الجمهور أمام منافسة شرسة ومعرض للإصابة بتخمة برامجية

في ظل التسابق ''الجنوني'' للقنوات الفضائية الجزائرية والعربية خلال رمضان

سيحظى الجمهورالجزائري خلال شهر رمضان الكريم بشبكة برامجية متنوعة بين أفلام ،مسلسلات و»سيت كوم «، بالإضافة إلى البرامج الدينية التي حظيت باهتمام مسؤولي القنوات الفضائية الجزائرية والعربية على حد سواء وهذا لمواكبة طبيعة وحرمة الشهر الكريم ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه ، هل بإمكان الجمهور متابعة جميع البرامج في ظل المنافسة الشرسة للقنوات الجزائرية الوطنية و الخاصة الجديدة التي تقترح لوحدها 150 برنامجا خلال الشهرالفضيل ناهيك عن البرامج التي ستقدمها نظريتها العربية .
التلفزيون الوطني يعول على الإنتاج المحلي لاستقطاب الجمهور
»حصة الأسد للإنتاج الوطني مع التركيز على الجودة و التنوع«، هو شعار التلفزيون الوطني خلال شهر رمضان، عبرالشبكة البرامجية المقترحة، إذ يمثل الإنتاج المحلي في برنامج رمضان للتلفزيون الوطني لهذه السنة 85 بالمائة ما بين الأعمال الروائية الخيالية والحصص و البلاطوهات والبرامج الدينية الروحانية وبرامج الترفيه والتسلية فيما يشكل الإنتاج العربي 10 بالمائة من ضمنها مسلسل »خيبر« الذي سيعرض حصريا.
و قد تم الحرص في إعداد هذا البرنامج الخاص بشهر الصيام على تلبية اكبر قدر من رغبات مشاهدي القنوات الخمس لمؤسسة التلفزيون الجزائري مع جهد خاص نحو تحسين الجودة حسب ما أكده المدير العام للمؤسسة الوطنية للتلفزيون توفيق خلادي خلال الندوة الصحفية التي نشطها مؤخرا.
و يتركز البرنامج الخاص بالشهر الكريم بين الساعة الرابعة مساءا و العاشرة مساءا ،حيث تقدم برامج تثقيفية و دينية و ترفيهية من مسلسلات اجتماعية وفكاهية إلى جانب الكاميرا المخفية و غيرها من الحصص التي تجلب الأسر الجزائرية في هذه الفترة الزمنية.
كما اخذ معدو هذا البرنامج بعين الاعتبار خصوصيات كل قناة حيث بإمكان المشاهد أن يجد ما يلبي رغبته كما أكده مسؤولو المؤسسة مشيرين إلى الحرص على عدم إقصاء الجالية الجزائرية بالمهجر من متابعة هذا البرنامج حيث ستتم إعادة بث بعض الحصص في ساعات متأخرة من الليل و هي موجهة أكثر للمقيمين بكندا وأمريكا .
وضمن البرامج التي سيتابعها الجمهور خلال الشهر الفضيل : مسلسل «أسرار الليل» للمخرج بشير سلامي ،»نور الفجر» لعمار تريباش، «يا الماشي في الليل» لسفيان دحماني ، «إتيج أن زيرا» ليوسف قوسام ونخبة من السلسلات الفكاهية منها «طاكسي وخلاص» للمخرج محمد صحراوي مع حميد عاشوري»دار البهجة» لجعفر قاسم مع بيونة و فريدة صابونجي ،»دار الجيران» حفيظ بن صالح ، «مغامرات عيوني»، «حالة بحالة»، «سي والو»، «أولاد الحومة» للمخرج عمار محسن و تمثيل شافية بودراع، نوال زعتر، علاوة زرماني إلى جانب فيلم «دا مقران» وسلسلة كاميرا مخفية «رمضان و الضحك» مع كريم بلحاج ،»كاميرا كاشي جابت الغاشي» لحميد طيطاش، وعودة الفكاهي صالح أوقروت في «كوميديا فن».
القنوات الخاصة تتبنى الأعمال الكوميدية لكسب المشاهد الجزائري
تعول القناة التلفزيونية الجزائرية الخاصة على غرار،» الجزائرية« » النهار« ، » الأطلس«، و«الشروق « استقطاب الجمهور من خلال البرامج الفكاهية التي أعدتها خصيصا لشهر رمضان ، و الاستعانة بنجوم الكوميديان حيث سيطل الممثل الكوميدي عبد القادر السيكتور خلال الشبكة البرامجية التي أعدتها قناة» الأطلس« التي شرعت في بثها الرسمي 19 جوان ،كما ستبث القناة جملة من الأعمال الدرامية المدبلجة. في خضم منافسة شرسة لاستقطاب شريحة كبيرة من الجمهور المتعود على نوعية خاصة من البرامج في شهر رمضان يكون حظ الفكاهة والمنوعات وأيضا الومضات الإشهارية أوفر على عكس البرامج الأخرى. و هو ما تعول عليه أيضا قناة »النهار« وقناة »الشروق « التي ستعرض حصريا سلسلة »عمارة الحاج لخضر « في جزئها الرابع بمشاركة نجوم الكوميديا الجزائرية لتعود هذه السلسة إلى جمهورالشاشة الصغيرة للمرة الثانية على التوالي على قناة » الشروق«، ليتابع الجمهور خلال رمضان المعظم، أحداث الجزء الرابع التي تتضمن الكثير من المفاجآت، حسب ما صرح به الممثل المشرف على هذه السلسلة لخضر بوخرص والتي لقيت رواجا كبيرا عن الجمهور الجزائري منذ بث جزئها الأول على قناة التلفزيون الجزائري.
وستعرض السلسلة على قناة » الشروق« مباشرة بعد الإفطار، وسيكتشف الجمهور مغامرات جديدة لطاقم السلسلة المتكون من نجوم الكوميديا الجزائرية على غراركمال بوعكاز، هشام مصباح، ليندة سلام ، وغيرهم ،من خلال المواضيع التي تعالجها »عمارة الحاج لخضر« والتي لا تخرج عن نطاق هموم وانشغالات المواطن الجزائري بشكل عام، من بينها مشكلة الفساد الإداري والمالي، و هاجس الترشح للانتخابات الذي أصبح حديث الساعة.
القنوات الفضائية العربية في صراع على المسلسلات
حصلت مجموعة قنوات «mbc» على نصيب الأسد في شراء مسلسلات في عدد الأعمال التي ستعرضها على شاشاتها هذا الموسم، منها «القاصرات» بطولة صلاح السعدني وداليا البحيري وياسر جلال، تأليف سماح الحريري، وإخراج مجدي أبوعميرة، وهو إنتاج مباشر، بالإضافة لدخول المجموعة كمنتج مشارك في أكثر من عمل منها، مسلسل «نيران صديقة» بطولة منة شلبي ورانيا يوسف وكندة علوش وعمرو يوسف، للمخرج خالد مرعي، مع المنتج طارق الجنايني ومسلسل «موجة حارة»، وتسعي أيضاً لعرض «العراف».
أما قنوات ال «سي بي سي» و«المحور» و«دريم» و«دراما مصرية» فقد اختارت بعض الأعمال الدرامية منها، «حكاية حياة» للنجمة غادة عبدالرازق، و«ميراث الريح» و«سلسال الدم» و«مولد وصاحبه غايب» للمطربة هيفاء وهبي وفيفي عبده وحسن الرداد ومحمد كريم، تأليف مصطفي محرم وإخراج شيرين عادل، و«نيران صديقة» لمنة شلبي، وكندة علوش ورانيا يوسف.
وسيحضى مسلسل «خيبر» الذي يتربع علي عرش مسلسلات رمضان 2013 متابعة خاصة من طرف الجمهور ،بتبنيه الدراما التاريخية، يضم أكبر عدد من النجوم العرب وأبرزهم السوري أيمن زيدان، واللبناني بيير داغر، والسورية سلافة معمار، والسورية رولا ذبيان، والأردنيين محمد محمد القباني وعبير عيسي. ويشهد مسلسل «خيبر» تواجداً مصرياً مكثفاً بمشاركة عدد من الفنانين منهم خليل مرسي وسامح الصريطي وأحمد ماهر وعايدة عبدالعزيز وغيرهم. وهو من تأليف الكاتب هشام السيد وسيناريو وحوار يسري الجندي وإخراج محمد عزيزية.
ويستعرض المسلسل الى تاريخ اليهود وجلاءهم عن الجزيرة العربية وقصة المعركة الفاصلة، حيث يدور الصراع الأساسي بين جبهتين هما: قبائل اليهود في الجزيرة العربية وما حولها، بالإضافة إلي من تحالف معهم من المشركين وجبهة أخري متواجدة بقدر ما يتطلبه الصراع وهي جبهة المسلمين.
واختارت قناة «النهار» مسلسل «نكدب لو قلنا ما بنحبش» وهو الاسم الذي استقرت عليه المخرجة غادة سليم، بطولة الفنانة يسرا.
ويسعي التليفزيون المصري للحصول علي بعض المسلسلات كإهداء من المنتجين لعرضها علي شاشاته التي تصل إلي 22 شاشة، بجانب المسلسلات التي أنتجتها صوت القاهرة مثل: مسلسل «مدرسة الأحلام» للفنانة ميرفت أمين ولطفي لبيب وأحمد صيام ونسمة محمود وإيمان السيد وإنجي عبدالله ورانيا الخواجة وسامي مغاوري، تأليف أحمد عطا الله. ويعرض أيضاً مسلسلات تركية وغيرها من المسلسلات التي تدخل سباق الشبكة البرامجية الرمضانية للقنوات الفضائية العربية.
فهل سيلقى المشاهد الجزائري نفسه في إيجاد ما يروق له من برامج في ظل هذا الكم الهائل من الأعمال التي ستتهاطل عليه في رمضان مع تسابق جنوني للنجوم العرب والجزائريين خلال هذا الشهرالفضيل الذي هو قبل كل شيء شهر الصيام والقيام.