافية وحتى الرياضية. وبدأت مسيرة العاصمة بتجمع مئات الأشخاص على مستوى ساحة "موريس أودان" وساحة "موريتانيا" لينضم إليهم مئات المتظاهرين الآخرين قرب ساحة البريد المركزي مهد الحراك على مستوى الجزائر العاصمة.وشهدت مسيرات الأمس حضورا محتشما للمتظاهرين على مستوى العاصمة لأسباب قد يفسرها الحضور الأمني المكثف بالإضافة إلى انشغال المواطنين بأعمالهم وانشغالاتهم اليومية بما أن يوم أمس كان يوم عمل عادي ولم يكن عطلة مدفوعة الأجر ولا عطلة نهاية أسبوع مثلما كان عليه الحال في المسيرات الأسبوعية التي كانت تشهدها العاصمة كل يوم جمعة بالإضافة الى تخوف المواطنين من عدوى فيروس كورونا بما أن الجائحة لا تزال مستمرة ولم تنتهي بعد.لكن على الرغم من ذلك فقد ازدادت المسيرات زخما خلال الفترة المسائية بعدما التحقت مسيرات أخرى الى ساحة البريد المركزي وموريس أودان قادمة من باب الوادي عبر ساحة الشهداء ثم شارع عسلة حسين.كما انطلقت مسيرات من حي بلكور ومرت عبر شارع حسيبة بن بوعلي إلى وسط العاصمة.وردّد المتظاهرون الشعارات المعتادة للحراك المطالبة بالتغيير الجذري على غرار "حرية عدالة ديمقراطية",كما تمسك المتظاهرون بشعار السلمية وضرورة المحافظة عليها ,حيث رددوا "سليمة…سليمة".كما أكدوا كذلك تمسكهم بجيشهم من خلال شعار "الجيش الشعب خاوة خاوة".بالإضافة إلى لافتات حملها المتظاهرون طالبوا من خلالها بضرورة مواصلة محاربة الفساد واجتثاثه من جذوره في الوقت الذي لم تغب صور شهداء الثورة التحريرية العظمى عن مسيرات الأمس كما كان عليه الحال دائما على غرار صور الشهيد العربي بن مهيدي و ديدوش مراد وحسيبة بن بوعلي و عميروش والسي الحواس.وعلى غرار العاصمة شهدت عدة ولايات من الوطن،أمس مسيرات حاشدة تزامنا مع الذكرى الثانية للحراك الشعبي،وجدد الجزائريون عبر عدة ولايات العهد مع المسيرات بمناسبة هذه الذكرى في كل من تلمسان، وهران، سيدي بلعباس، الطارف، بجاية، عنابة وتيزي وزو وغيرها ,حيث عرفت خروج أعداد متفاوتة من المتظاهرين من ولاية أخرى،رافعين الشعارات المعهودة للحراك.وجاءت مسيرات الأمس في الوقت الذي أكد فيه الرئيس تبون التزامه باستكمال تحقيق مطالب الحراك،مشيرا إلى أن هناك مطالب تحققت وهناك ما يتحقق آنيا وهناك آفاق سياسية أخرى ،مشددا على ضرورة تجسيد كل المطالب المتعلقة بتعديل الدستور والقوانين وتعديل جذري لأسس الديمقراطية في الجزائر وبناء ديمقراطية حقيقية ومحاربة الإقصاء بكل أوجهه ومحاربة الفساد وأخلقة المجتمع والعمل السياسي ومنح الفرصة للشباب والكفاءات على مستوى المؤسسات والإدارات مستقبلا. محامو تيزي وزو مدعمين بألاف المتظاهرون خرجوا أمس في مسيرة سلمية حاشدة بوسط المدينة خرج خلال نهار امس العشرات من اصحاب الجبة السوداء المنضوين تحت لواء منظمة المحامين لولاية تيزي وزو في مسيرة سلمية حاشدة جابت مختلف شوارع مدينة تيزي وزو.وتدخل هذه الحركة في اطار إحياء الذكرى الثانية للحراك الشعبي المبارك حيث خرج المتظاهرون في مسيرة سلمية وسط مدينة تيزي وزو ،مع شل العمل القضائي على مستوى جميع محاكم الولاية,حيث انطلقت المسيرة من مجلس قضاء تيزي وزو و.من جهة اخرى فان هذه المسيرة التي دعت إليها منظمة المحامين في ولاية تيزي وزو عرفت استجابة واسعة من قبل اصحاب الجبة السوداء الذين اقدموا على تنظيم اعتصام بمدخل مقر مجلس قضاء تيزي وزو ، و قد رفع المحامون طيلة مسيرتهم العديد من الشعارات التي تذكر بمطالب الحراك المبارك . ومن جهة أخرى خرج العشرات من سكان ولاية تيزي وزو في مسيرة سلمية حاشدة انطلقت من جامعة مولود معمري بتيزي وزو مرورا بالشوارع الرئيسية لعاصمة جرجرة و قد عرفت هذه الأخيرة انتشارا واسعا لرجال الأمن التي طوقت الاماكن خوفا من حدوث أي انزلاقات خليل سعاد. اعتقال 15 شخصا من بينهم صحفي جريدة الوطن بالمسيلة ليتم الإفراج عنهم فيما بعد اقدمت مجموعة كبيرة من الشباب بوقفة سلمية بمناسبة الذكرى الثانية للحراك المبارك بساحة حي النصر 1000 مسكن مقابل مسجد الكبير المسيلة اين تدخلت مصالح الأمن لتفريق المتظاهرين الذين خرجوا في وقفة سلمية ومنعتهم من التجمهر في الساحة المذكورة.فيما تم اعتقال أكثر من 15 شخص بما فيهم صحفي جريدة الوطن بالمسيلة "إسماعيل غلاب",حيث تم سماعهم في محضر رسمي قبل أن يتم الإفراج عنهم فيما بعد. سكيكدة لم تخرج عن الصف وأحيت ذكرى الحراك بطريقتها الخاصة خرج نهار أمس مواطنو ولاية سكيكدة في مسيرة حاشدة،جابوا خلالها الشارع الرئيسي من ممرات 20 أوت الى غاية مدخل الميناء ،حاملين العلم الوطني.وطالب الشباب الرئيس بالاستجابة لتطلعات الشعب وتحقيق امالهم و احلامهم وخاصة فيما يتعلق بفئة الشباب والقضاء على ظاهرة الهجرة ،التي عادت بقوة بعد فقدان الشباب للثقة بسبب ما يحدث على الساحة.مطالبين ببناء جزائر جديدة على أسس قوية.كما الى الاهتمام بمطالب الشعب خاصة الاجتماعية و الاقتصادية.يشار الى أن السلطات الولائية أحيت ذكرى الحراك بعرض مشاهد منه بقصر الثقافة لمدينة سكيكدة بحضور السلطات المدنية و العسكرية،كما أشرف الوالي على انطلاق احتفالية اليوم الوطني لتلاحم الشعب مع جيشه والذي يمثل الذكرى الثانية للحراك والذي أعطى اشارة انطلاق قافلة تضامنية موجهة لمناطق الظل. مواطنو أم البواقي كانوا في الموعد خرج يوم أمس عشرات المواطنين بولاية ام البواقي على غرار باقي ولايات الجمهورية في مسيرة سلمية دعما للحراك الأصيل ,حيث كانت نقطة الانطلاقة من أمام مقر البلدية ومرورا بمقر الولاية وصولا الى ساحة صندوق التأمينات الاجتماعية ,وقد عرفت مجريات المسيرة التي شارك فيها كل أطياف المجتمع الى جانب نشطاء سياسيين والنساء تنظيما محكما رافعين الأعلام الوطنية و صور شهداء المنطقة يتقدمهم الشهيد الرمز محمد العربي بن مهيدي.كما عرفت المسيرة إطلاق شعارات تتعلق بضرورة تحرير العدالة وضرورة توحيد الصفوف من أجل بناء جزائر جديدة قوية ,حيث رددوا "لا اسلامية ..لا علمانية.. الجزائر جزائرية..جيش شعب خاوا خاوا".