يلتحق غدا الثلاثاء 9 ملايين تلميذ مسجلين في الأطوار الثلاثة بمقاعد الدراسة، وسط أجواء كلها أمل بنجاح الموسم الجديد الذي سيكون استثنائيا للعام الثالث على التوالي، بسبب تفشي فيروس كورونا، يحكمه بروتوكول صحي صارم صادقت عليه وزارة الصحة لضمان سلامة الأسرة التربوية بجميع مكوناتها عبر كامل ولايات الوطن.واستكملت مديريات التربية آخر التحضيرات لتهيئة المؤسسات التربوية حتى تكون جاهزة لاستقبال التلاميذ في أحسن الظروف.ويشهد موسم 2021/2022 استلام ما يقارب 450 منشأة تربوية جديدة منها 300 مدرسة ابتدائية و 92 متوسطة و 67 ثانوية على المستوى الوطني حسبما أعلن عنه وزير السكن و العمران و المدينة، طارق بلعريبي ،فيما سيتواصل العمل بنظام التفويج و التقيد بالإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا داخل المؤسسات التربوية.ولاية تيزي وزو التي تضررت من الحرائق استكملت عمليات ترميم المدارس بفضل تظافر جهود السلطات الولائية وهي حسب مدير التربية أحمد لعلاوي وفي تسجيل للقناة الأولى جاهزة لاستقبال التلاميذ مع توفير المرافقة النفسية عبر المؤسسات التربوية للتكفل بالمتمدرسين المتضررين من الحرائق.واعتمدت وزارة التربية الوطنية بروتوكولا صحيا وبيداغوجيا يضمن توفير بيئة علمية وصحية للأسرة التربوية، حيث اعتمدت في الجانب الصحي على تجهيز وتطهير المؤسسات التربوية قبل موعد الدخول المدرسي، وقبل التحاق الإداريين بمؤسساتهم منذ أزيد من 10 أيام، بالإضافة إلى تعقيم المطاعم ودورات المياه وتوفير كل وسائل الوقاية من معقمات ومواد التنظيف.هذا ويتضمن البروتوكول مخطط تنقل التلاميذ داخل المدارس لضمان التباعد الجسدي، مع توفير أجهزة قياس الحرارة بالأعداد الكافية كإجراء احترازي لمنع تفشي الفيروس في الوسط المدرسي، بالإضافة إلى وضع إشارات التباعد عند مدخل المؤسسات، وكذا توفير مطهر الكحول للتلاميذ، وحتى في حجرات التدريس لضمان التعقيم المستمر.كما أفرجت وزارة التربية الوطنية هذا الموسم، على مخطط استثنائي مغاير يعادل في الساعات الدراسة بين التلاميذ، خاصة في المرحلة الابتدائية لإقامة مبدأ تكافؤ الفرص، مع ضرورة المحافظة على صحة المتمدرسين والأسرة التربوية وإشراك الأولياء في عملية التحسيس بالوضع الاستثنائي الذي يدرس فيه التلاميذ لتسهيل تطبيق البروتوكول المدرسي. وفيما يخص عملية التلقيح فقد سخرت وزارة التربية لها كل الوسائل المادية والبشرية لإنجاحها، وهذا قبل أسابيع عن موعد الدخول المدرسي المقرر اليوم، حيث أن حملة التلقيح تسير، بحسب مختصين في الميدان في ظروف جيدة، وهناك إقبالا كبيرا من قبل عمال القطاع على مراكز التلقيح.من جهتهم، أكد العاملون بقطاع التربية من أساتذة وإداريين، أن التلقيح هو الحل الوحيد لحماية الأسرة التربوية من جائحة كورونا، سواء في الابتدائيات المتوسطات، أو الثانويات، خاصة وأن هذه المرافق التربوية، مكان تلتقي فيه أعداد كبيرة من التلاميذ ما يجعل إمكانية العدوى أمرا سهلا.يأتي هذا في الوقت الذي تعيش فيه العديد من مديريات التربية على وقع احتجاجات للعديد من الأساتذة الذين تم منحهم نصابا كبيرا وأقسام بأكثر من 50 تلميذا بعد إعادة دمج الأفواج لاستحالة توفير المناصب المالية بالعديد من المؤسسات ،تأتي هذه العملية تزامنا مع الدعوة إلى إضراب شامل ومقاطعة الدخول المدرسي للمطالبة برفع القدرة الشرائية وإعداد القانون الأساسي للأستاذ التي وعدت وزارة التربية على لسان وزيرها السابق بإعداده قبل 03 أشهر وهو ما لم يفرج عنه إلى حد اليوم ،من جانب أخر تطالب النقابات بضرورة رفع الأجور وتحسين المستوى المعيشي للأستاذ من خلال رفع النقطة الاستدلالية والإفراج عن نتائج الوعود التي قطعتها الوزارة على نفسها.كما تأتي هذه الاحتجاجات تزامنا مع مباشرة المئات من خريجي الجامعات على الاحتجاج أمام مديريات التربية بعد الإفراج على قوائم المستخلفين والمتعاقدين بالولايات والبالغ عددها أكثر من 7 ألاف أستاذ متعاقد ،حيث حمّل المحتجون رؤساء المصالح بمديريات التربية المسؤولية في إعداد قوائم الأساتذة من المقربين منهم وذويهم دون الأخذ بعين الاعتبار اقدمية الشهادة والخبرة وهو ما تنفيه مديريات التربية.كما أدى تأخر تسليم منحة ال5000 دج لفائدة العائلات المعوزة بالعديد من الولايات إلى إشعال فتيل الاحتجاجات لهذه الفئة التي تطالب بالإسراع في منحهم هذه المنحة الزهيدة من اجل التكفل بشراء مستلزمات أبنائهم لمزاولة دراستهم ، هذا الأمر الذي قد يجعل من الدخول المدرسي ساخنا خاصة وأن السلطات العليا وعلى رأسها وزير التربية يسعى إلى ضمان دخول هادئ ليحقق ما فشل فيه سابقه الذي شهدت عهدته جملة من الاحتجاجات وسط الأساتذة والنقابات.