أحيت ولاية جيجل أول أمس الخميس عيد «السمك « وذلك بمشاركة العديد من الولايات الساحلية التي تشتهر بانتاجها الغزير لهذه المادة الغذائية وفي مقدمتها ولايتي سكيكدة وعنابة اللتين مثلتا في هذه المناسبة الهامة بعدد من الصيادين المحترفين .وكان نزل كتامة الواقع على الواجهة البحرية لعاصمة الكورنيش جيجل مسرحا لهذه التظاهرة البحرية التي حظيت باهتمام كبير ليس من قبل مواطني الولاية (18) فقط وانما من قبل الصيادين المحليين وكذا القادمين من الولايات المعنية بهذه التظاهرة والذين عرضوا آخر تقنيات الصيد البحري وكذا شتى أنواع الأسماك البحرية التي تكتنزها سواحل الولاية (18) والتي تشتهر بجودتها العالية وكذا مذاقها الرفيع الذي جعلها محل طلب كبير في شتى ولايات الجمهورية وخاصة الداخلية منها .هذا وقد تزامن عيد «السردين» بجيجل مع التقلبات المفاجئة والمتواصلة التي يعرفها سوق السمك بعاصمة الكورنيش وهي التقلبات التي أنعكست سلبا على أسعار هذه المادة الغذائية القيمة والرفيعة حيث تصاعدت أسعار السمك العادي بجيجل منذ عدة أشهر لتصل مستويات قياسية جعلتها تفوق أسعار الدجاج بل وتناطح أسعار لحم البقر بدليل أن سعر السردين بمختلف أسواق جيجل لم ينزل منذ أكثر من ثلاثة أشهر عن حاجز (360) دينار للكيلوغرام الواحد بل وتجاوز في بعض الأسواق الداخلية للولاية ال»400» دينار مما انعكس على حجم الإقبال الشعبي عليه الى درجة أن معظم الجواجلة وخاصة الفقراء منهم وأصحاب الدخل المحدود اشتاقوا لتذوق طعم هذا الحيوان البحري وأصبحوا يتلذذون فقط برؤيته وهو معروض في رفوف المسمكات وكذا في الأسواق الشعبية دون أن يقدروا على اقتناء ولو القليل منه بعدما كان «السمك» الى وقت قريب يشكل الملاذ الآمن لأصحاب الدخل الضعيف لتزيين موائدهم وخاصة خلال عطلة نهاية الأسبوع حيث لايكاد الجواجلة الاستغناء عن هذه المادة التي تتفنن ربات البيوت في اعدادها وهو الأمر الذي يعزيه المختصون الى التراجع الكبير الذي شهده معدل انتاج السمك بالولاية نتيجة الأمراض التي ألمت بهذه الثروة البحرية ناهيك عن هجرة أغلب الصيادين المعروفين لهذا النشاط بفعل الخسائر الكبيرة التي تعرضوا لها .